يستهلك قطاع الاتصالات ما يقدر بنحو 2-3 بالمئة من الطاقة العالمية حاليا

تعتبر شركات الاتصالات ضرورية، فهي تسمح للناس بالتواصل بسهولة في جميع أنحاء العالم.

باعتبارها خدمة أساسية، تعمل شركات الاتصالات على تسهيل المزيد من الروابط الاجتماعية وتغذية الأعمال التجارية العالمية.

لكن هذه الصناعة تواجه عدة تحديات في ظل أزمة المناخ التي أصبحت تهدد العديد من القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية.

ليس من المستغرب أن يكون لأنماط الطقس غير المتوقعة الناجمة عن تغير المناخ تأثير حاسم على البنية التحتية للاتصالات، حيث يمكن أن تؤدي الفيضانات وزيادة البرودة وغيرها من الأحداث الجوية القاسية إلى إتلاف بنية الاتصالات الأساسية في أي لحظة، كما أن لديها القدرة على التسبب في مشكلات كبيرة في الاتصال.

على سبيل المثال، أدت الفيضانات المفاجئة الشديدة التي ضربت إدنبرة في أغسطس 2020 إلى انقطاع اتصالات الإنترنت لأكثر من 100000 عميل ليوم كامل.

تحديات لا تنتهي

كشف تقرير المخاطر العالمية لعام 2022 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن خمسة من أكبر 10 مخاطر عالمية مرتبطة بالبيئة، وإليك ثلاثة من المخاطر الأكثر إلحاحًا المتعلقة بالمناخ والتي أبرزها التقرير:

1- الأحداث الجوية المتطرفة

في العام الماضي ضربت فيضانات شديدة منطقة كوازولو ناتال في جنوب إفريقيا، مما تسبب في مقتل 459 شخصًا وترك أكثر من 44000 شخص بلا مأوى.

كيف تؤثر أزمة المناخ على قطاع الاتصالات؟

هذا الحادث أدى إلى أضرار تقدر بنحو 17 مليار راند في البنية التحتية، وتضرر جزء كبير من البنية التحتية لشركة فوداكوم، بما في ذلك 400 برج.

وواجه العملاء في المناطق المتضررة خدمات متنقلة متقطعة، في حين شمل التأثير المالي تكلفة نشر وتشغيل مولدات الديزل، وخسارة إيرادات الخدمة.

الفيضانات والعواصف ونقص المياه الصالحة للشرب وحرائق الغابات لها عواقب وخيمة على البنية التحتية لشركات الاتصالات حيث تسبب انقطاع الأعمال وتعطل سلسلة التوريد وتلحق أضرارًا بالمعدات الأساسية وغير ذلك الكثير.

2- خسائر الإيرادات

يستهلك قطاع الاتصالات ما يقدر بنحو 2-3 بالمئة من الطاقة العالمية حاليا، وفي هذا السياق، فإن الانبعاثات الصادرة عن قطاع الاتصالات قابلة للمقارنة بقطاع الطيران بأكمله.

كيف تؤثر أزمة المناخ على قطاع الاتصالات؟

ومع مثل هذا الناتج الكبير من الانبعاثات، هناك ضغط أكبر على قطاع الاتصالات لتقليل الانبعاثات، لذلك تمارس الحكومات والجهات التنظيمية المزيد من الضغوط على الشركات لتحقيق الأهداف المناخية.

 

قد يؤدي تقاعس الشركات وعدم امتثالها إلى ارتفاع الضرائب على انبعاثات الكربون وتعريفات الكهرباء، وسوف تقوم الشركات غير المبالية بتمرير هذه التكاليف إلى عملائها من خلال رسوم الخدمة الأعلى.

ما يقرب من 80% من تكاليف الطاقة لشركات الاتصالات تشمل استهلاك الكهرباء، وقد تشمل الضرائب المرتفعة على انبعاثات الكربون في المستقبل القريب، مما يؤدي إلى ارتفاع تعريفات الكهرباء بشكل كبير.

3- اضطراب السوق

إن التحول العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون يشكل أزمة لقطاع الاتصالات، حيث يتوقع المستثمرون والمستهلكون وجود المزيد من الشركات الخضراء التي يستثمرون فيها ويشترون منها.

يسلط تقرير المخاطر العالمية الضوء على أن اضطراب السوق، بسبب تغير تفضيلات المستهلك وسلوك المستثمرين، أمر مسلم به، وسوف تحتاج شركات الاتصالات إلى تحقيق الأهداف البيئية حتى تحتفظ بالاستثمارات.

 

حلول مطلوبة

يرى مهندس الاتصالات المصري، علي صالح، أن الظروف الجوية المتطرفة تؤثر بشدة على قطاع الاتصالات وعلى بث الإشارات والبنى التحتية.

كيف تؤثر أزمة المناخ على قطاع الاتصالات؟

وأوضح صالح، في تصريح لـ”أخبار الآن”، أن قطاع الاتصالات يواجه مثل غيره من القطاعات تحديات عدة في ظل التغير المناخي، وأنه عليه التكيف معها سريعًا لتقليل الخسائر المحتملة إذا ازداد المناخ تطرفًا.

وأشار صالح إلى وجوب تعاون شركات الاتصالات مع الدول التي تعمل فيها من أجل التكيف مع الأضرار المناخية، وأن توفر الحكومات بدائل للطاقة الأحفورية لشركات الاتصالات، نظرًا لاعتماد قطاع الاتصالات على الطاقة بشكل أساسي.