شركة “آي بي إم” IBM بدأت بقوة في الاتجاه نحو خدمات الذكاء الاصطناعي

دخلت شركة “آي بي إم” IBM الأمريكية العملاقة التي تعمل في مجال التكنولوجيا، على خطى أقرانها، وبدأت بقوة في الاتجاه نحو خدمات الذكاء الاصطناعي “artificial intelligence” بشكل كبير، بعد الاهتمام غير المسبوق في هذا القطاع مؤخرًا.

وأعلنت الشركة في مؤتمرها السنوي، عن إطلاق مجموعة من الخدمات الجديدة للذكاء الاصطناعي، منها (IBM Watsonx)، وهو نظام أساسي جديد يوفر أدوات لبناء نماذج artificial intelligence وتوفير الوصول إلى النماذج المعدة مسبقًا، لإنشاء كود الكمبيوتر والنصوص والمزيد من الميزات.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الشركة، اعتزامها استبدال ما يقرب من 8 آلاف وظيفة بالذكاء الاصطناعي، وهو التحرك الأول والأكبر من نوعه منذ أن تصدرت هذه التقنية واجهة الجدل في العالم وأشعلت المخاوف من استخدامها بدلاً من البشر العاديين.

لكن شركة IBM تقول إن إطلاق خدمتها الجديدة كان مدفوعًا بالتحديات التي لا تزال العديد من الشركات تواجهها في نشر artificial intelligence في مكان العمل.

وأشار 30% من قادة الأعمال الذين أجابوا على استطلاع أجرته شركة آي بي إم إلى الثقة والشفافية باعتبارهما حاجزين يمنعان من تبني الذكاء الاصطناعي، بينما عبّر 42% عن مخاوف تتعلق بالخصوصية، وتحديداً حول الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقال روب توماس، كبير المسؤولين التجاريين في شركة IBM: “قد لا يحل الذكاء الاصطناعي محل المديرين، لكن المديرين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيحلون محل المديرين الذين لا يفعلون ذلك. إنه يغير حقًا طريقة عمل الناس”، وفق موقع “تك كرانش” التقني.

خدمات جديدة وأرباح ضخمة.. هل يغير الذكاء الاصطناعي هيكل الوظائف في شركة IBM؟

خدمة Watsonx

وتأتي خدمة Watsonx من بين أبرز خدمات الـ artificial intelligence التي ستقدمها IBM، حيث ستمنح العملاء إمكانية الوصول إلى مجموعة الأدوات والبنية التحتية والموارد الاستشارية التي يحتاجون إليها لإنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم أو ضبط نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة وتكييفها على بياناتهم الخاصة.

وباستخدام Watsonx.ai، الذي تصفه شركة IBM بلغة التسويق الرقيقة بأنه “استوديو مؤسسة لمنشئي الذكاء الاصطناعي”، يمكن للمستخدمين أيضًا التحقق من صحة النماذج ونشرها، بالإضافة إلى نماذج المراقبة بعد النشر، ما يؤدي ظاهريًا إلى دمج مهام سير العمل المختلفة الخاصة بهم.

وهناك شركات كبرى تقدم خدمات مماثلة لخدمة Watsonx، على رأسها أمازون وخدمتها SageMaker Studio، بينما تقدم غوغل خدمتها التي يطلق عليها Vertex AI، كما تقدم مايكروسوفت خدمة أزور Azure، وخدمة Azure AI Platform أيضًا.

ومع ذلك، تؤكد شركة IBM أن Watsonx هي منصة أدوات الذكاء الاصطناعي الوحيدة في السوق التي توفر مجموعة من النماذج المُعدّة مسبقًا والمطورة للمؤسسات و”البنية التحتية الفعالة من حيث التكلفة”.

وقال داريو جيل ، نائب الرئيس الأول في شركة آي بي إم: “ما زلت بحاجة إلى مؤسسة وفريق كبير جدًا لتكون قادرًا على جلب ابتكار الذكاء الاصطناعي بطريقة يمكن أن تستهلكها الشركات، وهذا عنصر أساسي في القدرة الأفقية التي تقدمها شركة IBM إلى طاولة المفاوضات”.

وتقدم شركة IBM سبعة نماذج مدربة مسبقًا للشركات التي تستخدم Watsonx.ai، وعدد قليل منها مفتوح المصدر.

كما أنها تشارك مع Hugging Face، وهي شركة أمريكية تقوم بتطوير أدوات لبناء التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتضمين الآلاف من النماذج ومجموعات البيانات والمكتبات المطورة من Hugging Face.

وتعهدت شركة IBM بالمساهمة ببرنامج تطوير الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في شركة Hugging Face وإتاحة العديد من نماذجها الداخلية من منصة تطوير الذكاء الاصطناعي الخاصة بـHugging Face.

وإلى جانب Watsonx.ai، وتحت مظلة العلامة التجارية Watsonx نفسها، كشفت شركو IBM النقاب عن خدمة Watsonx.data، وهو مخزن بيانات “مناسب للغرض” مصمم لكل من البيانات المحكومة وأعباء عمل الذكاء الاصطناعي.

وتسمح تلك الخدمة، للمستخدمين بالوصول إلى البيانات من خلال نقطة إدخال واحدة أثناء تطبيق محركات الاستعلام، كما تقول شركة IBM، بالإضافة إلى الحوكمة والأتمتة والتكامل مع قواعد البيانات والأدوات الحالية للمؤسسة.

كما أطلقت الشركة أيضا خدمة Watsonx.governance، وهي مجموعة أدوات، توفر آليات لحماية خصوصية العملاء، واكتشاف التحيز والانحراف في النموذج، ومساعدة المؤسسات على تلبية المعايير الأخلاقية.

وفي سياق الخدمات الجديدة التي تقدمها IBM أيضًا، عرضت الشركة خدمة IBM Cloud Carbon Calculator، وهي لوحة معلومات “مستنيرة للذكاء الاصطناعي” تمكن العملاء من قياس وتتبع وإدارة والمساعدة في الإبلاغ عن انبعاثات الكربون الناتجة عن استخدامهم السحابي.

وتقول IBM إنه تم تطويره بالتعاون مع شركة إنتل (Intel) استنادًا إلى التكنولوجيا من قسم الأبحاث في IBM، ويمكن لهذه الخدمة المساعدة في تصور انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر أعباء العمل وصولاً إلى مستوى الخدمة السحابية.

خدمات جديدة وأرباح ضخمة.. هل يغير الذكاء الاصطناعي هيكل الوظائف في شركة IBM؟

أرباح بالمليارات

وتمثل الخدمات الجديدة التي أعلنت عنها شركة IBM، شيئًا يسيرًا من اتجاهها مؤخرًا لمضاعفة خدمات الـ artificial intelligence، بهدف الاستفادة من هذا الاتجاه في زيادة الأرباح.

وقامت الشركة مؤخرًا ببناء كمبيوتر عملاق مُحسّن للذكاء الاصطناعي، يُعرف باسم Vela، كما أعلنت عن تعاونها مع شركات مثل Moderna وهي تقانة حيوية أمريكية، وSAP Hana وهو نظام إدارة قواعد بيانات، للبحث في طرق تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع.

وتتوقع شركة IBM أن يضيف الذكاء الاصطناعي 16 تريليون دولار (التريليون يساوي ألف مليار) إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وأن 30٪ من مهام المكاتب الخلفية ستتم أتمتة في غضون السنوات الخمس المقبلة.

قد تكون هذه تنبؤات متفائلة أو متشائمة، لكن الواقع يشير إلى النمو المستمر للقطاعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؛ ففي شركة IBM على سبيل المثال، نمت إيرادات حلول الأتمتة الخاصة بالشركة، وهي جزء من قطاع برمجيات الشركة، بنسبة 9٪ على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2022.

وفي الوقت نفسه، زادت الإيرادات من حلول البيانات والذكاء الاصطناعي، والتي تركز بشكل أكبر على التحليلات وخدمة العملاء وإدارة سلسلة التوريد، في المبيعات بنسبة 8٪.