قصة عداء تاريخي أشعل الصراع الشرس في كلاسيكو إنكلترا
سيكون ملعب أولد ترافورد مساء الأحد مسرحًا للقمة المرتقبة بين الغريمين مانشستر يونايتد وليفربول، ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري الإنكليزي الممتاز.
وتأتي المباراة كحلقة جديدة تضاف لسلسلة طويلة من الصراع والعداء التاريخي بين قطبي إنكلترا، والذي تعود جذوره للقرن التاسع عشر.
وتحمل المباراة مسميات عديدة، من بينها كلاسيكو إنكلترا أو ديربي الشمال الغربي، ولا ترجع أهميتها لصراع الفريقين من أجل السيطرة على الكرة الإنكليزية فحسب، بل أن هناك خلفية تاريخية أشعلت العداوة بين الطرفين قبل كرة القدم.
وبدأ الصراع التاريخي خلال الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت ازدهار كلا المدينتين في شمال غرب إنكلترا. واشتهرت مانشستر بكونها واحدة من أفضل قواعد النسيج في العالم ولديها العديد من المصانع حولها، بينما امتلكت ليفربول ميناء شحن رائع جعلها تتمكن من جلب وإرسال كميات كبيرة من البضائع إلى الخارج.
ومع فرض ميناء ليفربول رسومًا باهظة على استخدامه واحتكاره لعمليات الشحن، قرر أهالي مدينة مانشستر أن يقوموا بشق قناة مائية لترسو فيها السفن التجارية عوضًا عن الذهاب إلى ميناء ليفربول، وتم افتتاح قناة مانشستر الملاحية بالفعل في عام 1894.
وبدأت السفن التجارية ترسو في القناة الملاحية الجديدة في مانشستر، وهو ما تسبب في خسائر اقتصادية فادحة لمدينة ليفربول، لترتفع بها نسبة البطالة والفقر مما أغضب أهالي المدينة وجعلهم يتخذون من مدينة مانشستر وكل من ينتمي لها عدوهم الأول.
ومن هنا بدأ الصراع بين المدينتين على كافة الأصعدة، اقتصاديًا وفنيًا وثقافيًا، واشتعل التنافس بينهما في سباق الأفضلية، وهو ما امتد أيضًا إلى كرة القدم مع بداية المنافسات المحلية في إنكلترا.
فيرغسون كتب فصلًا جديدًا في كلاسيكو إنكلترا
وفي العصر الكروي الحديث، اتخذ الصراع بين مانشستر يونايتد وليفربول منحى آخر، مع قدوم السير أليكس فيرغسون وتوليه القيادة الفنية للشياطين الحمر.
وكان من بين أبرز تصريحات فيرغسون عند وصوله إلى قعة أولد ترافورد أنه سيزيح ليفربول من على عرش كرة القدم الإنكليزية، وهو الوعد الذي قابله أنصار الريدز بموجة سخرية، إذ كان ليفربول يمتلك حينها 16 لقبًا في الدوري الإنكليزي، في مقابل 7 ألقاب للشياطين الحمر.
وبعد رحلة طويلة بدأت في عام 1986، نجح فيرغسون في الوفاء بوعده في عام 2011 عندما اقتنص لمانشستر يونايتد لقب الدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الـ19 ليحطم رقم الريدز التاريخي في المسابقة.
وعند اعتزال السير فيرغسون للتدريب في عام 2013، كان مانشستر يونايتد يمتلك في جعبته 20 لقبًا في الدوري الإنكليزي حقق منها المدرب الإسكتلندي 13 لقبًا، مقابل 18 لقبًا للريدز طوال تاريخهم.
ومع قدوم المدرب الألماني يورغن كلوب، استعاد ليفربول جزءًا من مجده الضائع وعاد لمنصة التتويج المحلية في عام 2020 بعد غياب امتد لـ30 عامًا، وهو التتويج الذي صاحبته احتفالات جنونية في المدينة.
ولم تقتصر إنجازات كلوب مع الريدز على لقب البريميرليغ، بل أنه أعاد ليفربول لمنصة التتويج الأوروبية بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في عام 2019، بالإضافة إلى كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ليتفائل جماهير الفريق بإمكانية استعادة العرش المحلي الذي انتزعه فيرغسون في سنوات شهدت تراجعًا تاريخيًا للريدز على مستوى المنافسة على الألقاب.