أخبار الآن | الشارقة – الامارات العربية المتحدة ( نورا آغا)

تعتبر محمية أشجار القرم والحفية من أبرز المواقع الغنية بالموارد الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يزخر الموقع بالعديد من عناصر الطبيعة الخلابة والكثبان الرملية الساحلية والتي تُعد الوحيدة في المنطقة الشرقية.

اقرأ أيضا: أكبر عملية من نوعها على الإطلاق.. حصر عدد الحشرات المهاجرة !

وتم إغلاق المحمية أمام العامة منذ أوائل العام 2012 لتكثيف جهود حفظ وصون الطبيعة ضمن الموقع وإعادة تأهيل المحمية. وشاركت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة في عدد من المشاريع بالموقع، بهدف جذب أنواع جديدة من الحيوانات إلى الموقع، وإعادة إحياء الأنواع المحلية. و المحمية مدرجة ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة "رامسار"، عام 2013 ، بكونها أرض رطبة ذات أهمية عالمية. 

تواصل الجهود من اجل الحفاظ على محمية القرم والحفية في الشارقة

وبفضل جهود هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، حقق الموقع العديد من التطورات التي انعكست على الحياة الطبيعية فيه، ومن بينها استعادة الغطاء النباتي، واستعادة الثروة السمكية، وزيادة اللافقاريات، وعودة السلاحف للتعشيش.

وأكدت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، على حاجة الإنسان إلى المزيد من الموارد الطبيعية، ولذلك من المهم اتخاذ خطوات ملموسة لضمان حماية الحياة البرية. وأضافت: "تتمثل رؤيتنا في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في حماية الحياة البرية، وترتبط هذه الرؤية بشكل وثيق بالتنمية المستدامة. وفيما ندرك بأن الإصلاح عملية مستمرة، ينبغي توخي الحرص لتجنب الممارسات الجائرة والعبث بالبيئة الطبيعية. وتُعتبر محمية أشجار القرم والحفية من الموارد الطبيعية القيّمة.

وتعود حماية هذا الموئل والحفاظ عليه بفوائد جمة على النظام الطبيعي، وعلى الإنسان الذي يعيش في هذه الأنظمة الطبيعية".

استعادة الغطاء النباتي
تعد استعادة الغطاء النباتي في الكثبان الرملية الساحلية والسهول الحصوية أحد أبرز النتائج الملحوظة في المحمية، والتي كانت مهددة سابقاً بسبب قيادة المركبات بطريقة عشوائية ورعي الماشية "خصوصاً الجمال"، ما أدى إلى إزالة جزء كبير من الغطاء النباتي في معظم المناطق.

وقد أدت استعادة الغطاء النباتي إلى استعادة وتطور الأنظمة الطبيعية في المنطقة نظراً لتوفر المأوى والغذاء ما أدى إلى عودة الحيوانات البرية الفقارية واللافقارية بشكل ملحوظ. كما أثبتت الدراسات أن السحلية ذات الأصابع الهدابية، على سبيل المثال، قد توسعت أماكن تواجدها خارج مواطنها القديمة والمحدودة نظراً لإعادة تأهيل المحمية، وذلك من خلال التحكم في قيادة المركبات بصورة عشوائية، وبالتالي زيادة الغطاء النباتي الذي يشكل مأوى مهم لهذا النوع من السحالي.

استعادة الثروة السمكية
أدى تقييد ممارسات الصيد الجائر إلى استعادة مخزون الثروة السمكية ضمن المحمية. من ذلك عودة العديد من فصائل الأسماك بكميات كبيرة. وبرزت عودة بعض الفصائل بشكل مذهل، حيث زاد عدد أنواع الأسماك التجارية بشكل ملحوظ، والتي كانت مهددة بعمليات الصيد الجائر، الذي أدى إلى انخفاض نسبة المخزون السمكي بشكل حاد.

وفي الوقت الحالي تتبنى الهيئة مشاريع مسوحات مكثفة لدراسة أنواع الأسماك واللافقاريات البحرية، بواسطة كاميرا ثابتة تحت الماء يستخدمها الباحثون لتسجيل وتوثيق التنوع البيولوجي البحري للمنطقة. وأكدت الدراسات الناتجة عن هذه المسوحات أن أكثر من 90 نوعاً من الأسماك تم التأكد من تواجدها في المحمية حتى الآن، وهناك عدد منها بانتظار التعرف على أنواعها. 

تواصل الجهود من اجل الحفاظ على محمية القرم والحفية في الشارقة

ومن الجدير الذكر أن انتعاش الثروة السمكية وارتفاع المخزون السمكي في المحمية يعتبر مؤشراً إيجابياً يدل على تحسن وضع المصائد البحرية واعتبارها مخزوناً احتياطياً.

اللافقاريات
سجلت المحمية أكثر من 100 نوع من اللافقاريات تقريباً، بما فيها 18 نوعاً من اللافقاريات البحرية المتمثلة في ثلاثة أنواع من سرطان البحر، وأبرزها سرطان الوحل "Scylla serrata"، والسرطان الكرماني، والسرطان الناسك، إضافة إلى عدد من الأنواع الأخرى التي تعيش في غابات أشجار القرم، والشواطئ الرملية والصخرية. كما تم تحديد ما يقارب من 80 نوعاً من الحلزونيات وذات الصدفتين. حيث تتأقلم هذه الأنواع بشكل جيد للعيش في المياه، وللحماية يختبئ المحار الملزمي عميقاً في الرمال بقبض ورخي عضلات أقدامه، أما بلح البحر والمحار الصدفي فيكتفيان بالالتصاق على الرمل. بالإضافة إلى تواجد باحث مقيم في المحمية، عمل على تصنيف مجموعة كبيرة من اللافقاريات البحرية والبرية المتواجدة فيها.

السلاحف البحرية
تتميز المحمية بوجود السلاحف البحرية وأهمها السلاحف الخضراء، بالإضافة إلى تسجيل أنواع أخرى في غابات أشجار القرم، مثل السلاحف ضخمة الرأس وسلاحف منقار الصقر. وأغلب السلاحف المتواجدة يافعة "غير بالغة" ولكن تم تسجيل أعداد السلاحف البالغة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث أن تواجد السلاحف اليافعة يشير إلى أهمية الموقع كونه مميزاً ونقطة مهمة في المرحلة المتوسطة من دورة حياة السلحفاة.

وقد بدأ باحثو هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بمشروع تجريبي لرصد ومراقبة السلاحف باستخدام طائرة بدون طيار، وذلك لتحديد وتقدير وفرة السلاحف في المحمية والتعرف على سبب وكيفية استخدامها للموقع. ويُعتقد بأن هذه الحيوانات تتردد على هذا الموقع نظراً لوفرة الحشائش البحرية التي تتخذها مؤونة لها، وغزارة اللافقاريات الأخرى مثل الإسفنج، والمرجان الناعم "المروحي"، والطحالب.

طائر الرفراف المطوق العربي 
سجلت المحمية تزايداً في أعداد طيور الرفراف المطوق العربي حيث بلغ أعلى مستوى لها في العام 2016 بواقع 141 طيراً. 

وتعتبر محمية أشجار القرم والحفية من أهم المواقع والموائل الإيكولوجية في دولة الإمارات العربية المتحدة. والتنوع الايكولوجي والبيولوجي فيها يجعلها معقدة بيئياً وبالتالي ذات أهمية عالية، ومن المهم جداً أن تستمر جهود المحافظة عليها و مايتها. وتعد المحمية ملاذاً لعشاق الطبيعة، وهي موطن لأقدم غابات القرم الطبيعية في المنطقة، وملاذاً للعديد من الطيور النادرة والأنواع البحرية الفريدة التي تتواجد في هذا الموقع.  ومنذ عام 2012 شهدت المحمية تطوراً مستمراً، حيث تم تسجيل أنواع جديدة. وتم تسجيل عودة تعشيش السلاحف في المنطقة في عامي 2014 و2015. كما أن إعادة تأهيل المحمية لا زال مستمراً.

تواصل الجهود من اجل الحفاظ على محمية القرم والحفية في الشارقة

ومن الجدير الذكر أن غابات أشجار القرم تشكل موئلاً بيئياً مهماً وقيماً، بالتالي تستمر هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في جهودها لاستكشاف ودراسة عناصر جديدة ومثيرة من هذا الموئل النادر. ومن الضروري أن يتم المحافظة على الهدوء والتحكم في مستوى الإزعاج والاضطراب في المحمية، بالإضافة إلى النظر في التنمية المستدامة ذات الأثر المنخفض على البيئة لضمان بقاء المحمية والحفاظ على مواردها الطبيعية وانتعاشها مستقبلاً.

اقرأ أيضا:

المذيع الألماني المعروف دانيال أميناتي في موقف نادر يعلن تضامنه مع حلب

السجن لأم حاولت بيع طفلتها الرضيعة مقابل 10 آلاف درهم لتورطها في ديون