أخبار الآن | ليل – فرنسا (AFP)

في ظلّ عمليات القتل والتشويه المريعة التي وقعت ضحيتها خيول في أنحاء فرنسا كافة خلال الأشهر الأخيرة، لا يدّخر أصحاب الخيول والاسطبلات جهدا لحماية حيواناتهم بالتعاون مع الدرك.

يستعرض سيباستيان لوكينا أحد خيّالة الحرس الجمهوري التدابير الواجب اتخاذها  “إزالة أرسان الأحصنة في المراعي والتزوّد بكاميرات مراقبة إن أمكن وإجراء دوريات ليلية والاتصال بالشرطة على الرقم 17” في حال الاشتباه بأمر ما.
ويشارك لوكينا في دورية خيّالة تابعة لدرك مدينة ليل-أدام (الشمال) تقصد الاسطبلات لتعميم هذه التوجيهات.

يلتزم ديدييه فروشيه الذي يدير ناديا يضمّ 80 خيلا بهذه التعلميات حرفيا. وهو يقول “نعرف كلّ أحصنتنا خير معرفة ونحن نبقى إلى جانبها على مدار الساعة تقريبا ويقلقنا بالفعل ما يحدث”.

وقد أُبلغت السلطات في الأشهر الأخيرة بحالات عدّة لقتل الخيول، قطعت فيها أحيانا آذان الدواب وشوّهت الأعضاء التناسلية ومزّقت.

ولا تزال دوافع هذه الأفعال مجهولة. هل هي مدفوعة بكره للحيوانات أو بطقوس شعوذة؟ أم أنه تحدّ مشين راج بين رواد الانترنت؟  وهل يمكن أن تكون أسباب طبيعية وراء هذه الظاهرة؟ كلّ الاحتمالات واردة في نظر المحققين.

والأمر الوحيد المؤكّد هو “تعدّد الفاعلين وأساليب العمل”، على حدّ قول الكولونيل أوبير برسي دو سير منسّق المديرية الفرعية للشرطة القضائية التابعة للدرك.

ويثير هذا الوضع الضبابي القلق في نفوس أصحاب الخيول. ويقول فروشيه “نتساءل كلّ صباح عما ينتظرنا”.

وهو لم يتوان عن الاستثمار في كاميرتي مراقبة، وهما كناية عن جهازين صغيرين يسهل نقلها يصوّران ويسجّلان الأجسام المتحرّكة. ويؤكّد فروشيه الذي يسعى إلى “طمأنة” الزبائن من خلال التدابير المتّخذة “لا نأبه للنفقات عندما يتعلّق الأمر بضمان أمن أحصنتنا”.

ليل السبت الأحد اعتمد الدرك تدابير مشددة في شرق فرنسا في إطار التحقيق في هذه الحوادث الغامضة.

وأوفد نحو أربعين عنصرا بدعم من مروحية وفريق مع كلاب مدرّبة إلى الميدان في منطقة كوت دور (الشرق) بعدما أبلغ رجل باقتحام مرعاه  وإصابة أحد خيوله إصابة بالغة في لون، وفق ما أفاد مصدر من هيئة الدرك المحلية.

وكشفت مديرية الدرك التي وضعت حواجز مرورية بالتعاون مع المناطق المجاورة “البحث عن رجلين”.

على تخوم منطقة فيكسان، يضيء مصباحان المراعي على مقربة من إحدى الغابات.

وتُجري أودري برناي مع شريكها دوريتين ليلا للتأكد من أن خيولها على خير ما يرام. وهي نزعت اللوحة التروجية لاسطبلها بانتظار أيام أفضل.

وتؤكد الشابة التي دعت أصحاب الاسطبلات إلى اجتماع لتباحث الوضع “نسعى إلى إرساء أسس مبادرات جماعية”.

وتسري المعلومات على أشكالها على شبكة الانترنت، ما يغذي الشائعات. ويقول لوكينا “يستولي الهلع على الناس”.

وتصرّح فارسة من منطقة إيفلين فضلت عدم الكشف عن اسم ناديها أن “المدراء أصبحوا على الحضيض بعد كورونا”.

وتقول بيغي التي لديها حصانان في مرعى خلف منزلها في منطقة إيفون التي رُصدت حالات التشويه على مقربة منها “أنا خائفة كثيرا وأعجز عن النوم… وأخشى كل صباح أن يكون أمر ما قد حدث من دون أن نسمعه”.

وهي أعربت عن أملها في أن تنتهي هذه المأساة ويتمّ الكشف عن ملابساتها.