أخبار الآن | دهوك – إقليم كردستان – العراق – (نهاد الجريري)

منذ اجتياح داعش غرب العراق السنة الماضية، نشطت شبكات لتحرير الإيزيديات اللواتي سباهن داعش في أغطسس ٢٠١٤. قليلاً ما يتم الحديث عن دور العرب السنة في التحرير. أبو زيدان كان أول من حرر فتيات من قبضة داعش في الموصل. حتى ثلاثة أشهر ماضية كان يقوم شخصيا بالتحرير قبل أن يُكتشف أمره وينزح إلى إقليم كردستان حيث التقته الصحفية نهاد الجريري من بيغ إشيوز برودكشنز. 

سنجار التي أصبحت رمزاً لمأساة الإيزيديين في ٣ أغسطس ٢٠١٤، ليست موطناً للإيزيديين وحسب، بل فيها إثنيات أخرى مثل العرب. أبو زيدان عربي من سنجار عندما احتل داعش البلدة، رحل وعائلته الصغيرة إلى الموصل، هناك قام بعملية تحرير يُعتقد أنها الأولى ضمن عمليات تحرير إيزيديات التقيته صدفة في دهوك، كنت قد نشرتُ على صفحتي على الفيسبوك فيديو لي في جبل سنجار. فبعث لي رسالة قال فيها: "إذا عندك قريبات إيزيديات أعطيني أرقامهم وأنا أحررهم إن شاء الله".

بعد يومين اتصل بي وقال: "غداً الساعة ٥:٣٠ صباحاً سأذهب إلى سنوني (قرب سنجار) لأستقبل إيزيدية حررتها من الرقة". بالفعل، كنت رابع شخص يلتقي مهدية بعد أن أمضت أكثر من عام في قبضة داعش. كانت شقيقتها وزوجها وطبعاً أبو زيدان في استقبالها.

حدثني أبو زيدان عن بداية عمله في شبكات التحرير، كان في الموصل يشارك في تنفيذ عمليات التحرير، قال لي إنه وأصدقاء له كانوا يقومون بالمراقبة والاستطلاع وآخرون يوفرون اللوازم اللوجستية من سيارات وملابس لإخفاء هوية الفتيات، قال لي: "لا نحتاج من الفتاة سوى أن تخرج من البيت مسافة ١٠ أمتار، نضعها في السيارة وننطلق." سيارة تنطلق وأخرى تبقى للمراقبة تحسباً لتعقب داعش. وقد تنطلق أكثر من سيارة للتمويه، قال لي تفاصيل كثيرة أتحفظ على نشرها حتى لا تكشف أساليب التهريب، لكنني أستطيع أن أقول إن العملية معقدة وتحتاج إلى بأس وشجاعة وإلى تنسيق محكم بين عناصر الشبكة.

بعد أن تغادر الفتيات محيط منازل الدواعش، كانت الفتيات تؤى في أماكن آمنة في أغلب الأحيان عند عوائل عربية. المثير للاهتمام هو كيف كان يتم إخفاء هوية هؤلاء الفتيات عن الجيران والزوار وحتى الأقارب.

ومرة أخرى، تحفظ أبو زيدان عن ذكر هذه التفاصيل. بعد أيام وربما أسابيع يحين موعد العودة إلى الأهل في إقليم كردستان. منذ أشهر قليلة اضطر أبو زيدان إلى مغادرة الموصل ونزح إلى كردستان بعد أن كشف داعش أمره.

في دهوك، لا يزال يشرف على شبكة لتحرير الفتيات. قبل شهرين، نصب داعش كميناً لرفاقه وأعدم ثلاثة هم من أعز أصدقائه. لكنه يقول: "سأستمر. هؤلاء الفتيات عرضنا وشرفنا نحن السنجاريين".
>>