أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

من منا لديه خدمة الإنترنت في عصرنا الحالي ولم يسبق أن استعان في وقت ما بمتصفح الترجمة ؟
رغم وجود كثير من الناس مَن يتقن الحديث بأكثر من لغة ، إلا أنّ الغالبية العظمى في دول العالم الكُثر ، تتقن لغة بلدها فقط وربما تفهم قريبة لها لا أكثر ، لذا وفي ظل التطور العالمي الحاصل والانفتاح الثقافي الكبير بين الدول ، برز أكثر دور الترجمة في إيصال كل لغة لمن لا يتحدث بها بلغته الأم .

ولأهمية الترجمة في كثير من المجالات اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم ال 24 من شهر أيار/مايو من عام 2017 ضمن قرار لها ، يوم الـ 30 من شهر أيلول سبتمبر من كل عام يوما دوليا للإحتفاء بالترجمة . ويرتبط هذا التاريخ بوفاة القديس جيروم عام 420 ميلادية ، أحد أهم أعلام الترجمة .

تُعَد هذه الاحتفالية فرصة ً لعرض مزايا هذه المهنة التي تزداد أهمية يومًا عن الآخر في عصر العولمة ، وتذكير المستخدمين للأعمال المترجَمة بالدور الكبير الذي يقوم به المترجمون ، وغالبًا ما يكون بإتقان ٍ ومثالية ، وما يزال أكثر هؤلاء المترجمين يعملون في كثير من الأحيان في الظل.

لا تنحصر عملية الترجمة عادة في نقل الأفكار والمعارف ، بل هي جزء من منظومة إيديولوجية تقوم فيها بدور ِ الوسيط المعرفي وتشرف على إنجازها السلطة السياسية ، إذ إنّ المترجم ليس هو المتحكم الوحيد في آليات الترجمة والمحدِد الأوحد لنتاجها ، بل هناك العديد من الأطراف الأخرى الفاعلة التي تحدد مسار الترجمة : مثل المؤسسات العلمية التي تحدِد معايير الترجمة المقبولة وسياستها ، وشروط النشر، والقبول في السوق العلمية، وكلها عناصر تحددها سياسة الدولة.

ويمكن أن تكون الترجمة بمثابة الوسيط الذي يمنحنا القدرة على تحسين فهمنا لقضايا التنمية ولثقافات الشعوب الأصلية، بأفكار تتسم بقدرتها على تجاوز الحدود الثقافية والجغرافية.

وأيضًا لعبت الترجمة دورًا حضاريًّا وثقافيًّا وعلميًّا بدأ منذ بزوغ فجر التاريخ البشري ، وما تزال تقوم بدورها حتى وقتنا هذا وستستمر في أدائه ما بقي للبشر من حياة على وجه الأرض . والمتتبع لتطور الحضارات الإنسانية وتنامي التقدم العلمي الإنساني يجد أنّ الترجمة ظاهرة ٌ تسبق كلَ إنجاز حضاري لأية أمة ، ثم تستمر في مواكبة النمو الحضاري لها.

الترجمة تقسم الى انواع :

1/ الترجمة التحريرية: وهي ترجمة ْ نص مكتوب إلى نص مكتوب بلغة أخرى.
2/ الترجمة التتبعية: وهي عندما يَستمع المترجم للمتحدث، وبعد أن يصمت المتحدث يبدأ المترجم بإعادة ما قاله المتحدث باللغة المترجم لها.
3/ الترجمة الفورية: وهي ترجمة حديث بعض الناس بحيث يضع المترجم سماعة يستمع من خلالها للمتحدث وفي ذات الوقت يترجم إلى اللغة الأخرى. ويعد هذا النوع أصعب أنواع الترجمة على الإطلاق ، حيث إنه لا يَتحمل الأخطاء أو التفكير ولابد من أن يكون المترجم متقِنًا لكلتا اللغتين.
4/ ترجمة الأفلام: هذا النوع يعتمد على ترجمة اللهجة العامية أو اللغة الدارجة للمتحدثين.

عندما أوقفت جائحة كوفيد-19 مدينة نيويورك عن العمل، واجه المترجمون الشفويون التابعون للأمم المتحدة مشاكل كبيرة حيث لم يعد من الممكن الوصول إلى مقصوراتهم ومعداتهم ، ومع ذلك، فإنهم أكتشفوا طرقًا جديدة لخدمة الاجتماعات المتعددة الأطراف من منازلهم .

ويُعَد المترجمون ليسوا فقط وسطاء بين الأنظمة اللغوية المختلفة بل وسطاء بين الثقافات أيضًا، فالترجمة عالمٌ من الآفاق المفتوحة أمام بيئات ثقافية ولغوية مجهولة.