دراسة تكشف.. التعاطف لدى المراهقين يبدأ بعلاقات آمنة في المنزل

 

  • أظهرت دراسة جديدة أن المراهقين الذين تربطهم علاقات وثيقة وآمنة مع أسرهم هم أكثر عرضة للتعاطف مع أقرانهم
  • أظهر المراهقون الذين لديهم علاقات أسرية أكثر أماناً تعاطفاً أكبر تجاه أصدقائهم في سن 16 و17 عاماً مقارنة بالمراهقين الأقل أماناً.
  • اقترحت ستيرن أن وجود صداقات قوية أو مدرّس موثوق به قد يكون له تأثير على تعاطف المراهقين الذين لا يشعرون بالأمان

أظهرت دراسة جديدة أن المراهقين الذين تربطهم علاقات وثيقة وآمنة مع أسرهم هم أكثر عرضة للتعاطف مع أقرانهم، وفقاً لشبكة “سي إن إن“.

وبشكل أكثر تحديدً ، عندما يشعر المراهقون بالأمان، وأنهم مدعومون ومتصلون بالوالدين أو غيرهم من مقدمي الرعاية البالغي ، فإنهم يكونون أكثر استعدادًا لنقل التعاطف الذي يتلقونه للآخرين.

قالت جيسيكا ستيرن، الكاتبة الرئيسية للدراسة وزميلة ما بعد الدكتوراه: “لا أعتقد أن المراهقين على وجه الخصوص يحبون أن يتم إخبارهم بما يجب عليهم فعله، ولا أعتقد أنه سيكون من المفيد إخبار المراهقين بأنهم يجب أن يتعاطفوا مع الآخرين”.

وأضافت “لكن ما ينجح هو إظهار التعاطف معهم، ويمكنهم إيصاله إلى الناس في حياتهم”.

يدور عمل ستيرن حول كيفية مساهمة العلاقات الآمنة في السلوك الاجتماعي الإيجابي، أو السلوك مدفوعًا بنية إفادة الآخرين.

وقالت إنها تدرس العلاقات بين الوالدين والطفل، والمعروفة أيضًا باسم نظرية التعلق، وهي “فكرة أن جميع البشر لديهم حاجة أساسية للتواصل ، لكننا نختلف نوعًا ما في الطرق التي نجعل بها هذه الروابط”. “هذه الاختلافات في نوعية علاقاتنا نوع من الشكل الذي نصبح عليه مع مرور الوقت”.

وأضافت تستيرن أن المراهقين الأكثر تعاطفًا يظهرون مستويات أقل من العدوانية والتحيز وأقل عرضة للتنمر وهذا هو سبب أهمية فهم كيفية تشكيل العلاقات للتعاطف.

وتابعت الدراسة، التي أجريت في مجموعة أبحاث المراهقين بجامعة فيرجينيا، 174 مراهقاً تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً لتتبع تقدمهم سنوياً. في سن 14، أجرى الباحثون مقابلات مع المراهقين فيما يتعلق بعلاقاتهم الأسرية. وأوضحت ستيرن أن هذا دفع المراهقين إلى مشاركة القصص عن عائلاتهم. لم يتنبه الباحثون لما قاله المراهقون فحسب، بل اهتموا أيضاً بكيفية التعبير عنه.

 

تطور مهارات التعاطف

 

وأضافت ستيرن: “بعض هذه القصص بها كثير من الألم، وبعضها يتمتع بجمال حقيقي وقرب كبير، لكننا نبحث حقاً عن الطريقة التي يروي بها المراهقون قصصهم… هل يمكن للمراهقين التحدث عن علاقاتهم الوثيقة بطريقة هادئة وواضحة؟ هل يمكنهم اتخاذ موقف قد يكون صعباً والتخلُّص مما يزعجهم؟”.

وأظهر المراهقون الذين لديهم علاقات أسرية أكثر أماناً تعاطفاً أكبر تجاه أصدقائهم في سن 16 و17 عاماً مقارنة بالمراهقين الأقل أماناً. ليست كل الأخبار سيئة، رغم ذلك، لأن المراهقين الأقل أماناً «وقعوا» في سلوكهم التعاطفي عند بلوغهم سن 18 عاماً، مما أثار دهشة ستيرن.

وقالت إن هذه الفكرة تعطي الأمل، لأنها تشير إلى أن مهارات التعاطف هذه يمكن أن تتطور بمرور الوقت لدى المراهقين الذين ليس لديهم علاقات جيدة في المنزل.

واقترحت ستيرن أن وجود صداقات قوية أو مدرّس موثوق به قد يكون له تأثير على تعاطف المراهقين الذين لا يشعرون بالأمان، لكنها قالت إنه يجب إجراء أبحاث أكثر لمعرفة المزيد عن هذه القضية.