على طريقة الشخصية التراثية الانجليزية “روبن هود” قامت مجموعة من المخترقين بالتبرع  بالأموال المسروقة إلى الجمعيات الخيرية، في خطوة غامضة غير مسبوقة حيّرت خبراء الجرائم السيبرانية.

ويزعم المخترقون بمجموعة Darkside أنهم ابتزوا الشركات وحصلوا على ملايين الدولارات، لكنهم يرغبون الآن في “جعل العالم مكاناً أفضل”.

وفي منشورٍ على ما يسمى الإنترنت العميق، نشرت العصابة إيصالات لتبرعٍ بعملات بتكوين بقيمة 10 آلاف دولار لجمعيتين خيريتين، كانت إحداهما منظمة الأطفال الدولية Children International، التي تقول إنها لن تحتفظ بهذا المال.

 

 

و زعم المخترقون أنهم يستهدفون فقط الشركات الأعلى ربحاً بهجمات تستهدف جمع الأموال، حيث كتبوا في منشور على مدونة : “نرى أنه من العدل أن يذهب بعض المال الذي دفعته هذه الشركات إلى الجمعيات الخيرية. وبغض النظر عن نظرتكم إلى عملنا على أنه سيئ، يسرّنا أن تعرفوا أننا ساعدنا في تغيير حياة شخصٍ ما، اليوم أرسلنا التبرعات الأولى”.

ونشر المخترقون التبرعات إلى جانب الإيصالات الضريبية التي تلقوها مقابل التبرع بـ 0.88 بتكوين إلى جمعيتين خيريتين، هما مشروع المياه ومنظمة الأطفال الدولية.

وكشفت دراسة أنّ “العديد من المقرصنين الإلكترونيين حققوا نحو 1.2 مليون دولار طيلة سنة كاملة في عمليات سرقة تستهدف العملات المشفرة والبيتكوين بشكل خاص”.

وأنجزت الدراسة شركة برنامج مكافح الفيروسات “Symantec”، وقد ورد في تقرير الدراسة أنه “قام بحظر 300 مليون رسالة وبريد الكتروني احتيالي في الأشهر الـ5 الأولى من سنة 2019”.

ولفتت الدراسة إلى أن “هناك العديد من الحيل المستعملة في الرسائل المرسلة والتي تحتوي على ألغام، ومجهزة للسرقة من خلال إحتوائها وتركيزها على الجانب الجنسي لإثارة المتلقي”.

 

 

ووفقاً للدراسة، فإن “هذه الرسائل تجعل المتلقي يقبل على تحميل المرفق والإطلاع عليه”. ويعمد المقرصنون على إرسال رسائل ذات طابع إبتزازي من خلال إحتواء الرسالة على تهديد بكشف صور وفيديوهات حميمة للضحية، بعد اختراق كاميرا الويب. وفي حال عدم الإستجابة للمرسلين، فإنه سيتم كشف ونشر الصور لجميع جهات الإتصال.

وفي العادة يتمّ إمهال الضحية وقتاً معيناً للإستجابة والدفع بالبيتكوين لعدم فضح ونشر صوره الخاصة. وهناك حالات من الابتزاز يكون فيها التهديد بتفجير المبنى الذي يسكنه الضحية من خلال اخباره بأنه تم زرع قنبلة تحت المسكن، وفي حالة عدم الاستجابة ودفع البيتكوين للمبتز فسيتم التفجير في ظرف زمني معين.

ويبدو أن عملة “البيتكوين” ليست حديثة كما يعتقد معظم الأشخاص، فقد كشفت دراسة أن جزيرة صغيرة تسمى “ياب” في المحيط الهادئ، تُعد موطنا لبقايا نظام العملات القديمة الذي يتضمن أقراصا حجرية عملاقة تعمل بصيغة مشابهة لسلسلة عملة “البيتكوين” المتاحة حاليا.
ويُطلق على الأقراص الحجرية العملاقة اسم “راي”، واستخدمها سكان الجزيرة كشكل رمزي من المال على مدى مئات السنين، وما زالت تُستخدم في بعض الأحيان لأغراض تقليدية أو احتفالية حتى يومنا هذا.

وتبدو الحلقات الدائرية على شكل دونات مختلفة تماما عن نظام البيتكوين الرقمي غير المرئي، ولكنها مشابهة لها من ناحية الاعتماد على نظام دفتر الحسابات العام، بحيث يكون الجميع على دراية بالمعاملات وليس هناك حاجة إلى نظام مصرفي مركزي.

وفي هذا الصدد، قال عالم الآثار، سكوت فيتزباتريك، من جامعة أوريغون: “إنها إحدى العملات المعدنية الأكثر إثارة للاهتمام في العالم. منحوتة من محاجر الصخر الجيري الموجودة في جزر بالاو، على بعد زهاء 400 كم من “ياب”. إنها أكبر الأجسام التي نُقلت عبر المحيط الهادئ المفتوح خلال عصر pre-European”.

وفي دراسة جديدة قام بها سكوت والمعد المشارك ستيفن ماكيون، أوضحا أن عملة “راي” الحجرية كانت قيمة للغاية، ولكن بالنظر إلى حجمها ووزنها وهشاشتها، فإنها بالكاد تتحرك في جميع أنحاء الجزيرة.

وأوضح الباحثون أنه “نتيجة لذلك، في حال منح أو إهداء عملة “راي”، قد لا يكون المالك الجديد للقرص يعيش بالقرب منه. ولضمان أن الملكية لا جدال فيها، فإن دفتر الحسابات الشفهي استُخدم داخل المجتمعات للحفاظ على الشفافية والأمن”.

ويبدو أن دفتر الحسابات الشفوي مر عبر أجيال من شعب جزيرة “ياب”، وساعد المجتمع على فهم من يملك عملة “راي” حتى تُستخدم في هدايا الزفاف أو دفع الفدية في بعض الأحيان.

وخلص ماكيون إلى أنه: “كما هو الحال مع أحجار “راي”، فإن المعلومات حول قيمة وملكية عملات البيتكوين تُدار بشكل جماعي. إنه نظام مالي موزع بدلا من الأنظمة المألوفة والمركزية، التي تضم مؤسسات مالية تابعة لجهات خارجية”.