أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (مواقع إلكترونية)

إن فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) هو اضطراب شائع لدى الأطفال في مرحلة الدراسة، لكن الكثير من الأهل لا يدركون أنه اضطراب ويتم التعامل مع الطفل على أساس أنه شقي مما يترك أثرًا سلبيًا على الطفل نفسه وعلى عائلته. 

لذلك يتوجب علينا معرفة تشخيص هذه الحالة ومساعدة الطفل على اجتيازها والتغلب عليها.

هل يعاني طفلي من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

إن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ناتج عن خلل بيولوجي يؤدي إلى اضطراب في النواحي السلوكية والعلمية والاجتماعية للأطفال. 

ولكن للأسف، تختلف عوارض هذا الاضطراب من طفل إلى آخر مما يصعب تشخيصه في بعض الأحيان. نذكر لكم في ما يلي العلامات السبع الشائعة التي قد تشير إلى هذه الحالة.

1- حب الأنا

إن الميزة المشتركة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي عدم القدرة على التعرّف على احتياجات الآخرين ورغباتهم. 
ويمكن للطفل الذي يعاني من هذه الحالة أن يقاطع الآخرين عندما يتحدثون، وقد يواجه أيضًا صعوبة في انتظار دوره على سبيل المثال في النشاطات المدرسية أوعند اللعب مع الأطفال الآخرين.

2- الاضطرابات العاطفية

يواجه الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب صعوبة في كبت مشاعره، سواء كانت جيدة أو سيئة. 
وقد يظهرون نوبات من الغضب في أوقات غير مناسبة أو تقلبات في المزاج عند الأطفال الأصغر سنًا.

3- التململ والاندفاع

لا يستطيع الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة الثبات في مكانهم لفترة مناسبة.
 فقد يحاولون النهوض والركض حول المكان، وعندما يجبرون على الجلوس فهم يتململون ويندفعون باستمرار في كرسيهم.

4- عدم اتمام المهام

يُظهر الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب اهتمامًا في الكثير من الأمور المختلفة ولكنه قد يواجه مشكلة في اتمامها.
 فهو غالبًا ما ينتقل من نشاط إلى آخر يجذبه أكثر من دون اتمام الأول أو حتى التفكير في إنهائه.

5- صعوبة في التركيز

يواجه الطفل في هذه الحالة صعوبة في التركيز حتى عندما يتم توجيه الحديث إليه مباشرة. 
يحاول هؤلاء الأطفال اقناعك بأنهم سمعوا الحديث ولكن عندما تطلب منهم تكرار ما قلته سوف يتبين لك أن ليس لديهم أدنى فكرة عن الموضوع.

6- أخطاء ناتجة عن عدم الانتباه

غالبًا ما تكون القدرات الذهنية لهؤلاء الأطفال طبيعية، لكنهم يواجهون صعوبة في اتباع التعليمات التي تتطلب تخطيط وتنفيذ المشروع، الأمر الذي يؤدي إلى أخطاء ناتجة عن عدم الانتباه.

7- أحلام اليقظة

غالبًا ما يتم تصوير الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب على أنهم اندفاعيون وزائدي الحركة، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع. 
فالعلامة الأخرى لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي أن يكون الطفل أكثر هدوءًا وأقل مشاركة في النشاطات من الأطفال الآخرين.
 فقد يحدّق الطفل في الفضاء، كما لو كان يحلم، ويتجاهل تمامًا ما يحدث من حوله. 

معلومات مهمة

من المهم جدًا أن نتذكر أن جميع الأطفال معرضون للإصابة ببعض عوارض هذا الاضطراب في مرحلة ما. ولكن إذا كانت عوارض هذا الاضطراب تظهر على طفلك بانتظام، وخاصة إذا كان سلوكه يؤثر على نجاحه في المدرسة وعلاقاته مع أصدقائه، فمن الأفضل أن تتداركي الأمر بأسرع وقت ممكن.

 ولا داعي للقلق، فهذه الحالة يمكن علاجها والتغلب عليها بطرق متعددة علاجية أو تدريبية.

العلاج

ولدى الحديث عن العلاج يتبادر للذهن فورا إعطاء الطفل عقارا معينا، والواقع أنه بعد التشخيص الدقيق لا بد من وضع خطة وأهم بنودها أن يكون التعامل مع الطفل في البيت والمدرسة صحيحا، وأن يتمكن الطفل من الحصول على أساليب تعديل السلوك عبر الثواب والعقاب. 

والعقاب هو بأسلوب الحجز والحرمان والثواب عكس ذلك. وقد يفيد استعمال لوحة يحصل فيها الطفل على نجمة عندما يكون سلوكه مقبولا ولا يحصل عليها إذا كان سلوكه غير مقبول، ويمكن أن يستعمل هذا الأسلوب لأكثر من طفل في الأسرة، ويجب الحذر من الضرب والإيذاء والتوبيخ المتواصل الذي قد يعلم الطفل العنف.

ويحتاج بعض الأطفال لعلاجات دوائية يقررها الطبيب ويتابعها، ولا يجوز استعمالها دون الرجوع للاستشاري المتخصص. وهذا لا يعني عدم الاستمرار في الأساليب السلوكية والتربوية وتعديل البرنامج اليومي للطفل، وحتى أسلوب الكلام، فالأطفال لا يصغون لفترات طويلة بالوضع الطبيعي فما بالك في الأطفال ذوي الانتباه القليل والحركة المستمرة. ولذلك فخلال الشرح في قاعة الصف على الأستاذ استعمال الجمل القصيرة لا الشرح المفرط، واستعمال لغة الطفل دون خلط كلمات عربية وإنجليزية أو فرنسية في نفس الوقت.

وبالمتابعة والمعالجة السلوكية والدوائية يتخطى الأطفال هذه المشكلة، وقد يبقى لها رواسب بعد المدرسة وفي الجامعة والحياة العملية، وقد تكون بدرجة بسيطة يستطع الإنسان التعامل معها، وقد يحتاج بعض الناس في العشرينيات وبعد ذلك للمعالجة، خصوصا إذا كان نقص الانتباه مستمرا ويؤثر على التقدم في العمل والحياة.

ولا بد لي من أن أختم الحديث بالقول إن الأب والأم العرب لديهم اهتمام بقراءة النشرات و"الكتالوجات" لأي جهاز هاتف أو كمبيوتر يشتريه، ولكن نادرا ما يقرأ كتابا عن تطور الطفل والمراهق والأساليب الصحيحة للتعامل مع مشاكلهم.

ويدّعي الكثير من الناس أن أسلوبهم التربوي هو الأسلوب الحديث لأنه يختلف عن أسلوب آبائهم، وليس بالضرورة أن يكون أسلوب الآباء خطأ. كما لا بد من وضوح الأساليب التربوية، إذ إن المدارس في العالم العربي عموما مهتمة بالتحصيل الأكاديمي أكثر بكثير من التربية والسلوك والتفكير والانضباط وغيرها من أساسيات الفرد المتوازن الناجح في حياته، وهذا أمر يجب الانتباه إليه وتغييره بحيث تركز المدرسة على كافة جوانب تطور الطفل وشخصيته.