أخبار الآن | خاص – المغاربية الآن

ببراءة الأطفال يتحدث عن أحلامه الكبيرة … يحلم أن يصبح "الرقم واحد" ويتجاوز الرسام الإيطالي ليوناردو ديفنشي …ربما لم يسبق لأحد من الفنانين في العالم أن تضخم طموحه  وقال إنه يريد تجاوز ما قدمه الاسطورة  دي فنشي …لكن هذا الليبي الشاب تجرأ وفعلها… فبقلم رصاص ومعدات بسيطة  يوفرها له والداه … يبني عالمه في ساحة الحرب …عالم جميل لا علاقة له بالدمار وصوت القنابل وأخبار الموت … بداخله نقاء وجمال  تنساب مع تفاصيل الوجوه التي يرسمها …الليبيون يتداولون رسوماته باستمرار وإنبهار على مواقع التواصل الإجتماعي دون أن يعرفوا من يكون أو سنه … "المغاربية الآن " تحدثت للرسام الليبي الشاب ذي ال 18 عاما …

بدأت الرسم في سن الثامنة    

قدم نفسه فقال " أنا عيسى الطبال ، رسام ليبي  عمري 18 عاما ، حاصل على شهادة ثانوية عامة بتقدير ممتاز وسألتحق بجامعة طرابلس خلال شهر مارس المقبل إن شاء الله ، تخصص: إعلام آلي " ، لما لا تتخصص في الرسم والفن الذي يستهويك ؟ سألناه فقال إنه يريد بناء مستقبله المهني بعيدا عن الرسم الذي يريد أن يؤسس فيه مشواره الفني دون أن يعتمد عليه كمصدر رزق .

الملامح الأولى لموهبة عيسى ظهرت في سن الثامنة ، اين بدأ يبدع في استخدام الورق والألوان ، وهي الموهبة التي لاحظها والدها و المقربون منه ، حاليا.  دعمه والداه باستمرار ولا يزالان كذلك " لم يقصر والاي ووفرا لي كل ما أحتاجه  للرسم ، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها أسرته على غرار كل الليبيين ".

طموحاتي لا سقف لها

 يستخدم عيسى قلم الرصاص والحبر الجاف والخطاط والألوان الخشبية والمائية والزيتية إضافة للفحم ، يرسم  كثيرا ( بورترية ، ريلستك ، 3  ،كاريكاتير) ، يقول إنه عموما جرب كل فنون الرسم ، لكنه يفضل البورتري والريلستك (الواقعي) .

سألناه عن طموحاته فرد قائلا : " كأي شاب ليبي أحل أن تكون لي بصمتي الخاصة في الحياة ،  طموحاتي لا سقف لها ، أما في الفن …لن أكذب وأقول أني لا أطمح للشهرة والنجومية ، بصراحة أريد أن أتفوق في الرسم وأكون الرقم واحد ، قد يقول من يسمع كلامي هذا أنني شخص مغرور ، لكن على العكس أنا صريح وهذه الحقيقة : أريد أن أكون متفوقا وتكون لي بصمتي الخاصة التي تميزني عن الجميع " . يختصر بعدها كل إجابته قائلا:" طموحي أن أحقق ما لم يحققه أحد قبلي " .

المثل الأعلى بالنسبة لعيسى هو الفنان الايطالي ليوناردو دا فينشي ، يصفه بالعبقري لكنه لا يسعى ليكون مثله! ، يوضح قائلا " قد أبدو أني أحلم بملامسة النجوم إلا أنني أحلم بأن يتجاوزه في إنجازاته " يقولها ضاحكا .

 نعاني من نظرة المجتمع للرسام

سألناه عما يحتاجه  للإبداع والانطلاق أكثر ن فرد " أحتاج للدعم المادي والرعاية من قبل السلطات حيث لاتوجد في ليبيا أماكن أوهيئات خاصة برعاية الرسامين  وتبنيهم ، كما أننا لا نزال نعاني من نظرة المجتمع للرسم على أنه شيء ثانوي ، نحن نعاني من الإستخفاف في التعامل مع الرسامين ، وباقي المواهب أيضا تلقى نفس الإهمال ، رغم أن شبابنا الليبي يعتبر خزان مواهب ( نحت ، تصوير، رسم ، أشغال يدوية ، غناء وعزف …) ، هذا الإهمال  حرم الكثير من الموهوبين من الإنطلاق والنجاح".

وبخصوص الإقبال الذي تشهده رسوماته على الصفحات الليبية وغير الليبية على مواقع التواصل الإجتماعي يعلق الرسام الليبي قائلا " أعجز عن وصف مدى بهجتي وسروري عندما اقرأ الكم الهائل من التعليقات ، حقا أعجز عن وصف فرحتي  في تلك اللحظة … أنا ممتن لهم  وأقدم لهم عبر (المغاربية الآن ) جزيل الشكرلأنهم  يقدمون لي الدعم الذي أحتاجه  ".

شارك عيسى في معرضين إثنين نهاية عام 2016 … وما هي إلا البداية بالنسبة له … فطموحه كما أوضح لا حدود له ، والأهم من الطموح هو الإجتهاد والعمل الدؤوب لتحقيق أحلامه ، ومن يعلم … فقد ينتهي به الأمر نجما لا يقل أهمية عن الأسطورة  ليوناردو دي فنشي.