بعد احتجاج شهد مشاركة العشرات، ألغت السلطات التونسية مراسم محلية في مدينة سيدي بوزيد لإحياء الذكرى العاشرة لإحراق محمد البوعزيزي نفسه.

احتشد المتظاهرون في الموقع الذي أقيم فيه نصب تذكاري لمحمد البوعزيزي، حيث كان من المتوقع أن تقام المراسم، قبل أن يتحركوا في مسيرة تطالب بــ”ثورة جديدة” في البلاد.

ما زالت سيدي بوزيد- مدينة تعاني من أزمة اقتصادية بوسط تونس- تنتظر جني ثمار الثورة التي شهدتها البلاد، بعد عشر سنوات من إحراق بائع الفاكهة والخضر محمد البوعزيزي نفسه، أمام مبنى حكومي احتجاجا على إذلال الشرطة التي استولت على عربة بضاعته.

يواصل أهالي ولاية سيدي بوزيد، بوسط تونس، ترديد الشعارات التي رفعوها خلال انتفاضة 17 كانون الاول/ديسمبر 2010، “شغل، كرامة” معبرين عن غضب شديد وخيبة أمل في الحكومة التونسية التي لم تنجح في تحسين أوضاعهم المعيشية.

في الذكرى الـ10 لـ" الثورة التونسية".. أهالي سيدي بوزيد يطالبون بثورة جديدة

يواصل أهالي ولاية سيدي بوزيد، بوسط تونس، ترديد الشعارات التي رفعوها خلال انتفاضة 17 كانون الاول/ديسمبر 2010، “شغل، كرامة” معبرين عن خيبة أمل في الحكومة التونسية التي لم تنجح في تحسين أوضاعهم المعيشية. AFP

لم تشهد الولاية، مهد “الربيع العربي”، زيارات من قبل مسؤولين في الدولة وكانت الاحتفالات بالذكرى باهتة وحل مكانها احتجاج من قبل شباب على “عشر سنوات لا شي”.
في مثل ذلك اليوم وفي العام 2010 وفي هذه الولاية المهمشة في وسط غرب تونس أضرم بائع الخضار المتجول محمد البوعزيزي النار في جسده إثر خلاف مع الشرطة وأعقبت ذلك احتجاجات اجتماعية واسعة، وضعت حدا لعقود من الحكم الديكتاتوري في تونس.

 

في الذكرى الـ10 لـ" الثورة التونسية".. أهالي سيدي بوزيد يطالبون بثورة جديدة

عبر الأربعيني أحد المحتجين عن غضبه وقال “قررنا عدم انتظار اي شخص من الطبقة السياسية… تعبنا من الانتظار”. AFP

وقال منظم التظاهرة نجيب كوكه “لا شيئ يذكر، مرت عشر سنوات ومنطقتنا فقيرة ومهمشة”.
بينما قال الناطق الرسمي باسم التظاهرات يوسف الجيلالي “هذا الحدث الذي يبين أهمية الثورة بالنسبة لنا، لا يخفي الغضب… تجاه الطبقة السياسية”.

في الذكرى الـ10 لـ" الثورة التونسية".. أهالي سيدي بوزيد يطالبون بثورة جديدة

قال محتجون عبروا عن غضبهم إثر الغاء الرئيس التونسي قيس سعيّد زيارته للمحافظة إنهم سيواصلون “الثورة حتى تتحقق أهدافها”. AFP

أعلنت الرئاسة التونسية ليل الأربعاء-الخميس ان سعيّد لن يستطيع القيام بزيارة الى سيدي بوزيد للاحتفال بالذكرى العاشرة.فقد أعلن الرئيس التونسي في كانون الثاني/ يناير الفائت أنه مستعد “ودون تأخير” لأن يقدم اعتذارات الدولة عن انتهاكات حقوق الانسان التي لحقت بالعديد من الاشخاص خلال فترة حكم الدكتاتورية وتعهد بأن يكون يوم 17 كانون الاول/ديسمبر يوم عطلة وطنية، لكن ذلك لم يتحقق.

في الذكرى الـ10 لـ" الثورة التونسية".. أهالي سيدي بوزيد يطالبون بثورة جديدة

بعد عشر سنوات على الثورة التونسية، تقول عائلات الجرحى والقتلى في الاحتجاجات إنها ما زالت تنتظر العدالة. AFP

تحققت في تونس مطالب الحرية التي رفعها المحتجون في العام 2011 وتم إرساء نظام ديمقراطي ودستور جديد وحرية سياسية وأحرز تقدم ملحوظ في الحريات الفردية.
لكن المطالب الأخرى والأساسية كذلك مثل “الخبز والعمل والكرامة الوطنية” بقيت حبرا على ورق وجملا انتخابية توظف لمآرب سياسية، حسب مراقبين.

مد أحد العاطلين عن العمل منذ عشرين عاما والحاصل على الاستاذية في التاريخ عبد الحميد حمدي (46 عاما) يديه وقد ظهرت ندب عميقة عليهما من اثار العمل في الزراعة والبناء، وقال: “عشر سنوات ولم تتحقق العدالة الاجتماعية بعد، عشر سنوات من الفساد والحرمان”.

وقال الشاب العاطل عن العمل طارق بوزيدي (29 عاما) “مدينتنا منحت الوزراء والمسؤولين في الدولة مناصب ولكنهم في المقابل لم يفعلوا شيئا لتحسين أوضاع الناس”.
وقال البوزيدي ان الاحتفالات لاحياء ذكرى هذا اليوم “فقدت منذ سنوات طعمها”.
وغير بعيد عن الاحتجاجات وسط المدينة واصل الاهالي نسق حياتهم العادي غير مبالين تماما بما يحصل، كل مهتم بتجارته فيما امتلأت المقاهي بروادها.
وقال شاب متجه مع رفاقه للمشاركة في الاحتجاج “سنمرح بإشعال بعض الاطارات وننهي الاحتفال”.

هذا وتواجه تونس وضعا اقتصاديا معقدا وتتعرض لهجمات إرهابية عنيفة.