وعدة الولي الصالح”سيدي البارودي” تراث جزائري أصيل

عندما يبدأ الخريف في نثر أوراقه يبدأ الناس من 58 ولاية جزائرية يحجون إلى ولايات غرب الوطن ،و خاصة ولاية عين تموشنت (حوالي 450 كلم غرب الجزائر العاصمة ) المعروفة بوعدة الولي الصالح”سيدي البارودي”،الضاربة في عمق أصالة و تاريخ المنطقة و يرى الحاج محمد رحالي أحد أعيان منطقة العامرية على ان وعدة الولي الصالح سيدي البارودي تراث جزائري أصيل يعود تاريخه إلى الشيخ بوعمامة و الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ،ويضيف الحاج محمد أن مثل هكذا تظاهرات هي فرصة لتلاقي الأصدقاء ممن فرقتهم المسافات.

ويقول عبد الرفيع ناصري صاحب فرقة للخيالة ،أن إصلاح ذات البين وإطعام الوافدين و لقاء الأحبة أهم ما يميز الوعدة الشعبية فهي فرصة للصلح بين المتخاصمين ولم الشمل و جمع المال للمرضى بل و للزواج التقليدي نصيب أيضا فيها.

و أهم ما يميز تظاهرة الوعدة الشعبية هو فرق الخيالة القادمة من مختلف ولايات الوطن وهي بذلك تشكل ديكورا تراثيا حقيقيا يميز هده الوعدة و يعكس مدى أصالة وعراقة هده العادة التي سعى جيل اليوم للحفاظ عليها.

في زاوية أخرى من التظاهرة تحضر الخيل المسومة ألوانها و جمالها تشد الناظرين ،ففي ساحة خاصة بفرق الخيالة يتفنن الفرسان فيما يعرف بالطلقة ،بحيث يتم ركض الخيول التي يمتطيها الفرسان في اتجاه واحد لتختتم بطلقة بارود.

سيد أحمد أو المعروف وطنيا بوعادي بلادي أحد المهتمين بهده الوعدات ،فهو يجوب مختلف ولايات الوطن ليحضر مثل هده المراسيم و ينقلها عبر الفضاء الأزرق ليوثق اللحظة بعدسات كمرته،فهو بدلك ينتقي أفضل صور الفرسان، و أكد سيد أحمد بأنه من خلال دلك يسعى إلى التعريف أكثر بهدا التراث الجزائري للجيل الجديد حتى لا يندثر فهو يعكس مدى أصالة و شهامة الرجل الجزائري.

أما في الرحبة فيشكل”القصاصبية” المتعة مع حلقات ما يعرف برقصة العلاوي الشعبية ،رقصة تقليدية تشتهر بها منطقة الغرب الجزائري ،يتناغم فيها جسد لاعبها مع نغمات القصبة و ”القلال”(آلة موسيقية مثل الدربوكة ) قلبا و قالبا لتصنع ديكورا غنائيا تنفرد به منطقة الغرب الجزائري.

و يقول الحاج ميلود رفاس رئيس فرقة العلاوي لبلدية الحساسنة ،بأن حلقات رقصة العلاوي تعرف إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية خلال التظاهرات الشعبية بغرب الوطن ،فهي فرصة للفرجة و البهجة و السرور ،و تتم وفق حسابات معينة و شيفرة لا يفهما سوى ضارب الدف و ”القلال” و الراقص .

وعدة الولي الصالح سيدي البارودي ،تظاهرة تجمع عشرات الآلاف من الجزائريين سنويا بمنطقة العامرية بولاية عين تموشنت فهي فرصة للتآخي والتآزر و لم شمل من فرقتهم المسافات لتؤكد مرة أخرى أن الشعب الجزائري واحد موحد .

وعدة الولي الصالح سيدي البارودي هي فرصة للتآخي والتآزر و لم شمل من فرقتهم المسافات