مشهد يحبس الأنفاس.. شاب ليبي يصارع الموت وسط سيول درنة

في مشهد يحبس الأنفاس، انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من ليبيا لمحاولة إنقاذ شاب كادت تجرفه السيول العنيفة التي ضربت مدينة درنة وهو يصارع الموت..

ويظهر في المقطع الشاب وهو وسط مجرى من المياه يقاوم التيار محاولاً التشبث بحبل ألقته مجموعة إليه وهي تحاول إنقاذه.

وبدا الشاب في حالة إعياء وكأنه يعاني من إصابة، وكان متشبثا بالحبل، ولكنه عاجز عن التقدم للأمام، ولحسن الحظ أن مقاومته مكنته من الثبات وعدم الانجراف مع تيار المياه المندفع.

ولم يسجل الفيديو مصير الشاب، ولكنه أعطى لمحة عن المأساة الهائلة التي ضربت المدينة وجرفت آلاف السكان بمنازلهم.

وانفجر سدّان في المدينة، بعد ظهر الأحد، تحت وقع الأمطار الجارفة والإهمال بعدما ضربت العاصفة دانيال، وجرفت السيول المساكن وبداخلها سكانها في مشاهد مروعة.

أعلن الهلال الأحمر الليبي، الخميس، أن حصيلة القتلى من جراء الفيضانات في مدينة درنة شرقي ليبيا ارتفعت إلى 11300 قتيل، فيما رجح مسؤول محلي ارتفاع العدد لأكثر من ذلك بكثير.

وتفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المقطع متسائلين عن مصير الشاب ومطالبين الجميع بضرورة الابتعاد عن الأودية ومجاري السيول حفاظاً على أرواحهم.

وأدّى هطول الأمطار الغزيرة في ليبيا إلى سيول اجتاحت عدة مدن في شرق ليبيا وغربها، وتسبّبت في مصرع الآلاف وفقدان آخرين، كما أدّت إلى تدمير البنية التحتية وأضرار في الممتلكات.

وعلق عبداللطيف السكير عبر منصة أكس على مقطع الفيديو وكتب:

“أشياء تدمي القلوب وتقتلك مائة مرة.. كم هي قاسية و مؤلمة ومفجعة هذه الصور.. اللهم ألطف بحالنا وأفرغ علينا صبراً وسلوانا..”

بينما غردت تامي محمد وقالت:

“اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم وثبت أقدامهم وألهمهم السكينة وحسن التسليم وأعنهم على ما أصابهم وأغفر لموتاهم واشفِ مرضاهم..”

وكتبت مروة علي:

“الحمدلله تم انقاذه، ربي يحمي ويحفظ الناس اللي مازالت تحت الأنقاض ويلطف بيهم يارب”

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة بيتيري تالاس خلال مؤتمر صحافي في جنيف إنه “كان بالإمكان إصدار إنذارات، لكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان، وكنا تفادينا معظم الخسائر البشرية”، مشيرا إلى قلة التنظيم في ظل الفوضى المخيمة في هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وأرجع تالاس حجم الكارثة بشكل كبير إلى الافتقار إلى أدوات التنبؤ بالطقس واتخاذ إجراءات بشأن الإنذارات المبكرة.

كما ألقى باللوم على الصراع الداخلي المستمر منذ سنوات والذي قسّم البلاد، إذ أدى إلى “تدمير كبير لشبكة مراقبة الأرصاد الجوية وتدمير أنظمة تكنولوجيا المعلومات”.