أخبار الآن |  news.sky

من المتعارف عليه أن الشمال الحقيقي للأرض لا يتوافق مع الشمال المغناطيسي لها اذ أن هذا الأخير في حالة تغير دائم، وذلك بسبب الغلاف المغناطيسي المتجول للأرض، أما الشمال الحقيقي فهو النهاية الشمالية القصوى لمحور الأرض.
ولهذا السبب لم يحدث أن تطابق كل من الشمال الحقيقي والشمال المغناطيسي منذ قرون، لكن هذا الحال سيختلف الشهر المقبل، إذ ولأول مرة منذ 360 عاما، سيحدث تطابق واصطفاف للشمالين الحقيقي والمغناطيسي.

وقال عالم المغناطيسية الأرضية في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية سياران بيجان “في وقت ما من شهر سبتمبر (أيلول)، سيتطابق خط اللاانحراف مع خط الطول في غرينتش.. وهذه هي المرة الأولى منذ إنشاء المرصد التي تتزامن وتتوافق فيها أنظمة الإحداثيات الجغرافية مع الجغرافية المغناطيسية في هذا الموقع”.
وأضاف بيجان أن هذه الظاهرة “ستستمر في بريطانيا على مدار 15 إلى 20 عاما، بحلول عام 2040، ثم من المحتمل أن تبدأ بالانحراف شرقي الشمال الحقيقي”.

وهذا التطابق والاصطفاف بالنسبة إلى المستكشفين التقليديين في لندن والمناطق المحيطة بها، يعني أنه لن تكون هناك حاجة إلى إجراء تعديلات على قراءات البوصلة للتمييز بين الشمال الحقيقي والشمال المغناطيسي المتأرجح إلى الشرق دائما.
ويعد هذا الأمر حدث نادر للغاية، فهو لم يحدث من قبل أن يتم بناء مرصد غرينيتش في العام 1676.
عندما تم تحديد “خط الطول الأول” (برايم ميريديان) عام 1884، كان يشير إلى خط وهمي بين القطبين الشمالي والجنوبي، وكان الشمال المغناطيسي آنذاك يميل بحوالي 25 درجة إلى الغرب، وهو واحد من أكبر التناقضات بين الشمالين في مئات السنين.

ومن المعروف أن الزاوية التي تصنعها إبرة البوصلة بين الشمال الحقيقي والشمال المغناطيسي تسمى “الانحراف”، وعلى مدى مئات السنوات القليلة الماضية كان الانحراف في بريطانيا سالبا، مما يعني أن جميع إبر البوصلة كانت تشير إلى الغرب من الشمال الحقيقي.
ويقول الخبراء إن خط الانحراف الصفري، الذي يطلق عليه اسم “خط اللا انحراف”، يتحرك غربا بمعدل حوالي 20 كيلومترا سنويا.
يبقى الإشار ال أن هذا التطابق لن يكون له أي تأثير على حياتنا اليومية.

مصدر الصورة:  Storyblocks

للمزيد:

تراجع حقل الأرض المغناطيسي يهدد بانقلاب قطبيها

“ناسا” تبدأ مهمة جديدة لدراسة طبقات الغلاف الجوى العليا