أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (إدارة البرامج)

الحروب الدائرة في أطراف عديدة في بلد مثل السودان طبعت في أذهان الكثيرين صورة ضبابية عن الحياة الثقافية وما يدور فيها من أحداث وأنشطة متنوعة. 

فمع تزايد عدد المعارضين وحاملي السلاح ضد  النظام الحاكم في السودان، هناك ثورة بيضاء موازية يؤسس لها النشطاء وتستند على رؤية أن التغيير يبدأ بتغيير الأفكار وبناء مجتمع مستنير  ومحب للقراءة.

أتنيه» اسم ساحة هادئة في وسط الخرطوم القديمة، تتوسط عدداً من المباني والمتاجر الصغيرة، وتكاد تخلو من المارة في غير ساعات دخول الموظفين وخروجهم. إلا أن حراكاً شبابياً كبيراً انتظم في الساحة منذ مدة، حين اختارتها «جماعة عمل الثقافية» لتكون معرضاً مفتوحاً للكتاب، يُنظّم في الثلاثاء الأول من كل شهر.

يتميّز المعرض الذي يعرف بـ"مفروش" بأنه يسمح للزائرين بأن "يفرشوا" بأنفسهم كتبهم القديمة على الأرض، مقابل مبالغ بسيطة، أو استبدالها بعناوين أخرى. ونال المعرض سمعة كبيرة في الأوساط الثقافية في الخرطوم، حتى أن باعة الكتب أصبحوا يتقاطرون إليه من مدن العاصمة الثلاث، للاستفادة من حركة البيع والشراء المتزايدة.

«مفروش» بات يمثل ظاهرة ثقافية خاصة لأن الكثير من الكتّاب الشباب في السودان أصبحوا يروجون لمؤلفاتهم من خلال مفروش».
وفي المساء يدوي صوت الموسيقى، حيث يجتمع شبان للعزف على الآلات الموسيقية من عود وغيتار، ليضيفوا بذلك إلى هذه التظاهرة الثقافية أجواء من المرح، محاولين اختبار مواهبهم أمام جمع كبير من الناس الذين بدورهم يستمتعوا بالموسيقى وبكؤوس الشاي والقهوة، التي تقدمها المقاهي المنتقلة.