أبرز النصائح لكشف فيديوهات “التزييف العميق”

في مساء يوم الـ18 من فبراير من عام 2022، انتشر بشكل لافت مقطع فيديو للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو يلقي خطابًا، أعلن فيه أن الحرب قد انتهت وطالب الشعب الأوكراني بإلقاء أسلحتهم والاستسلام لروسيا.

وبينما كان التشابه موجودًا، بدا الوجه غير متزامن قليلا مع رأس الرئيس الأوكراني.

 

وعلم وقتها غالبية الشعب الأوكراني أن الفيديو كاذب، فبينما كان التشابه موجودًا، بدا الوجه غير متزامن قليلا مع رأس الرئيس الأوكراني، فقد أنتج هذا الفيديو بتقنية “التزييف العميق” (Deepfake).

تقنية التزييف العميق

تقنية التزييف العميق هي تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو أو صور مزيفة تبدو حقيقية، ويتم ذلك عن طريق استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل صور أو مقاطع فيديو حقيقية للشخص المستهدف تزوير وجهه، ثم استخدام هذه المعلومات لإنشاء صور أو مقاطع فيديو يظهر فيه الشخص في واقع مزيف.

تقنية "التزييف العميق".. كيف تقوض الثقة في الصور والفيديوهات أثناء الحروب؟  

التزييف العميق في زمن الحرب

وجدت أول دراسة منشورة على الإطلاق لمقاطع فيديو “التزييف العميقة” في زمن الحرب أن المحتوى المزيف يقوض ثقة المشاهدين في لقطات الصراع إلى درجة أنهم أصبحوا ينتقدون جميع اللقطات القادمة من مناطق الحرب.

الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كوليج كورك في أيرلندا، هي أيضًا الأولى من نوعها التي تجد دليلاً على نظريات المؤامرة عبر الإنترنت التي تتضمن التزييف العميق، وفق صحيفة  “ذا آيريش تايمز”.

وبحثت الدراسة في الطرق التي تم بها عرض مقاطع الفيديو المزيفة ومناقشتها على تويتر خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتتضمن معظم مقاطع فيديو “التزييف العميق” إنتاج “وجه” مزيف تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتم دمجه مع مقطع فيديو أصلي، من أجل إنشاء مقطع فيديو لحدث لم يحدث أبدًا.

وعلى الرغم من الفيديوهات والصور مزيفة، إلا أنها يمكن أن تبدو مقنعة وغالبًا ما يتم إنتاجها لتقليد فرد ما.

5 آلاف تغريدة

وحللت الدراسة الجديدة، التي تحمل عنوان “نوع جديد من الأسلحة في الحرب الدعائية”، ما يقرب من 5 آلاف تغريدة على موقع “إكس” في الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 لاستكشاف كيفية تفاعل الأشخاص مع المحتوى المزور بواسطة تقنية “التزييف العميق” عبر الإنترنت، والمتعلق بحرب روسيا وأوكرانيا.

وسلط الباحثون، الضوء على بعض الأمثلة لمقاطع الفيديو المزيفة خلال هذه الحرب، بما في ذلك استخدام لقطات ألعاب فيديو على أنها لقطات خاصة بالصراع، ونشر فيديو مزيف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يظهره وهو يعلن السلام مع أوكرانيا.

تقنية "التزييف العميق".. كيف تقوض الثقة في الصور والفيديوهات أثناء الحروب؟  

ووجدت الدراسة أن “التزييف العميق” قوض ثقة أغلب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في جميع اللقطات الخاصة بالحروب والصراعات، بما في ذلك الصور والفيديوهات الصادرة عن مؤسسات صحافية وإعلامية موثوق بها، حيث لم يعد الأشخاص يثقون بها كما كانوا من قبل.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن الجهود المبذولة لرفع مستوى الوعي حول مقاطع الفيديو المزيفة ساهمت أيضاً في تقويض الثقة في مقاطع الفيديو الحقيقية، حيث يشعر الأشخاص بأنهم لم يعودوا قادرين على التفريق بين اللقطات المزورة والأصلية.

تأثير مدمر

والعام الماضي، حذرت “وكالة الشرطة الأوروبية” (يوروبول)، من توسع استخدام تقنية “التزييف العميق”.

وقالت “يوروبول” إن القدرة على جعل أشخاص يظهرون على شبكة الإنترنت، وهم يقولون أو يفعلون أشياء لم يسبق لهم أن قالوها أو فعلوها، أو حتى خلق شخصيات جديدة تماماً، يمكن أن يكون له تأثير مدمر، إذا حال وقعت هذه التقنية في الأيدي الخطأ.

وأضافت الوكالة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها أن انتشار التضليل الإعلامي والتزييف العميق سيكون له تأثير عميق على الطريقة التي ينظر فيها الناس إلى السلطة ووسائل الإعلام.

وأضافت أن الخبراء يخشون من أن يؤدي هذا إلى وضع لا يملك فيه المواطنون حقيقة مشتركة، أو إلى خلق إرباك في المجتمع حول وسائل الإعلام التي يمكن الوثوق بها وهو وضع يسمى أحياناً (نهاية عالم المعلومات)، أو (اللامبالاة تجاه الحقيقة).

وأشارت الوكالة إلى أنه يمكن للمجرمين أيضاً استخدام تقنية “التزييف العميق” لابتزاز أشخاص عبر الإنترنت، خصوصاً القُصَّر منهم واستغلالهم في أمور غير أخلاقية، أو إنتاج مواد إباحية مزيفة وتزوير أدلة إلكترونية متعلقة بتحقيقات قضائية والتلاعب بها.

طرق كشف فيديوهات “التزييف العميق”

وهناك عدد من الطرق لاكتشاف مقاطع الفيديو المزيفة باستخدام تقنية التزييف العميق، أبرزها:

البحث عن أدلة على التلاعب في الفيديو

يمكن أن تتضمن هذه الأدلة عدم تناسق الحركات أو التناقضات في الخلفية. على سبيل المثال، قد يبدو الشخص في الفيديو وكأنه يتحرك بشكل غير طبيعي أو أن الخلفية لا تتطابق مع ما هو متوقع.

تحليل جودة الفيديو

تكون مقاطع الفيديو المزيفة غالبًا أقل جودة من مقاطع الفيديو الحقيقية، يمكن أن تتضمن هذه العلامات انخفاض دقة الصورة أو وجود تشوهات أو تمويه.

استخدام برامج الكشف عن التزييف العميق

هناك عدد من البرامج المتاحة التي يمكنها مساعدة المستخدمين في تحديد مقاطع الفيديو المزيفة مثل برنامج FakeCatcher من تطوير شركة إنتل.

تعمل هذه البرامج عن طريق البحث عن أدلة على التلاعب في الفيديو، مثل عدم تناسق الحركات أو التناقضات في الخلفية.

كن مشككًا

من المفيد أن تكون متشككا في الفيديوهات التي تبدو غريبة أو غير عادية. إذا كان الفيديو يبدو وكأنه لا يمكن أن يكون حقيقيًا، فمن المحتمل أنه ليس كذلك.

تحقق من مصدر الفيديو

إذا كان الفيديو مصدره موقع أو شخص غير موثوق، فمن المحتمل أنه مزيف.

ابحث عن معلومات حول الفيديو

إذا كان الفيديو مثيرًا للجدل أو مهمًا، فمن المحتمل أن تكون هناك معلومات حوله على الإنترنت.

من المهم أن تتذكر أن تقنية التزييف العميق لا تزال قيد التطوير، وأنها تصبح أكثر تعقيدًا وصعوبة في الكشف عنها كل يوم. من المهم أن تكون على دراية بمخاطر هذه التقنية حتى لا تنخدع بها.