ميلان كونديرا يُعد أبرز وجوه الأدب العالمي
غيّب الموت الكاتب الفرنسي التشيكي الشهير ميلان كونديرا، أحد أبرز وجوه الأدب العالمي، ومؤلّف “كائن لا تُحتمل خفّته” عن 94 عاماً في باريس حيث يقيم منذ عشرات الأعوام.
وأعربت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك عبر “تويتر” عن “حزن شديد” لرحيل ميلان كونديرا، مذكّرة بأنه “اختار فرنسا كي لا يتوقف أبداً عن أن يكون حراً”.
وأضافت “كان يساعدنا على مرّ الصفحات على أن نكتشف من نحن، وعلى أن نجد طريقاً وسط عبثية العالم. وبرحيله، يغيب أحد أهم أصوات الأدب الأوروبي”.
Immense tristesse. Milan Kundera avait choisi la France pour ne jamais cesser d’être libre. Au fil des pages, il nous aidait à découvrir qui l’on est, à trouver un chemin dans l’absurdité du monde. Avec lui, une des plus grandes voix de la littérature européenne s’éteint. pic.twitter.com/2bmF77AWL9
— Rima Abdul Malak (@RimaAbdulMalak) July 12, 2023
وأوضحت دار “غاليمار” التي تتولى نشر كتب كونديرا منذ مدة طويلة لوكالة فرانس برس أنه “توفي بعد ظهر الثلاثاء 11 تموز/يوليو 2023”.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس أيضاً، قالت آنّا مرازوفا، الناطقة باسم “مكتبة ميلان كونديرا” في مدينة برنو التشيكية، مسقط كونديرا “للأسف، أستطيع أن أؤكّد لكم أنّ ميلان كونديرا توفّي بعد معاناة طويلة من المرض”.
وعبّر كونديرا في مؤلفاته بسخرية عن حال الإنسان، بأبعادها السياسية والغرامية والإباحية، وكان بين الكتّاب النادرين الذين أُدرجت مؤلفاتهم وهم بعد على قيد الحياة في مجموعة La Pléiade (“لابلياد”) المرموقة، وتُرجمَت كتبه إلى نحو 50 لغة.
وجُرّد كونديرا الذي ولد تشيكياً من جنسيته الأساسية، ثم استعادها بعد أربعين عاماً، لكنه يحمل الجنسية الفرنسية منذ عام 1981.
وكان يُفترَض بهذا المُدافع عن الحرية المولود في الأول من نيسان/أبريل 1929، والذي عايش الشيوعية، أن يكون موسيقياً كوالديه. كان ميلان كونديرا في البداية روائياً محباً للموسيقى، وكتب نصوصه الأولى، وهي قصائد باللغة التشيكية، على طريقة السوناتات.
إقلال إعلامي
في ستينات القرن العشرين، صدرت لكونديرا عندما كان لا يزال تشيكياً روايتان هما Žert (“المزحة”) التي أشاد بها الشاعر الفرنسي أراغون وSměšné lásky (“غراميات مرحة”)، تضمنتا تقويماً مريراً للأوهام السياسية لجيل انقلاب براغ الذي مكّن الشيوعيين عام 1948 من الوصول إلى السلطة.
وأصبح كونديرا من المغضوب عليهم في بلده بعد ربيع براغ، فغادره إلى فرنسا عام 1975 مع زوجته فيرا التي كانت نجمة في مجال تقديم البرامج على التلفزيون التشيكي.
وبعد حصوله على الجنسية الفرنسية، اختار الكتابة بلغة موليير، تعبيراً عن قطعه صلته بوطنه الأصلي الذي جرّده من جنسيته عام 1979 ثم أعادها إليه عام 2019.
ومن أبرز الكتب التي صدرت له في فرنسا “رقصة الوداع” و”كتاب الضحك والنسيان”.
وفي 1984، صدر “كائن لا تُحتمل خفّته” الذي يعتبره البعض رائعته، وهي رواية حب تتغنى بالحرية وموضوعها هو حال الإنسان.
واقتُبس من هذا الكتاب لاحقاً فيلم سينمائي من بطولة جولييت بينوش ودانيال داي لويس.
وكان كونديرا مقلاً في الأحاديث الصحافية، وامتنع عن الإدلاء بأي منها منذ منتصف الثمانينات، إذ كان يفضّل أن يتناول الإعلام مؤلفاته فحسب دون أي موضوع آخر، وكان يعيش مع زوجته فيرا في وسط باريس بعيداً من الأضواء.
وتداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من مرة أخباراً مغلوطة عن وفاته كان يتبين أنها غير صحيحة.
وكان اسم كونديرا يُطرح باستمرار كأحد المؤهلين لنيل جائزة نوبل للآداب، لكنه لم يحصل عليها قطّ.