أخبار الآن | دمشق – سوريا (رويترز)

يستعرض عاشق التحف السوري خليل عبد الله البالغ من العمر 80 عاما مجموعته الفنية التي بدأ في تجميعها عندما كان عمره سبع سنوات فقط , ويقول باعتزاز وفخر إنها “ليست للبيع”.

تملأ التحف والقطع الفنية من الأثاث المزخرف بدقة بالغة إلى الخزف الصيني والقطع النحاسية المنقوشة , أركان الطوابق الثلاثة من المبنى الذي اضطر عبد الله لشرائه لاستيعاب مجموعته التي تضم أكثر من 10.000 قطعة.

وقال عبد الله إن التحف كانت تشغل مساحة منزله بالكامل، وهو ما لم يكن مصدر سعادة دائما لزوجته, لكنه كان يرفض فكرة البيع.

ويوضح “إذا عندي مكررة (قطعة مكررة) أبدلها لأني ما محتاج ثمنها، يعني عندك قطعة حلوة وأنا عندي قطعتين أبدل واحدة بواحدة وإنتي بدك تبدلي، ممكن أبدلها و لكن ما بيع (لا أبيع)”.

لم يكن العثور على التحف والقطع الفنية وشراؤها أمرا سهلا على مدى السنوات الطويلة الماضية. وقال عبد الله إنه قدم تضحيات، وكان يلغي في بعض الأحيان دعوات العشاء ليدخر المال من أجل شراء القطع الفنية.

ويقول “يعني مثلا بدي أشتري قطعة وما معي ثمنها، مثلا بدي أعزمك على مطعم العزومة تكلف ٥٠٠٠ ليرة، بلغي العزومة وبشتري قطعة”.

أضاف أنه بصفته صاحب شركة شحن، أتيحت له الفرصة للتواصل مع الناس من جميع أنحاء العالم والسفر بنفسه إلى الخارج، الأمر الذي ساعده في الحصول على قطع نادرة وثمينة.

ومن أحب القطع إلى نفسه سيف صنع في عام 1870، أهداه له صديق للعائلة.

وعندما اندلعت الحرب في سوريا، حاصرته المخاوف من احتمال تعرض مجموعته للخطر نظرا لموقع منزله قرب الخطوط الأمامية. ولأنه كان موجودا في القاهرة في ذلك الوقت، اعتمد على ابنه الذي قام، بمساعدة 30 رجلا آخرين، بنقل التحف إلى مكان أكثر أمانا.

ويقول ابنه أحمد عبد الله “هم وانزاح لأنها مقتنيات عمره ومقتنيات كتير مهمة بالنسبة له فالفرحة لا توصف لأن حسيته كتير انبسط إنهم صاروا بمكان آمن”.

ويحلم عبد الله بافتتاح سوق (بازار) يتمكن فيه عشاق الآثار وهواة جمع التحف والسياح من شراء أو بيع أو تبادل القطع الأثرية بينما يتم فتح المبنى أمام الجمهور وتحويله إلى متحف.

ويقول عبد الله “أنا بأجر أماكن (أقوم بتأجير أماكن) حتى الناس تيجي وتشوف يلي بيحب يشتري بيشتري بس من عندي لاء.. أنا ما أبيع وماني محتاج بيع. بس (لكن) البازار بيصير كهواية من جهة وبيع وشراء من جهة تانية”.