يمكنكم أيضاً الاستماع إلى الحلقة الكاملة عبر تطبيق بودكاست

في حلقة هذا الأسبوع عنوانان:

من هو أبو إبراهيم الهاشمي خليفة داعش الجديد؟

وأي شكل سيحكم العلاقة بين هيئة تحرير الشام الجولاني وأهالي إدلب بعد كفرتخاريم؟

الخلفية المجهول

نشر حساب ناشر المؤسسات ليل الخميس ١٤ نوفمبر، مقالاً طويلاً يفند إعلان الخليفة الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وناشر المؤسسات يضم مؤسسات إعلامية انشقت عن داعش هي مؤسسة التراث العلمي الوفاء الإعلامية والمعارج

المادة المنشورة بعنوان “سلطان باريشا” كتبها أبو عيسى المصري وكان من الشرعيين والخطباء لدى داعش قبل أن ينشق عنهم.  وباريشا هي القرية شمال إدلب التي قُتل فيها البغدادي في اكتوبر الماضي.

في ٢٦ صفحة، يتحدث أبو عيسى المصري عن أمرين: أولاً: غياب الشروط الواجبة لإعلان دولة الخلافة

وثانياً: غياب شروط الخليفة في شخص المُعلن تنصيبه أبو إبراهيم.

المهم في هذا المنشور هو إلى أي درجة يعرفون هوية أبو إبراهيم الهاشمي؟ وهم الأعلم بداعش لأنهم أصلاً داعش وساهموا في تدعيم هذا الكيان.

يقول أبو عيسى المصري:

“لا  يُعرف في جماعة الدولة أحد من الشرعيين اسمه أبو إبراهيم الهاشمي فهو مجهول عندنا وقد كنت في الدولة قرابة خمس سنين وبحكم عملي في المجال الدعوي والشرعي أعرف أكثر المشتغلين بالعلم الشرعي قضاءً ودعوة وبحثا وتدريسا ولا يُعرف منهم أحد يقال له أبو إبراهيم الهاشمي.

“وأما القيادة فليس معروفا منهم أحد يقال له أبو إبراهيم الهاشمي فلا يعرف بهذه الكنية أحد من العسكريين ولا الشرعيين ولا الإداريين. ”

ويتابع: “وأمراء العسكر في جماعة الدولة معروفون وليس منهم أحد يقال له أبو إبراهيم الهاشمي ”

المهم، ينقل أبو عيسى المصري عن أبي محمد المصري وكان عضواً في اللجنة المفوضة قصة تنصيب البغدادي أميراً لما كان يُعرف بـ “دولة العراق الإسلامية” وقد سمعها من البغدادي نفسه. يقول:

“إن قيادة الجماعة اجتمعوا بعد وفاة أبي عمر البغدادي فوضعوا اسما وهميا هو ابو بكر البغدادي للأمير الجديد الذي لم يعين بعد وجاءوا بأبي دعاء السامرائي  (وهي كنية قديمة استعملها ابراهيم بن عواد البدري المكنى بأبي بكر البغدادي). فقالوا له نعينك أميرا حتى نجد قرشيا مناسبا. فقال لهم أبو دعاء: أنا قرشي. فقالوا له اذهب فأتنا بنسبك. فذهب فجاءهم بنسبه فقالوا أنت إذا أبو بكر البغدادي. ”

وعن احتمال أن يكون قرداش حجي عبدالله التركماني هو الخليفة الجديد، بدايةً، يصفه أبو عيسى المصري بانه مجرم سفاح. وثانياً يقول عنه:

“فمعروف أن الرجل مبتور الرجل اليمنى وهذا قادح في أهليته لجماعة أو كتيبة أو سرية جهادية فضلا عن أن يكون إماماً للمسلمين فأهل العلم نصوا على أن سلامة الحواس والأعضاء شرط من شروط صحة الإمامة. ”

كفرتخاريم

وفي هذا الأسبوع، أحداث كفر تخاريم في شمال غرب إدلب.  الأحداث التي بدأت بطرد الأهالي لجنة الزكاة التابعة لهيئة تحرير الشام والتي طالبت بحصتها من زيت الزيتون، وانتهت المسألة بأن أرسلت هيئة تحرير الشام أرتال عسكرية حاصرت البلدة على أساس أنها تطالب بتسليم من وصفتهم بالمفسدين.

انطلقت تظاهرات ضد هيئة تحرير الشام والجولاني في عدة بلدات في منطقة إدلب. ورفعت فيها شعارات ضد الهيئة والجولاني  من قبيل “الهيئة لا تمثلنا” و “هيي يللا، الجولاني اطلع برة”.

د. علا الشريف من أبرز المعارضين  لهيئة تحرير الشام علقت:  “عندما ينكسر جدار الخوف، فاعلموا أن الجولاني وعصابته آيلون للزوال.”

صحيفة إباء التابعة لهيئة تحرير الشام اعتبرت ما نُشر عن المسألة تحريضاً إعلامياً.

الكاتب والباحث السوري طارق عزيزة يرى أن هذه المظاهرات في كل مرة” إشارة للتأكيد على أن الناس الذين خدعوا بداية أو على الأقل بعضهم خدع بهذه التنظيمات التي تاجرت بالدين واستعبدت الناس باسم الدين لم تعد تنطلي عليهم هذه الألاعيب. يرفضون هذه التنظيمات ومشاريعها . الناس لم يعد لديهم ما يخسرونه. التنظيم يريد مقاسمة الناس لقمة عيشهم بهذه الوقاحة يصادرون أرزاق الناس تحت اسم الزكاة وغيرها. الأكثر من ذلك قرأت أمس تغريدة فيها صوت مقاتل من تحرير الشام يعتبر أن التظاهرات ضد الهيئة هي ضد الإسلام نفسه. هذا الهوس المرضي لدى التنظيمات الجهادية التي تعتبر نفسها اختصاراً للإسلام. هذا مؤشر على تعامل التنظيمات مع الناس وأن من يخرج ويتظاهر ضد الهيئة فهو يتظاهر ضد الإسلام وقتله حلال وبالتالي الناس لم تعد تطيق هذه الممارسات. ”

بيعات

أذرع داعش الإعلامية: ناشر الدولة، أعماق ومن خلال التمكين نيوز وناشر نيوز تنشر صوراً بيعات للخليفة الجديد. في الصور تظهر أعداد بسيطة من المقاتلين في بعض الأحيان لا يتجاوز خمسة. الصور المنشورة حتى الآن جاءت من  الشام (حمص، الرقة، حوران، الحسكة)، اليمن، سيناء، تونس، الصومال، وسط إفريقيا، وغرب إفريقيا، من  باكستان، البنغال  وخراسان.

الصور من ولاية العراق جاءت متأخرة مساء الخميس ١٤ نوفمبر أي بعد أسبوعين من إعلان الخليفة الجديد.

ولفت إعلان بيعة من المنتصر ميديا من إسبانيا .. وهي إعلام داعشي ينشر بالإسبانية .

ويعلق الكاتب طارق عزيزة بأن “اختيار المناطق ليس مرتبط فقط في أماكن تواجد التنظيم فيما لو صحت الصور وكانوا موجودين. تقديري أن اختيارها لا يخلو من دلالات. نعلم أن جنوب سوريا متاخمة للحدود مع الجولان وإسرائيل وبالتالي حساسية المنطقة تجعل من أن يتداول اسم التنظيم. هناك رسالة متعددة لااتجاهات وهناك من يستطيع الاستثمار فيها واستغلالها وفيما يخص حمص حيث التواجد والتنافس بين الروس والمحاولات الإيرانية لإداء موطئ قدم .. كلها معطيات تجعل اختيار هذه المناطق بوصفها ذات حساسية برأيي ليس عفوياً .. تواجدهم محدود في هذه المناطق كما يفترض بعد انحصار التنظيم بعد الضربات المتتالية التي لحقت بهم ولتأكيد أنهم ليسوا محصورين في الجيوب المتبقية شرق الفرات. هي رسالة لمناصري التنظيم بانهم موجودين في مناطق كثيرة والأمور من الممكن إعادة البناء عليها فيما يخص مشروعهم العدمي الجهادي. ”

المرصد 10 | منشقون عن داعش يرجحون أن الخليفة الجديد شخصية وهمية

مثلث الإرهاب

صحيفة النبأ التابعة لداعش وفي عددها رقم ٢٠٧ نشرت محطات من حياة أبو بكر البغدادي.

لفت منها أنه في عام  ٢٠٠٩ تولى إمارة “دولة العراق الإسلامية” فعمل على التوسع في المنطقة الأمر الذي تزامن بحسب الصحيفة مع (المظاهرات) في بلدان المنطقة فأرسل بعضاً من جنوده للشام وأمدهم بنصف خزينة الدولة الإسلامية .

ونعلم طبعا أن هؤلاء الجنود هم جبهة النصرة والجولاني.

وعن قصة بداية هذه العلاقة، يستذكر طارق عزيزة أحداث  ٢٠١٣ ويقول: “في البداية كان اعتماد النصرة الأساسي في بداية ظهورها وحتى قبل الإعلان عن اسمها وتنظيمها الرسمي كان اعتمادها على مقاتلين ممن قاتلوا في العراق وتدفقوا عبر الحدود إلى سوريا. وحتى إعلامهم كان متطابق مع أسلوب الدعاية التي استخدمها التنظيم في العراق. يعني النصرة خرجت من بيئة القاعدة المنتشرة في العراق آنذاك. الإعلان عنها لم يؤدي إلى أي مشكلة بالبداية. النصرة أعلن عنها رسميا في ٢٤ يناير ٢٠١٢. حينها لم نلحظ أي إشكال أو تعليق سلبي من القاعدة في العراق او الدولة الإسلامية . الإشكال وقع عندما أعلن البغدادي عن ضم التنظيمين في ٩ أبريل ٢٠١٣ حينها أعلن أن جبهة النصرة هي امتداد  لدولة العراق الإسلامية وجزء منها وأعلن توحيد الجماعتين في تنظيم تحت زعامته وفي التسجيل نفسه أعلن إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هي الدولة الإسلامية في العراق والشام. حينها رفض الجولاني هذه الخطوة ورد في اليوم التالي على التسجيل بأن هو ليس لديه علم بالقرار ولم يُستشر بهذا وفي إطار رده على قرار البغدادي أعلن ولاءه للقاعدة ومبايعة زعيمه الظواهري ووصفه بشيخ الجهاد وبايعه على لاسمع والطاعة والأهم أصر على تسمية جبهة النصرة وأن رجاله سيواصلون القتال تحت راية الجبهة ورفض تغيير الاسم.

لم يمنع هذا الكثير من مقاتلي  تنظيمه من مبايعة البغدادي والانضمام إلى الدولة الإسلامية ما بدأ خلاف كبير وشق صفوف القاعدة بمسمياتها المختلفة في ذلك الوقت بين من استمر على بيعته وقتاله تحت راية الجولاني والقسم الأكبر من المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بالبغدادي وقيادته.

أمام هذا الاشنقاق الكبير والخلاف الواضح اضطر الظواهري للتدخل شخصياً في ذلك الحين وأعلن أن الطرفين أخطآ ولام البغدادي على عدم استشارته في خطوته .. وقرر أن النصرة تبقى فرعا مستقل تتبع القيادة العامة لقاعدة الجهاد وأمر المجموعتين ألا يواصلوا الخلافات وألا يقوموا بالتصريحات المضادة ولام الطرفين البغدادي على إعلان ذلك دون استشارته والجولاني على رفضه ورده قبل استشارة الظواهري.  لكن هذا الكلام لم يغير من الواقع وتطور الخلاف مع الدولة الإسلامية بل إن الناطق باسمها آنذاك أبو محمد العدناني رد بعدة رسائل وتسجيلات بلهجة غير مسبوقة على الظواهري وأصبح ثمة تنظيمين تفرعا عن قاعدة الجهاد.”