أخبار الآن | ريف دمشق- سوريا (رواد حيدر)

سجلت عدة إصابات بمرض أنفلونزا الخنازير في سوريا على مدار الشهرين الماضيين، كان آخرها في "يبرود" إحدى مدن القلمون في ريف دمشق.

فقد شهدت يبرود منذ عدة أيام، أول حالة وفاة لمصابة بأنفلونزا الخنازير بالقلمون، وهي الشابة العشرينية "سناء غسان الخطيب"، التي قضت أيامها الأخيرة في المشفى الوطني بيبرود، وتوفيت في السابع عشر من الشهر الجاري، لتقوم المشفى بتسجيل حالة الوفاة على أنها – مريضة باليرقان – وهي واحدة من 5 حالات تم تسجيلها في المدينة.

المتحدث باسم الهيئة العامة لمدينة يبرود "أبو الجود القلموني" ذكر أنه "كان يُظن في بادئ الأمر أن سناء مصابة بأنفلونزا موسمية، إلا أن تطورت معها الحالة وعجز المشفى عن تقديم أية مساعدة"، مشيراً إلى أن الحالة سُجلت على أنها مرض اليرقان، خوفاً من بث الزعر والخوف بين الأهالي.

وأضاف "أبو الجود" بتصريح خاص لأخبار الآن، أنه بالإضافة للحالات المعروفة في يبرود، تم تسجيل عدة حالات مشابهة في مدينتي الرحيبة وجيرود، وثلاث حالات وصلوا يوم أمس إلى مشفى النبك، وهم مصابون من أهالي المدينة.

التشخيص الطبي وطرق الوقاية

أنفلونزا الخنازير له أربعة أنواع وهي "H1N1_ H1N2_ H3N2_ H3N1" إلا أن النوع الأول الذي تم اكتشافه من هذه السلسلة والأكثر انتشاراً هو H1N1، حيث سُجلت أول حالة إصابة به عام 1930 بولاية كنساس في الولايات المتحدة الأمريكية.

الدكتور "منذر بركات" أمين عام الهيئة العامة لمدينة يبرود قال إن أعراض أنفلونزا الخنازير تشبه إلى حد كبير أعراض الموسمية منها، عدا عن زيادة في الإقياء والإسهال والآلام المعوية، مشيراً إلى أن كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة "سكر، قلب، ربو" تظهر الأعراض لديهم أشد وأقوى.

وأضاف الدكتور "منذر" لأخبار الآن، أن النظافة هي السلاح الأول للوقاية من الإصابة بتلك الفيروسات وغيرها، مؤكداً على ضرورة "تجنب الاقتراب من المصاب بالأنفلونزا والامتناع عن مصافحته".

وأردف أن هناك "نوعان من المضادات الحيوية التي من الممكن أن تقاوم الفيروس وهما "أوسلتاميفير (تاميفلو)" و "زنانفير (ريلانزا)" وهذه المضادات غير موجودة في مشفى يبرود ولا حتى في باقي مشافي سوريا، فحياة الناس لا تهم النظام وهو الذي يستهدف المشافي والنقاط الطبية بشكل دوري، ومشفى يبرود أقرب مثال".

ماذا حل بمشفى يبرود؟

غالباً ما كان يستقبل المشفى –قبل الثورة– الحالات الصعبة والمستعصية على باقي المشافي في القلمون؛ واستمر على حاله حتى في ظل الثورة، فكان أهم نقطة طبية تستقبل المصابين، وجرحى القصف المحولين من مشافي المدن المجاورة.

"أبو الجود" قال إن المشفى دمر أجزاء منها نتيجة القصف أثناء معركة يبرود بداية عام 2014، وعند دخول قوات النظام إلى المدينة، قامت بنهبه وتوقف لمدة شهرين، حتى تم افتتاحه من جديد، لكن مع غياب معظم الآلات الطبية ونقص كبير في الأدوية.

ومنذ شهرين، عادت ميليشيا الدفاع الوطني وقامت بسرقة المازوت المخدم للمشفى والمقدم من الأهالي أصلاً، ما أدى لإغلاقه مرة أخرى لمدة 10 أيام.