دلال عبد العزيز.. فنانة ملتزمة عاشت حياتها بهدوء

  • فيروس “كورونا” أرهق جسد دلال عبد العزيز فأسلمت الروح لتلاقي زوجها الراحل سمير غانم في دار البقاء
  • كانت مسيرة عبد العزيز حافلة بالإنجازات الفنية كما أنها أحبّت زوجها كثيراً

بعد مرور نحو 3 أشهر على وفاة زوجها الفنان الراحل سمير غانم، توفيت الفنانة المصرية دلال عبد العزيز عن عمرٍ ناهز 61 عاماً، وذلك بعد معاناة كبيرة من مضاعفات فيروس “كورونا” الذي أرهق جسدها وجسد زوجها الراحل.

ولم تكن حياة الفنانة عبد العزيز عادية، بل كانت حافلة بالعطاء الفني إلى جانب زوجها، في حين أنهما أورثا الفن والمهارات التمثيلية لابنتيهما دنيا وإيمي.

أبرز محطات حياة دلال عبد العزيز

ولدت دلال عبد العزيز في 17 يناير/كانون الثاني عام 1960 بمحافظة الشرقية في شرق الدلتا، وحازت على العديد من الشهادات العلمية.

وأحبت الفنانة الراحلة التمثيل منذ أن كانت طفلة من خلال شقيقتها الكبرى التي توفيت وهي شابة في عمر 15 عاماً.

وفي مشوارها الفني، كانت البداية البارزة في مسلسل “بنت الأيام” عام 1977، وهو من بطولة محمود مرسي وكريمة مختار ونعيمة وصفي.

وبعد ذلك، بدأت مسيرة عبد العزيز تكبرُ شيئاً فشيئاً وذلك بعدما قدمها الفنان الراحل جورج سيدهم على خشبة المسرح وانضمامها إلى فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” التي أسسها سيدهم إلى جانب سمير غانم والضيف أحمد.

وكانت أول مسرحية تشارك بها عبد العزيز هي “أهلاً يا دكتور”، من إخراج حسن عبد السلام. وفعلياً، فقد أثارت المسرحية التي عرضت في العام 1981 غضب الأطباء في مصر وقتها، لكونها تنتقد أسلوب بعض الأطباء لتحقيق الثراء السريع على حساب شرف المهنة.

وإثر تلك المسرحية، تزوجت عبد العزيز من زوجها الراحل الذي كان يكبرها بنحو 20 عاماً، وأثمرت هذه الزيجة عن ابنتين هما الفنانتان دنيا وإيمي سمير غانم.

وكان للفنانة الراحلة العديد من الأعمال الفنية على خشبة المسرح مثل “فخ السعادة الزوجية” و “هالة حبيبتي” و “فارس وبني خيبان”.

ومع هذا، فقد شكل عالم السينما والأفلام نقلة نوعية في مسيرة عبد العزيز، خصوصاً أنها شاركت في عشرات الأفلام من بينها “البوليس النسائي”، “النوم في العسل” و “أسرار البنات”.

ووسط كل ذلك، فقد شاءت عبد العزيز أن تطبع اسمها بشكل أكبر في عالم المسلسلات فشاركت في الكثير من الأعمال الفنية مثل “ليالي الحلمية” و “إبن الأرندلي”، و “الهروب”، وكان آخر أعمالها “ملوك الجدعنة”، وهو مسلسل تم عرضه في موسم رمضان 2021.

دلال عبد العزيز “الممثلة” في عيون سمير غانم

وفي لقاء تلفزيوني عام 2018، تحدث الفنان الراحل سمير غانم عن زوجته دلال عبد العزيز وخصوصاً عن أول لقاء بينهما، وقال إنه فوجئ بـ”بنوتة زي القشطة وعينيه زاغت عليها”.

ولفت غانم إلى أنه “وجد دلال فنانة جيدة جداً وملتزمة على المسرح، وتظل واقفة صامتة ولا ترتجل ولا تفسد الحوار على الممثل الذي يقف أمامها”.

وفي حوار آخر، قال غانم: “دلال ممثلة جيدة وبسيطة وتلقائية في أدائها وقريبة من القلب، فضلاً عن أنها تجيد الأدوار الكوميدية بخفة دم فطرية، كما أنها تجيد بقية الأدوار، وهذا رأيي في دلال بمنتهى الحياد، ولا أعتقد أنه يضيف جديدا إلى رأي الزملاء والجماهير والنقاد فيها”.

رحلة الزواج.. والفارق في العمر

وفي حديث تلفزيوني عام 2020، تحدث غانم عن فارق العمر بينه وبين زوجته، وأشار إلى أنه حذر عبد العزيز من هذا الأمر كونه يكبرها بـ20 عاماً. إلا أن الممثلة الراحلة أصرت على الزواج منه، وقال عنها: “كانت فتاة ريفية قادمة من الزقايق وبنت ناس ومتواضعة لكن قمر.. وأنا حذرتها وقلت لها يا دلال أنا أكبر منك بـ 20 سنة فأجابتني لا تشغل بالك”.

وأشار سمير غانم في البرنامج إلى ظروف ساعدت على ارتباطه بدلال عبد العزيز، هي وفاة شقيقه، ووقوفها بجانبه بقوة في تلك الفترة.

تكره الطبخ

وكانت دلال عبد العزيز كشفت في لقاء مع برنامج “صاحبة السعادة” أنها تكره الطبخ ولا تحب دخول المطبخ، مشيرة إلى أن والدتها لعب دوراً كبيراً في إعداد أصناف الطعام لها ولزوجها سمير غانم، وأن أسرتها اعتادوا طلب طعام من الخارج.

رحلة العذاب مع المرض

وفي أبريل/نيسان الماضي، دخلت عبد العزيز إلى المستشفى إثر إصابتها بفيروس كورونا. ورغم أنها شفيت منه، إلا أن مضاعفاته أثرت على جسدها واحتاجت في الفترة الأخيرة إلى الأوكسجين للاستمرار في التنفس.

وكانت حالة عبد العزيز تتدهور شيئاً فشيئاً، إلا أنه في بعض الأيام كان وضعها يستقر نسبياً، وذلك وفقاً للتقارير التي كانت تتابع وضعها.

أما الأمر الأبرز فهو أنّ عبد العزيز لم تكن على علمٍ بوفاة زوجها سمير غانم، وقد توفيت ولم تعلم بذلك. ومع هذا، فإن الراحلة كانت تشعرُ بأن مكروهاً أصاب “حبيب عمرها”، وكانت تنادي اسمه وتطلب لقاءه مراراً.

ومؤخراً، كشف الفنان المصري عمرو سعد عن تفاصيل آخر مكالمة هاتفية بينه وبين دلال عبد العزيز قبل وفاتها، مشيراً إلى أنها كانت تتنفس بصعوبة، وشعر أنها أبعدت قناع الأوكسجين لكي تتحدث معه بشكل جيد.