الصويا نبات يشبه «الفول» المعروف في بلادنا العربية ويزرع منذ حوالى 5000 سنة في الصين، ومنها انتقل إلى المناطق المجاورة كالهند واليابان وكوريا وغيرها من بلدان جنوب شرق آسيا لتنتشر زراعته في فرنسا ثم الولايات المتحدة التي انفردت به وطورت صناعته الغذائية ليدخل إلى البلاد العربية في القرن التاسع عشر. وهو نبات يحتوي على نسبة عالية من البروتينات تفوق اللحم الأحمر لاحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية.
مكافحة الخلايا السرطانية
وتقول أخصائية التغذية مايا حداد في مستشفى جبل لبنان: «يقوي الصويا عضلات الجسم والشعر والبشرة ووجوده في منظومة غذائنا مهم، حيث إن له فائدة في مكافحة الخلايا السرطانية، ويحتوي على فيتامينات عدة من ب1 وب2 وكالسيوم وحديد ومنغيسيوم وفوليك أسيد». وتتابع: «يشبه طعم الصويا طعم الفول العادي لكن تناوله نيئاً يسبب عسر الهضم، لكن بعد طبخه أو تحويله إلى حليب أو جبنة يتحول الانزيم الى أنزيم غير ضار.
وتضيف حداد: حبوب الصويا أو ما يُسمى فول الصويا هو مصدر نباتي 100%، لها قيمة غذائية عالية لما تحتويه من البروتينات والفيتامينات والمواد المضادة للتأكسد Anti-oxidant والمعادن لا سيما البوتاسيوم والـFollate لذا تُعتبر غذاءً متكاملاً مفيداً للإنسان. ويحتوي الصويا على البايوتين الذي يعتبر من البروتينات الغالية الثمن والتي تساعد على نقاوة البشرة وصلابة الشعر، حيث إنها تعمل على خلق خلايا جديدة. وبما أن حبوب الصويا نباتية فهي لا تحتوي على دهنيات وتقي من مشاكل القلب وتمنع تصلب الأوعية الدموية أو الشرايين والجلطات والكوليسترول وتضبط ضغط الدم وتنشط دور جهاز المناعة».
مصدر غذائي بديل
وأثبتت دراسات أوروبية، على حد قول مايا حداد، أن الأشخاص الذين يتناولون كمية أكبر من الصويا وأقل من اللحم الأحمر هم أقل عرضة للإصابة بمرض السرطان خاصة سرطان البروستات وسرطان الثدي والرحم وترقق العظام لدى السيدات. كما يحد الصويا من عوارض الـ Menopa se أي سن انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة وإحمرار الوجه وتقلب المزاج، إضافة إلى أنّ الأفراد الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا يتناولون الصويا كمصدر غذائي بديل للتعويض عن اللحوم الحيوانية ومشتقاتها بسبب غنى الصويا بالبروتين.
وتشير حداد إلى أن هذا النبات يتميز بشمولية استخداماته حيث يُصنع من الصويا الحليب الذي يفيد النساء كثيراً وأيضاً للأشخاص النباتيين. وهذا النوع من الحليب عبارة عن سائل يُستخرج بعد طحن حبوب الصويا ومزجه مع الماء وهو خالٍ من الكوليسترول وفيه نسبة دهون غير مشبعة أقل من تلك الموجودة في حليب البقر، لذلك يُعتبر حليب الصويا بالأخص إن كان مدعّماً بالكالسيوم بديلاً عن حليب البقر لدى الأشخاص الذين يُعانون من الحساسية المفرطة من اللاكتوز. ويُستخرج زيت نباتي من حبة الصويا ويحتوي على دهون غير مشبعة تزيد من نسبة الـ HDL أي الكوليسترول الجيد وال Omega 3 ما يخفف من نسبة الإصابة بأمراض القلب. كما تُطحن بذور الصويا الجافة وتُخلط مع دقيق القمح لصناعة الخبز. كما تُستخدم الصويا في أغراض أخرى كعلف للحيوانات وأسمدة زراعية للأراضي.
وتوضح حداد أن سائر الاستخراجات المصنّعة من الصويا مثل المايونيز أو كريمة القهوة وغيرها فهي تكون مهدرجة وتحتوي على دهون مشبعة، لذا تُصبح الصويا المهدرجة مؤذية وتسبب أمراض القلب والكوليسترول، وتنصح بتناول الصويا النباتية الطبيعية غير المهدرجة أي غير المصنعة.

الاتحاد