ركزت شركة أمازون على دمج ميزات الذكاء الاصطناعي إلى عدد من منتجاتها

فتح النجاح غير المسبوق الذي حققه روبوت الدردشة الشهير ChatGPT، شهيّة الشركات الكبرى للتركيز على الخدمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بهدف استقطاب شريحة واسعة من المهتمين بهذا المجال سريع الانتشار.

وركزت الشركة العملاقة في تجارة التجزئة الأمريكية مؤخرًا على دمج ميزات الذكاء الاصطناعي إلى عدد من منتجاتها، وكان آخرها استحواذها على محرك اكتشاف المحتوى الصوتي Snackable AI لتعزيز ميزات البودكاست مقابل مبلغ لم يكشف عنه.

وبهذه الصفقة، انضم فريق Snackable AI إلى خدمة أمازون ميوزيك Amazon Music للعمل على مشاريع البودكاست الحالية.

وأمازون ميوزك هي خدمة بث تديرها الشركة الأم ، وهي عبارة عن منصة لتشغيل بث الموسيقى على الإنترنت، تم إطلاقها في 25 سبتمبر 2007.

وتوفر هذه الخدمة إمكانية الولوج إلى ملايين الأغاني من خلال هاتفك الذكي، من خلال واجهة ذكية الاستخدام، تحتوي على أقسام وقوائم مختلفة، حيث يمكنك العثور على المقاطع الموسيقية ومجموعة متنوعة من البودكاست.

لماذا تستعين أمازون بالذكاء الاصطناعي لتعزيز عروض البودكاست؟

شركة Snackable AI  

تأسست شركة Snackable AI في عام 2018، وتخصصت في استخدام الذكاء الاصطناعي لإضافة بنية وبيانات وصفية إلى الفيديو والصوت بسهولة من خلال الفصول التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وعن الدور الذي سيلعبه الوافد الجديد إلى الشركة العالمية، قال ماري جولر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Snackable، إن الشركة تعمل الآن كقائد منتج للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في أمازون، وفق صحيفة “نيويورك بوست”.

وأضاف أن Snackable ستعمل على ميزات البودكاست المقدمة من خلال خدمة أمازون ميوزيك.

وقبل استحواذ أمازون عليها، جمعت Snackable ما مجموعه 3.1 مليون دولار من المستثمرين.

وازدهرت شعبية البودكاست أو المدونات الصوتية في السنوات الأخيرة، عندما بدأ الناس في الاستماع إلى قصص مقنعة حقيقية أو مكتوبة بالإضافة إلى المقابلات.

وكانت أمازون استحوذت قبل أشهر على شركة إنتاج البودكاست الشهيرة “وندري”، في خطوة تعزز جهود عملاق التكنولوجيا الأمريكي لاستكمال عروضها من منصتها الموسيقية.

وسمحت الصفقة لمشتركي “أمازون ميوزيك”، بالاستماع إلى بودكاست “وندري” من خلال مجموعة متنوعة من مقدمي الخدمات.

أمازون وخدمات الذكاء الاصطناعي

وجاءت الصفقة الجديدة، في الوقت الذي تسعى فيه الشركة العالمية وشركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى إلى تطبيق ميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، لمواكبة النجاح الساحق الذي حققه روبوت الدردشة ChatGPT.

ومؤخرًا، أعلنت أمازون، أنها استعانت بالذكاء الاصطناعي، أفضل مساعد شخصي في العالم.

لماذا تستعين أمازون بالذكاء الاصطناعي لتعزيز عروض البودكاست؟

وقال آندي جاسي، الرئيس التنفيذي للشركة ، خلال مكالمة أرباح الشركة في الربع الأول من العام، إن أمازون تبني نموذجًا لغويًا كبيرًا أكثر “تعميمًا وقدرة”.

ونماذج اللغة الكبيرة مثل ChatGPT، عبارة عن خوارزمية تعلم عميق يمكنها التعرف على النصوص والمحتويات الأخرى وتلخيصها وإنشائها بناءً على المعرفة التي استقتها من كميات هائلة من البيانات النصية.

وأضاف جاسي أنه على الرغم من أن الشركة لديها نموذج لغة كبيرة يعمل على تشغيل مساعدها الذكي “أليكسا”، إلا أن النموذج الذي تعمل عليها حاليا سيكون أكثر قدرة من النموذج الحالي.

ويعتقد المسؤول التنفيذي في الشركة، أن إضافة نموذج لغة مُحسّن سيساعد على العمل نحو هدفها المتمثل في تحويل المساعد الذكي أليكسا إلى “أفضل مساعد شخصي في العالم”، لكنه أقر بأنه سيكون من الصعب القيام بذلك عبر العديد من المجالات.

و”أليكسا” هو مساعد ذكي افتراضي طورته أمازون في 2014، ليتفاعل مع المستخدمين بصوت أُنثى، وهو على استعداد لمساعدتهم في تنفيذ أشياء كثيرة.

واستخدم “أليكسا” لأول مرة في أمازون إيكو وأمازون إيكو دوت، وهي السماعات الذكية التي طورها مختبر الشركة ، وهو قادر على التفاعل الصوتي، وتشغيل الموسيقى، وإعداد قوائم المهام، وإعداد الإنذارات، وبث مقاطع صوتية، وتشغيل الكتب المسموعة، وتوفير الطقس، وحركة المرور، والرياضة، وغيرها من المعلومات في الوقت الحقيقي، مثل الأخبار.

ويمكن لـ”أليكسا” أيضًا التحكم في العديد من الأجهزة الذكية باستخدام نفسها كنظام أتمتة منزلي.