أخبار نهاية العالم تغزو مواقع التواصل الاجتماعي

عادت أخبار   نهاية العالم  للظهور على مواقع التواصل، هذه المرّة ليس مع النيازك المدمّرة كما جرت العادة، بل بعاصفة شمسيّة قيل إنها سترفع درجات الحرارة إلى حدّ كبير بحيث تقضي على الحياة على كوكب الأرض. وقد نُسب هذا الخبر المضلّل إلى وكالة الفضاء الأميركية ناسا التي كثيراً ما تُنسب إليها زوراً أخبار ذات طابع علميّ للإيحاء بأنها صحيحة.

جاء في هذه المنشورات التي بدأت تظهر في شهر تموز/يوليو الماضي “توهّج شمسي سيضرب الأرض ويذيب ما كلّ ما عليها”، أو “وكالة ناسا: انفجار توهّج شمسي سيضرب الأرض وستكون نهاية العالم”.

ما هي التوهّجات الشمسية أولاً؟

هي اشتداد في وميض الشمس سببه تفاعلات حقلها المغناطيسي، يظهر على ارتفاع يراوح بين ألف وخمسة آلاف كيلومتر فوق سطحها.

وهي سريعة الزوال، تظهر لفترات قصيرة جداً، لكنها تصل إلى درجة حرارة في إكليل الشمس تزيد عن مليون درجة مئوية.

ما تأثيرها على الأرض؟

لا يتعدّى تأثير هذه الظاهرة على الأرض بعض الاضطراب في الاتصالات وشبكات الطاقة، إذ يتكفّل الغلاف الجوّي بصدّها. وقد يكون لها تأثير ضارّ على المركبات الفضائيّة والأقمار الاصطناعيّة.

هل حذّرت وكالة الفضاء الأمريكية منها؟

لكن لم يصدر أي تحذير بوجود خطر على الأرض، لا من وكالة الفضاء الأميركية ولا من غيرها.

وكلّ ما صدر عن وكالة الفضاء الأميركية حول هذا الأمر كان في شهر تموز/يوليو الماضي، إذ تحدّث علماؤها عن توهّج شمسي كبير سُجّل في الثالث من الشهر نفسه .

 

 

من أين جاء الخبر إذاً؟

من الممكن أن يكون هذا الخطأ، سواء كان عن قصد للتضليل أو عن غير قصد، بدأ بالخلط بين تأثير العواصف الشمسية على الأرض وتأثيرها على الشمس نفسها.

فإذا كانت تأثيرات هذه التوهّجات محدودة على الأرض، إلا أنها تقف على ما يبدو وراء ظاهرة كانت تحيّر العلماء منذ القديم، وهي أن حرارة هالة الشمس أعلى من حرارة سطحها، بخلاف ما قد يكون بديهياً.

وقبل أشهر، قال عالم الفلك فريدريك أوشير من معهد الفيزياء الفلكية الفضائية الفرنسي في تصريح لوكالة فرانس برس “تؤدّي هذه الومضات الصغيرة إلى تسخين الغلاف الجوّي للشمس” بشكل كبير جداً، ولم يأت هو أو غيره من العلماء على الحديث عن تسخين كوكب الأرض أو نهاية العالم، مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.