الذكاء الاصطناعي.. تكنولوجيا “فك تشفير الدماغ” يمكنها المساهمة في فهم آليات الهلوسة والأحلام في الدماغ

يتعاظم استخدام الذكاء الاصطناعي لأداء مجموعة متنوعة من المهام، أبرزها تحليل البيانات وتقديم رؤى يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات أفضل، بالإضافة لأداء المهام الروتينية، وإنشاء منتجات وخدمات جديدة.

وفي المجال الطبي، يتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية ومساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة، بالإضافة إلى تطوير علاجات جديدة، وتوفير الرعاية الصحية للمرضى عن بُعد.

ليس ذلك وحسب، بل نجح علماء يابانيون في إنشاء أول صور ذهنية في العالم للأشياء والمناظر الطبيعية، من نشاط الدماغ البشري، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتمكن فريق العلماء من المعاهد الوطنية لعلوم وتكنولوجيا الكم في اليابان، بالتعاون مع جامعة أوساكا ومؤسسات أخرى، من إنتاج صور تقريبية لنمر، مع فم وأذنين وجلد مرقط، بالإضافة إلى أجسام مثل طائرة ذات أضواء حمراء على أجنحتها، وفق صحيفة “جابان تايمز”.

فك شفرة الدماغ

وتتيح هذه التقنية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي يطلق عليها اسم “فك تشفير الدماغ”، للباحثين تصور المحتويات الإدراكية بناءً على نشاط الدماغ، ويمكن تطبيقها في المجالات الطبية والرعاية الاجتماعية.

 "أول صور ذهنية" للأشياء في العالم.. كيف ساعد الذكاء الاصطناعي في إنتاجها؟

وقد أظهرت دراسات سابقة أن الصور التي شاهدها أشخاص شاركوا في بعض التجارب، يمكن إعادة بنائها من نشاط الدماغ المقاس باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، على الرغم من أنها كانت مقتصرة على مجالات محددة مثل الحروف الأبجدية.

واستنادًا إلى الأساليب السابقة، طوّر الفريق تقنية تقيس نشاط الدماغ، وتسمح للذكاء الاصطناعي التوليدي برسم الصور جنبًا إلى جنب مع التقنيات التنبؤية لإعادة إنشاء الأشياء المعقدة.

للوصول إلى نتائج الدراسة التي نُشرت بدورية (Neural Networks)، تم عرض 1200 صورة لأشياء ومناظر طبيعية على المشاركين، مع تحليل العلاقة بين إشارات الدماغ والصور، وقياسها باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي.

وبعد ذلك تم إدخال الصور نفسها في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لمعرفة مدى توافقها مع نشاط الدماغ.

وبحسب الفريق البحثي، يمكن استخدام تكنولوجيا “فك تشفير الدماغ” في تطوير أجهزة الاتصال، وفهم آليات الهلوسة والأحلام في الدماغ.

وقال كي ماجيما، الباحث في المعاهد الوطنية لعلوم وتكنولوجيا الكم في اليابان، إن البشر استخدموا المجاهر والأجهزة الأخرى لرؤية عالم غير مرئي بالعين المجردة، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى عقل الإنسان، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ينظر فيها البشر داخل عقل شخص آخر.

الذكاء الاصطناعي وفك شفرات الدماغ

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في مجال فك شفرات الدماغ. ويمكن استخدامه لتحليل البيانات التي تم جمعها من خلال تقنيات التصوير العصبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي واستخدام هذه البيانات لفهم كيفية عمل الدماغ عند أداء المهام المختلفة، مثل التفكير والتعلم والتذكر.

 "أول صور ذهنية" للأشياء في العالم.. كيف ساعد الذكاء الاصطناعي في إنتاجها؟

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في فك شفرات الدماغ بالطرق التالية:

تحديد مناطق الدماغ المرتبطة بوظائف معينة

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات تقنيات التصوير العصبي لتحديد مناطق الدماغ المرتبطة بوظائف معينة، مثل اللغة أو الرؤية، ويمكن استخدام هذه المعلومات لتطوير علاجات جديدة للأمراض العصبية، مثل مرض ألزهايمر أو السكتة الدماغية.

فهم كيفية تعلم الدماغ

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات تقنيات التصوير العصبي لفهم كيفية تعلم الدماغ، واستخدام هذه المعلومات لتطوير طرق جديدة لتحسين التعلم البشري.

تطوير علاجات للأمراض العصبية

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم علاجات جديدة للأمراض العصبية. على سبيل المثال، يمكن استخدامه لإنشاء أجهزة تحفيز الدماغ التي يمكن أن تساعد في تحسين الوظائف المعرفية للمرضى الذين يعانون من مرض ألزهايمر.

ويستمر البحث في مجال الذكاء الاصطناعي في فك شفرات الدماغ، حيث يتم تطوير تقنيات جديدة باستمرار. ومع استمرار تطوير هذه التقنيات، فمن المرجح أن يصبح الذكاء الاصطناعي أداة أكثر قوة وتنوعًا لفهم وعلاج الأمراض العصبية.