أكثر من 500 موظف في OpenAI يلوحون بالاستقالة في حال عدم عودة ألتمان للشركة

لا زالت أصداء خبر إطاحة شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI برئيسها والشريك المؤسس سام ألتمان على نحو مفاجئ، تلقي بظلالها على مستقبل سوق الذكاء الاصطناعي، وسط اهتمام كبير من مجتمع التكنولوجيا لمعرفة ما سيترتب عليها من تغيرات في هذا السوق الناشئ.

وأعلن مجلس إدارة “OpenAI” في وقت متأخر من يوم الجمعة أنه قام بإقالة ألتمان واستبداله على أساس مؤقت برئيسة التكنولوجيا ميرا موراتي.

وكانت شركة OpenAI، المالكة لعدد من تقنيات الذكاء الاصطناعي أبرزها روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، الجمعة، رحيل الشريك ألتمان، لأن مجلس الإدارة “أكد أنه لم يكن صريحا دوما في تواصله”.

ومثل القرار صدمة لمجتمع الأعمال، إذ أن الشاب البالغ من العمر 38 عامًا ساهم في تأسيس وإطلاق OpenAI، وروبوت ChatGPT، الذي أحدث ضجة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ إطلاقه قبل نحو عام، حيث يتيح للمستخدمين كتابة استعلامات نصية بسيطة والحصول على إجابات يمكن أن تؤدي إلى محادثات أكثر تعمقًا.

ولم تمر ساعات على إقالة سام ألتمان، حتى أعلن رئيس مجلس الإدارة غريغ بروكمان، وهو أحد مؤسسي الشركة، استقالته أيضاً.

وقال بروكمان إنه دعي لحضور اجتماع عبر منصة Google Meets مع مجلس الإدارة حيث تم إعلامه بخبر إقالة ألتمان الذي دعي لاجتماع مماثل سابق.

وعقب ذلك صرح بروكمان عبر منصة إكس، بأنه فخور جداً بكل ما تم بناؤه خلال 8 سنوات مضت، مشيراً إلى كل الأوقات الصعبة التي مروا بها خلال تلك الفترة… وبناء على قرار مجلس الإدارة إقالة ألتمان، فقط قرر هو أيضاً الرحيل.

أسباب الإطاحة بألتمان

ووفق موقع “بيزنس إنسايدر”، فإن من الأسباب المحتملة للإطاحة بألتمان، هو التوتر المتزايد بين قيادة الشركة بشأن المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على البشرية.

وسعى ألتمان بقوة للحصول على التمويل لتوسيع تطوير التكنولوجيا داخل الشركة، في حين دعا العديد من أعضاء مجلس الإدارة الآخرين في الشركة إلى بذل المزيد من الجهد للتخفيف من التهديدات المحتملة.

على سبيل المثال، فإن إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك في OpenAI والذي أدى دوراً في إقالة ألتمان، يفضل التعامل بحذر أكبر، نظراً لإمكانية الذكاء الاصطناعي على إلحاق الضرر بالمجتمع.

وقال مجلس إدارة OpenAI، في بيان، إن “رحيل ألتمان يأتي بعد عملية مراجعة تداولية أجراها مجلس الإدارة خلصت إلى أنه لم يكن دائماً صريحاً مع مجلس الإدارة، ما أعاق قدرته على الوفاء بمسؤولياته”، مشيراً إلى أنه “لم تعد لديه الثقة بقدرته على إدارة OpenAI”.

من جانبه، قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك، إن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي “كبيرة جداً”، لدرجة أن على OpenAI، أقوى شركة ذكاء اصطناعي في العالم حالياً، كشف سبب إقالة رئيسها التنفيذي سام ألتمان.

مطالب بالعودة ورئيس جديد

وردا على إقالة ألتمان، هدد أكثر من 500 موظف في شركة  OpenAI  في رسالة بالاستقالة، إذا لم يقدم مجلس الإدارة الحالي استقالته وتتم إعادة الشريك المؤسس، سام ألتمان، والرئيس السابق غريغ بروكمان، لمنصبيهما، بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقال الموظفون في الرسالة التي نشرتها الصحيفة مع أسماء 514 موظفا وقع عليها، إنهم قد يغادرون الشركة وينضمون إلى ألتمان وبروكمان في مايكروسوفت، إذا لم تتم تلبية مطالبهم، مضيفين أن مايكروسوفت أكدت لهم أنه ستكون هناك وظائف متاحة لهم جميعا.

وجاء في الرسالة التي وجهها الموظفون لمجلس الإدارة الذي فصل ألتمان وبروكمان: “لقد أوضحت أفعالكم أنكم غير قادرين على الإشراف على أوبن إيه آي. نحن غير قادرين على العمل مع أشخاص يفتقرون إلى الكفاءة والحكم والاعتناء الموظفين”.

وقالت الصحيفة، إن لدى الشركة حاليا حوالي 770 موظفا، مشيرة إلى أن من بين الموقعين على رسالة التهديد بالاستقالة، إيليا سوتسكيفر، كبير العلماء في الشركة، أحد أعضاء مجلس الإدارة، المكون من أربعة أشخاص الذين صوتوا لصالح الإطاحة بألتمان.

وغرد سوتسكيفر على منصة إكس: “OpenAI، لا شيء دون موظفيها. أنا نادم للغاية لمشاركتي في تصرفات مجلس الإدارة، ولم أقصد أبدا الإضرار بالشركة. أحب كل شيء بنيناه معا، وسأفعل كل ما أستطيع من إجل إعادة لم شمل الشركة”.

ووسط محاولات إعادة ألتمان إلى OpenAI، وجد مجلس الإدارة شخصا آخر ليحل محله، هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتش، إيميت شير، وفق ما أوردت “وول ستريت جورنال”.

من جانبه، أوضح إيميت شير الرئيس التنفيذي الجديد لأوبن إيه آي في منشور على منصة “إكس”، أن الانضمام لأوبن إيه آي هو فرصة العمر التي لا تتكرر، مبيناً أن الشركة تعد من أهم الشركات التي تأسست بالوقت الحالي.

وقبل تعيين شير، عُيّنت ميرا موراتي، المديرة التقنية لـOpenAI والتي تعمل فيها منذ 5 سنوات، رئيسة موقتة للشركة ريثما تنتهي عملية البحث عن رئيس دائم.

مايكروسوفت تعين ألتمان

في هذه الأثناء، عينت شركة مايكروسوفت، سام ألتمان رئيسًا لفريق الذكاء الاصطناعي الداخلي الجديد في الشركة، وذلك في محاولة لتعزيز خطط مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي وطمأنة المستثمرين.

وكتب ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ في واشنطن مقراً لها عبر منشور على موقع “لينكدإن” أن غريغ بروكمان، عضو مجلس إدارة OpenA والمؤسس المشارك الذي غادر الشركة أيضاً الأسبوع الماضي، سيلحق بألتمان، وستتحرك مايكروسوفت سريعاً لتزويدهما بالموارد اللازمة لتحقيق النجاح.

وخلال منشور آخر على منصة، إكس، ذكر ناديلا أن ألتمان سيعمل باعتباره رئيساً تنفيذياً للمجموعة الداخلية الجديدة.

وكتب في تدوينة على موقع “إكس”: “أنا متحمس بشدة يا سام لانضمامك رئيساً تنفيذياً لهذه المجموعة الجديدة، ما يضع مساراً جديداً للابتكار. تعلمنا الكثير على مر الأعوام حول طريقة إعطاء المؤسسين والمبتكرين مجالاً لبناء هويات وثقافات مستقلة داخل مايكروسوفت، بما فيها غِت هب وموجانغ ستوديوز”.

فيما رد عليه ألتمان بتغريدة على إكس قائلا: “المهمة مستمرة”.

واستثمرت شركة التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت مليارات الدولارات في OpenAI ولديها شراكة تكنولوجية وثيقة معها.

وقال ناديلا: “إننا نتطلع إلى التحرك بسرعة لتزويدهم بالموارد اللازمة لنجاحهم.. نحن ملتزمون بشراكتنا مع OpenAI ولدينا ثقة في خارطة طريق منتجاتنا، وقدرتنا على مواصلة الابتكار في كل ما أعلناه لمواصلة دعم عملائنا وشركائنا”.

هل يتغير مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

من جانبها، ذكرت مجلة “بارونز” الأمريكية أن التحول الدراماتيكي للأحداث فيما يتعلق بألتمان وطرده من شركة OpenAI، وانضمامه لشركة مايكروسوفت قد يشكل مستقبل سباق الذكاء الاصطناعي.

وأضافت أن انضمام ألتمان بسرعة إلى مايكروسوفت لقيادة فريق بحث داخلي متقدم جديد للذكاء الاصطناعي، لعبة ذكية من قبل عملاق التكنولوجيا والتي تحمي مكانتها كشركة رائدة في السوق.

وأوضحت أن الأمر لا يقتصر على الحفاظ على هيمنة مايكروسوفت فحسب، بل في الحرب الأيديولوجية الأوسع التي يتم شنها على التكنولوجيا، فالمعركة بين أولئك الذين يريدون تسريع التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي وأولئك الذين يريدون تباطؤها.

وبينما يؤيد إيميت شير الرئيس التنفيذي الجديد لشركة OpenAI الذي عينه مجلس الإدارة، التباطؤ لبناء مستقبل آمن للذكاء الاصطناعي، وكان إيلون ماسك من بين الموقعين على رسالة مفتوحة تدعو إلى توقف لمدة ستة أشهر في تدريب الأنظمة لإتاحة الوقت لوضع بروتوكولات السلامة. لكن ألتمان يميل بشكل أكبر لمعسكر التسريع.

وسيتعين على مايكروسوفت الآن أن تقرر كيفية تقسيم الدعم والموارد بين OpenAI وفريق ألتمان في الشركة.

وقد تكون إحدى المشكلات المباشرة هي هجرة الأدمغة في OpenAI، حيث يسعى الموظفون إما إلى اتباع ألتمان أو يتم إغراءهم من قبل المنافسين، مع تهديد خطط بيع أسهم الشركة الآن.

ويتعاظم اهتمام العالم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، حيث تشير أحدث دراسات بى دبليو سى الشرق الأوسط إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعى سوف تسهم بحوالى 320 مليار دولار فى اقتصاد منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030، أى ما يعادل 11% من إجمالى الناتج المحلى.

وفى مصر، من المتوقع أن تساهم تطبيقات الذكاء الاصطناعى بحوالى 42.7 مليار دولار، أو ما يعادل 7.7% من الناتج المحلى الإجمالى بحلول عام 2030.