أزمة المناخ.. صناعة النسيج مسؤولة عن 4% إلى 10% من الانبعاثات العالمية

صناعة الملابس هي قطاع يشهد نمواً هائلاً وهو أحد أكبر المتسببين في أزمة المناخ ومن بين أكثر مصادر انبعاث الغازات الدفيئة (GHG)، وهو مسؤول عما بين 4% إلى 10% من الانبعاثات العالمية، وفقاً لتقديرات مختلفة، وقد تصل هذه النسبة إلى 26% بحلول منتصف القرن.

ويشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى أن انبعاثات الكربون الصادرة عن هذا القطاع تتجاوز تلك الصادرة عن جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعة.

ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، تعد سلسلة إنتاج صناعة الملابس ثالث أكبر قطاع من حيث الانبعاثات، بعد الغذاء والبناء.

ويشير مجلس المناخ الأسترالي إلى أن ثلثي البصمة الكربونية للملابس تأتي من إنتاج الألياف الاصطناعية، التي تمثل اليوم 65% من إجمالي المواد النسيجية.

كيف تساهم صناعة ملابسنا في أزمة المناخ؟

وتشير تقديرات شركة ماكينزي آند كومباني الاستشارية إلى أن هذا القطاع، في مساره الحالي، لن يحقق هدف اتفاق باريس لعام 2015 المتمثل في الحد من الانحباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية.

ولتحقيق ذلك، سيحتاج القطاع إلى خفض انبعاثاته من 2.1 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (tCO 2 e) اليوم إلى 1.1 مليار طن بحلول عام 2030.

تأثيرات أخرى

وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسة إلين ماك آرثر، فإن تصنيع زوج من الجينز يستهلك 3781 لترا من الماء.

وتعد المنسوجات صناعة متعطشة تستخدم 93 مليار متر مكعب من المياه سنويا، أي ما يعادل احتياجات خمسة ملايين شخص.

وفي المقابل، فإنها تولد ما لا يقل عن 20% من جميع مياه الصرف الصحي على الكوكب وكمية هائلة من النفايات، حيث يتم حرق 87% من جميع الألياف أو إرسالها إلى مدافن النفايات.

ولا يقتصر التلوث على الملابس المهملة فحسب، بل إن مجرد غسل الملابس المصنوعة من الألياف الاصطناعية كل عام يطلق نصف مليون طن من الألياف الدقيقة – أي ما يعادل 50 مليار زجاجة بلاستيكية – في المحيطات، مما يزيد من مشكلة المواد البلاستيكية الدقيقة.

وقدر تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) أن 30٪ من العوالق البلاستيكية في البحار تأتي من غسل ألياف النسيج وتآكل الإطارات وحدها.

حلول بسيطة لتقليل آثار أزمة المناخ

بسبب هذه التأثيرات الكبيرة، تطالب العديد من الجهات الدولية بتقليل الانبعاثات والمخلفات الصادرة عن صناعة الملابس، وأطلقت بعض المبادرات لتقليلها.

من بين هذه المبادرات: مبادرة شراء الملابس المستعملة وإعادة بيعها أو التبرع بها.

لكن جمعية النفايات الخيرية البريطانية “راب” ترى أن المشتريات المستعملة من غير المرجح أن تحل محل أكثر من 10% من المبيعات الجديدة. وتوصي بطرق أخرى، مثل تشجيع الناس على إصلاح وتجديد الملابس الموجودة لديهم.

وهناك مبادرات أخرى تدفع فكرة استئجار الملابس، وتشير شركة أبحاث السوق Imarc إلى أن سوق إيجار الملابس يمكن أن يرتفع بنسبة 65٪ إلى حوالي 1.6 مليار جنيه إسترليني في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025.