دبي , الإمارات العربية المتحدة , 5  ديسمبر ، متفرقات , أخبار الآن –

تثبت دراسة صادرة عن “الكلية الأميركية لعلماء الغدد الصماء” أن كلاً من الهرمونات الدرقية و”الأنسولين” و”الكورتيزول” يتحكّم في معدّل أيض الجسم، وتفيد نتائجها أن حوالي 20% من النساء و10% من الرجال في أميركا يعانون من كسل الغدة الدرقية، محمّلين هذا الأخير، فضلاً عن عوامل غذائية أخرى متعلّقة بأسلوب الحياة (قلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة وارتفاع معدّل انتشار السموم البيئية التي قد تؤثر بشكل مباشر على وظائف الغدة الدرقية خصوصاً مع تقدّم العمر) السبب الحائل دون خفض الوزن.

رئيس قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم بجامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور جلال أعظم جلال يطلعنا على اختبار قياس قصور الغدة الدرقية وطرق علاجها من خلال الغذاء المتوازن وأسلوب الحياة السليم:

الغدة الدرقية صغيرة الحجم تتمركز في العنق، وتشكّل جزءاً من جهاز الغدد الصماء أو جهاز الهرمونات وتضطلع بوظيفة أساسية، هي: تنبيه الأيض في الجسم، كما تفرز هرمونين درقيين أساسيين، هما:

* الهرمون الدرقي الفعّال T3 الذي يفرز بنسبة 7%، وتشمل فوائده خفض معدّل “الكوليسترول” وتحسين الذاكرة وتعزيز نموّ الشعر وتخفيف الآلام العضلية وتقليل الإصابة بالإمساك، بالإضافة إلى تنشيط الأيض.
* الهرمون الدرقي غير الفعّال T4 الذي يفرز بكميّات كبيرة تبلغ 93%، ليتحوّل بعدها إلى الهرمون الدرقي الفعّال T3 في الكبد.

ويرى خبراء في جامعة هارفارد الأميركية أن إفراز الغدة كميّات قليلة من الهرمون الدرقي الفعّال T3 أو ضعف تحويل الهرمون الدرقي غير الفعّال T4 إلى الهرمون الدرقي الفعّال T3 بشكل سليم يؤدي إلى اختلال توازن الجسم، فيزداد الوزن ويضعف الأيض وتضطرب مستويات “الأنسولين” في الدم. وللتغلّب على اضطرابات القصور الوظيفي الدرقي، يقترح الخبراء اتّباع مجموعة من الخطوات، أبرزها:

1 القضاء على عوامل الاضطراب

* تفيد دراسات أن زيادة نسبة السموم في الجسم تبطئ نشاط الغدة الدرقية وتضعف الأيض. ولذا، يعدّ اختبار قياس الزئبق في الجسم ضرورياً للتعرّف على معدّل سميّة الجسم، كما يحذّر العلماء من تناول مادة “الفلورايد” في مصادر مياه الشرب والتي ثبتت طبياً علاقتها بمشكلات الغدة الدرقية.
* التخلّص من عوامل التوتر المؤثرة سلباً على وظيفة الغدة الدرقية، فقد أظهرت دراسة أميركية صادرة حديثاً أن طلبة الكليات العسكرية ومن يعرّضون لمستويات مرتفعة من التوتر يعانون من معدّلات عالية من هرمون “الكورتيزول” ومستوى مرتفع من الالتهابات ونقص في مستوى هرمون “التستوستيرون” وانخفاض شديد في الهرمون الدرقي الفعّال T3.

2 ممارسة التمارينات الرياضية
تشدّد دراسة صادرة حديثاً عن “المعهد الأميركي للطب الرياضي” أن التمرينات الرياضية تعمل على تنبيه الغدة الدرقية إلى زيادة إفرازها من الهرمون الدرقي الفعّال T3، كما تزيد من حساسية أنسجة وخلايا الجسم للهرمونات الدرقية.

3 حمّامات الساونا والبخار

تمثّل وسيلة رائعة في خفض معدّل السميّة في الجسم، فضلاً عن فوائدها في إرخاء العضلات وزيادة التركيز وتقوية الذاكرة. ويشير باحثون في “مركز التحكّم والوقاية من الأمراض في أميركا”، في هذا الإطار، إلى أن “الساونا” تعدّ وسيلةً مساعدةً لإنقاص الوزن وإصلاح الغدة الدرقية، إذ يطلق النسيج الدهني في الجسم السموم المختزنة داخله أثناء مرحلة إنقاص الوزن كمركبات “ثنائي الفينيل متعدّد الكلور” PCBs والتي من شأنها خفض مستوى الهرمون الدرقي الفعّال T3، ما يبطئ معدّل الأيض أثناء الراحة ويثبط قدرة الجسم على إحراق الدهون. لذا، ينصح بالمواظبة على “الساونا” وحمامات البخار، خصوصاً في المرحلة الأولى من فقد الوزن.

4 تناول الأطعمة المدعّمة للغدة
يتطلّب إنتاج الهرمون الدرقي الفعّال T3 توافر بعض العناصر الهامة من معادن وفيتامينات في الغذاء، أبرزها:

* اليود المتوافر في الأعشاب والنباتات البحرية وثمار البحر وملح البحر والطحالب البحرية والملفوف والبصل والفجل واللفت والأناناس.
* دهون “أوميغا – 3” في الأسماك، وخصوصاً الماكريل والسردين والسلمون والتونة، والمكسّرات وزيت الزيتون وزيت السمك والسمسم وبذرة الكتان.
* “السلينيوم” المفيد في تحويل الهرمون الدرقي غير الفعّال T4 إلى الهرمون الدرقي الفعّال T3. يتوافر في الثوم والبيض والحبوب واللحوم والمحار البحري.
* الفيتامين “إي” A المساعد في تنبيه الأيض وعلاج اضطرابات الغدة الدرقية. تشمل أبرز مصادره الغذائية: الكبد والمشمش والبندورة والجزر والسبانخ والبروكولي والجرجير والخضر الورقية الداكنة والبيض والحليب ومشتقاته.

5 تجنّب “الجلوتين” وبروتين الصويا 
ثمة أطعمة تبيّن أنها تثبط الأداء الوظيفي الدرقي، كـ:

* “الجلوتين”: نوع من البروتين، يتوافر في القمح والشعير والشوفان والعدس.
* بروتين الصويا: تبيّن أن الإفراط الشديد في استهلاك بروتين الصويا في الغذاء يعوق الوظيفة الدرقية.

6 تناول المكمّلات المحفّزة للغدة
ثمة عناصر غذائية أساسية مطلوبة للأداء الوظيفي الدرقي يوصى بتناولها، تؤمّنها أيضاً المكملات الغذائية كالأنواع المحتوية على “السلينيوم” واليود والزنك وفيتاميني “إي” A و”دي” D ودهون “أوميجا – 3”.

7 فحص الغدة
– اختبار قياس مستويات TSH أي الهرمون المحفّز للدرقية (يتراوح المستوى المثالي له بين 1 و2 مللي وحدة دولية/ ملليلتر).
– اختبار قياس مستوى الهرمون الدرقي الفعّال T3 والهرمون الدرقي غير الفعّال الحرT4 في الدم.

– ينصح الطبيب، أحياناً، بإجراء اختبار تنبيه الهرمون المطلق للدرقية .TRH