أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

من المؤكد أن الزواج المختلط يمنح للأطفال الكثير من التميز الثقافي واللغوي أكثر من أقرانهم، فهم يستفيدون من ثقافة الأب والأم، وتتكون شخصياتهم على أساس قبول الآخر بكل الاختلافات، لكن يظل العامل الديني قائما، اذ يصيب الأطفال بحيرة من أمرهم، فهل يتبعون دين أمهم أم والدهم؟ الا أن الاختيار والتوجه الشخصي يظل هو الحكم الأخير فيما يخص ديانة الأبناء.. 

"شيرين خانخام"، دنماركية الجنسية، ثمرة لزواج مختلط من أب سوري مسلم مهاجر وأم فنلندية مسيحية، ولدت شيرين في منطقة "نوربرو" وسط "كوبنهاغن" في الدنمارك، وكبرت وترعرعت هناك حتى ال 18 من العمر، لم تكن شيرين تعلم الكثير عن الإسلام، إذ لم يحدثها والدها كثيرا عن الأمر. 

إلى أن اتخذت الفتاة الجميلة قرارها بمفردها، إذ قررت اعتناق الإسلام وتغيير اسمها من "آن كريستين" إلى شيرين، ولم تتوقف أحلام شيرين عند هذا الحد بل تطلعت إلى ما هو أكثر، بعدما قررت تأجير عقار وتخصيصه للصلاة، وبالفعل استطاعت شيرين بعد حرب طويلة مع الدولة أن تدشن مسجدا صغيرا، أطلقت عليه مسجد مريم، وفتحته أمام السنة والشيعة، كما دعت غير المسلمين لزيارته، وفق صحيفة "the guardian". 
 

موضوع ذو صلة: الفلبين تستعين بـ 150 رجل دين مسلم لمكافحة التطرف

فبعد سفرها إلى مصر ودمشق في العام 2001 وتلقيها علوم الدين، أتمت شيرين دراسة الدكتوراه في علم الاجتماع. ونضجت الفتاة الصغيرة وأصبحت أما لأربعة أطفال وبعدها قررت شيرين تولي مهمة إمامة المصلين في مسجد مريم، وهو الأمر الذي اعتبره البعض تجاوزا على الدين والبعض الآخر سعيا وراء الشهرة، وبذلك أصبحت السيدة "شيرين خانخان" أول امرأة تؤدي مهمة الإمام خلال الصلاة داخل مسجد في الدنمارك، الأمر الذي أثار غضب وامتعاض المتشددين المسلمين والكارهين للإسلام على حد سواء.

ويتهمها حاليا ثلاثة نواب من اليمين المتطرف، ومن بينهم مسلم بنشر الإسلام الراديكالي، وتقول شيرين: "سأرفع دعوى قضائية ضدهم بتهمة التشهير، لقد ذهبوا بعيدا جدا في ادعاءاتهم"، وتختم "أنا أعتبر نفسي دنماركية فنلندية وسورية".

اقرأ أيضا: أول صلاة جمعة تؤمها النساء في الدنمارك.. تطرح تساؤلات عدة!