أخبار الآن | إيطاليا – CNN

نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً عن رجل إيطالي يدعى ساورو موراندي، الذي يعيش لأكثر من 30 عاماً وحيداً على جزيرة بوديللي الصغيرة بالبحر الأبيض المتوسط. ففي عزلته هذه، يكون موراندي بعيداً كل البعد عمّا يحصل في العالم جرّاء فيروس “كورونا“.

قصة موراندي بدأت في العام 1989، عندما تعطّلت ماكنة قاربه الخشبي بين جزيرتي سردينيا وكورسيكا. وحينها، قاده التيّار إلى جزيرة بوديللي. ومنذ ذلك الوقت، اختار موراندي البقاء في الجزيرة التي تعاني من هجرة السياح.

ينام موراندي في كوخ حجري قديم ويستيقظ في الصباح، حيث يكون محاطاً بالطبيعة، ويستمتع باستكشاف الشجيرات والمنحدرات. وعلى الرغم من ذلك، فهو يتابع الأخبر، حيث علم بأن إيطاليا تواجه إغلاقاً تاماً في سبيل مواجهة فيروس “كورونا”.

يعتبر الرجل الثمانيني أنه “موجود في أكثر الأماكن أماناً على وجه الأرض، كما أنه حريض على مشاركة بعض النصائح حول أفضل طريقة للعزل الذاتي، وهو ما يقوم به أغلب البشر اليوم حول العالم لتفادي الإصابة بـ”كورونا”. ويقول: “أنا بخير ولست خائفاً.. أشعر بالأمان هنا.. هذه الجزيرة توفر حماية كاملة، ولا توجد مخاطر على الإطلاق.. لا أحد يهبط هنا”. ومع هذا، فإنه يتحدث عن عائلته وأصدقائه في إيطاليا، ويقول أنهم “يواجهون أوقاتاً صعبة اليوم”.

ومع هذا، فإنه لم يتغير شيء بالنسبة لموراندي منذ تفشي “كورونا” في إيطاليا، باستثناء أنه يجب عليه الآن الإنتظار لفترة أطول حتى يجلب له الناس الطعام من البلاد. وهذا يعني أن الزيارات المتفرقة للسياح إلى هذه الجزيرة التي يعيش عليها موراندي توقفت خلال فصل الشتاء. فعلى مر السنين، أصبح معتاداً على الكثير من الأشخاص الذين يأتون إلى الجزيرة، ويتشارك وجبات الطعام معهم.

ويمتلك موراندي هاتفاً نقالاً ويمكنه أيضاً تحميل الصور على موقع “إنستغرام“.. ويقول: “أشعر بالملل، لذلك أقضي وقتاً في التقاط صور للشواطئ والحياة البرية والمناظر الطبيعية، وأقوم بتحرير اللقطات ثم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي و Instagram. لدي الكثير من المتابعين”.

ويعتقد موراندي أن “الإغلاق الذي تشهده إيطاليا يعني أن السياح سيبقون بعيداً حتى يوليو/تموز على الأقل”. وإلى جانب ذلك، إن لدى موراندي نصائح للأشخاص الذين أجبروا على الإنعزال في إيطاليا، فضلاً عن الأماكن الأخرى بسبب “كورونا”.

يقول الرجل أن “البقاء في المنازل لأسابيع عديدة ليس شيئاً مزعجاً، بل هي فرصة لممارسة البحث عن النفس”. ويتابع: “في الشتاء أبقى في كوخي محجوراً لأشهر، وبالكاد أتجول في أنحاء الجزيرة.. الناس قلقون لأنها ستبقى في المنزل لأسبوعين فقط.. هذا سخيف”.

ويضيف: “قرأت كثيراً، وأعتقد. أن الكثير من الناس يخافون من القراءة لأنه إذا فعلوا ذلك، فسيبدأون في التأمل والتفكير في الأشياء، وقد يكون ذلك خطيراً. إذا بدأت برؤية الأشياء تحت ضوء مختلف، فقد ينتهي بك الأمر إلى رؤية الحياة البائسة التي تعيشها أو أي شخص سيء أنت أو الأشياء السيئة التي فعلتها. ويمكن أن يكون هذا الاستبطان في نهاية المطاف مجزياً للغاية”.

ويردف: “لقد فهمت أن أجمل الرحلات وأكثرها خطورة ومغامرة وممتعة على الإطلاق هي تلك التي بداخلك، سواء كنت جالساً في غرفة المعيشة أو تحت مظلة هنا في الجزيرة. ولهذا السبب فإن البقاء في المنزل وأنت لا تفعل أي شيء، يمكن أن يكون حقاً صعباً على الكثيرين”. من وجهة نظر موراندي، فإنّ الأزمة الحالية تتيح للناس فرصة إعادة تقييم حياتهم”.

 

أكثر من 10 آلاف وفاة وربع مليون مصاب بفيروس كورونا

وصل عدد المصابين بفيروس كورونا 250 ألف شخص حول العالم منذ ظهوره في الصين قبل حوالي أربعة أشهر.

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

في زمن ”كورونا“.. زواج إستثنائي في إيطاليا!