“كلوب هاوس”.. ميزة الدردشات تتيح لك الدردشة الجماعية الصوتية فقط مع الأشخاص المفضلين لديك

اكتسب تطبيق كلوب هاوس Clubhouse شعبية واسعة عند ظهوره الأول في أوائل عام 2020، حيث تزامن مع فترة الحجر الصحي وإجراءات الإغلاق التام التي فرضها وباء “كوفيد-19″ آنذاك.

و”كلوب هاوس” هو تطبيق يشبه إلى حدّ كبير البث الصوتي المباشر، ويتيح لمستخدميه مشاركة أفكارهم وقصصهم، وبناء صداقات ضمن مجموعات للدردشة حول العالم. كل ذلك يتم باستعمال مقاطع صوتية بدلا من المنشورات النصيّة أو المرئية.

وأقبل المستخدمون على هذا التطبيق بقوة بعدما وجدوا فيها مساحة لاستضافة محادثات على غرار البودكاست، والتي تدور غالبًا حول التواصل والتطوير المهني والأفكار الجديدة.

بعد تحديث "الدردشات" الأخير.. هل يعود الزخم إلى "كلوب هاوس" من جديد؟

 

ووصلت قاعدة مستخدمي كلوب هاوس إلى 10 ملايين مستخدم نشط شهرياً في فبراير 2021.

لكن هذا الزخم لم يدم طويلا، في أبريل 2021 اتخذ مؤسسا كلوب هاوس، بول دافيسون وروهان سيث، القرار “الصعب” بتقليص فريقهم بأكثر من 50%، وكتبوا إلى الموظفين: “لكي يجد المنتج دوره في العالم، يحتاج المنتج إلى التطور، وهذا يتطلب فترة من التغيير”.

وبحلول منتصف عام 2022، كانت المنصة قد شهدت انخفاضًا حادًا، مع تراجع الاستخدام بنسبة 60% مقارنة بذروة الإقبال عليه.

تحديث جديد

وفي محاولة لاستعادة الزخم من جديد، أطلقت الشركة أخيراً (Clubhouse 2.0)، وهو تحديث جديد للمنصة والتطبيق يُركز أكثر على الدردشات الصوتية مع الأصدقاء والمعارف بدلاً من الغرف الصوتية العامة الكبيرة.

وتسعى الشركة الآن إلى تحفيز التفاعل بين الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء من خلال ميزة “الدردشات” الجديدة، التي تشجع على تبادل الرسائل الصوتية في بيئة أكثر خصوصية.

وبدلاً من الغرف الصوتية حيث يستضيف المستخدمون محادثات البث المباشر المفتوحة لأي من مستخدمي التطبيق، يشجع كلوب هاوس الجديد المستخدمين على الانضمام إلى مجموعات مع الأشخاص الذين يعرفونهم.

بعد تحديث "الدردشات" الأخير.. هل يعود الزخم إلى "كلوب هاوس" من جديد؟

وتسمى هذه المجموعات “الدردشات”، وتسمح للأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء بتبادل الرسائل الصوتية.

وذكرت الشركة عبر مدونتها أن التحديث الجديد يتمحور حول تنسيق جديد يسمى “الدردشات”، وهو عبارة عن دردشة جماعية صوتية فقط مع الأشخاص المفضلين لديك. إنها تشبه غرفة النادي، ولكنها تتم بشكل غير متزامن، لذا يمكنك الحضور والمشاركة في الوقت الذي يناسبك.

الدردشات بدلا من النص

وفي التحديث الجديد، يتخلص التطبيق أيضًا من الرسائل النصية المباشرة لصالح الرسائل الصوتية الخاصة، أو الدردشات التي تتصل برسائل البريد الصوتي أو الأجهزة الافتراضية.

ولتوضيح الأمر، فإن محادثات كلوب هاوس تضعك أنت وأصدقائك في مجموعة غير متزامنة، حيث يمكنك إرسال رسائل صوتية تظهر مثل الإدخالات في قصة إنستغرام، بدلاً من نص فردي.

ويقوم كلوب هاوس بنسخ هذه الرسائل الصوتية، فيما يمكن تعيين الدردشات كأصدقاء فقط، أو كأصدقاء للأصدقاء.

وذكرت الشركة عبر مدونتها أن الدردشات تعد أفضل من النصوص الجماعية لسببين، الأول أن الدردشات أسرع بكثير من الرسائل النصية، وتتيح لك مشاركة مجموعاتك بالمزيد من القصص، والمزيد من الفروق الدقيقة، والمزيد من الأشياء غير القابلة للتسجيل التي لن يقضوا وقتًا في كتابتها أبدًا. ويتم أيضًا نسخ الدردشات تلقائيًا وترجمتها إلى لغتك، حتى تتمكن من قراءتها أثناء التنقل، وحتى التحدث مع أصدقاء الأصدقاء الذين يتحدثون لغات مختلفة.

أما السبب الأخير، فإن الصوت يجعل رسائلك أكثر شخصية من النص. مع النص، يمكنك الحصول على المعلومات، لكن باستخدام الدردشات، يمكنك سماع ضحكات أصدقائك، والشعور بهم عندما يبدون متعبين أو مرضى، والابتسام عندما يشعرون بالحيوية، والنظر إلى وجوههم عندما يتحدثون، في الواقع يمكنك التعرف على الناس. وإذا أردت، يمكنك أن تغني لهم.

بعد تحديث "الدردشات" الأخير.. هل يعود الزخم إلى "كلوب هاوس" من جديد؟

ومع ذلك، لا يقتصر التحول الأكبر على تنسيق المحادثات فحسب، بل يضع كلوب هاوس نفسه الآن في منطقة أقرب إلى سناب شات، حيث تتواصل المجموعات الصغيرة من الأصدقاء بشكل خاص أو شبه خاص.

ما مصير “غرف البث المباشر العامة”؟

الجدير بالذكر أن “غرف البث المباشر العامة” ستظل جزءًا من التطبيق، لكن يبدو أن كلوب هاوس يتحول الآن إلى بيئة اجتماعية أكثر حميمية، مع إعطاء الأولوية للأصدقاء والمحادثات الشخصية على المجتمعات. الخوارزمية الجديدة في التطبيق ستركز، على سبيل المثال، على الأصدقاء بشكل أكثر أهمية.

وجاء في بيان الشركة: “يعد التحديث الجديد تطورًا كبيرًا لكلوب هاوس، فهو مصمم ليتيح لك التحدث مع الأشخاص المفضلين لديك بسهولة أكبر، في كل مرة تفتح فيها التطبيق.”

وأصبح كلوب هاوس، في ثوبه الجديد، متاحًا الآن على نظامي التشغيل آي أو إس iOS وأندرويد Android.

يأمل قادة كلوب هاوس أن يكون هذا التحول جذريًا في الاستراتيجية، بوصفه خطوة مهمة نحو استعادة جزء من الشهرة التي كانت تحظى بها المنصة في الأشهر الأولى من انطلاقها.

وفي نهاية الإعلان عن التحديث الجديد، يبدو أن كلوب هاوس لا يعتبر النجاح أمرًا مفروغًا منه في المرة الثانية، إذ أنهت الشركة تدينتها قائلة: “هذا رهان كبير، ونأمل أن نكون على حق”.