أسدٌ في عرينه

كان يفكر ماكس فيرشتابن في هذه اللحظة تحديداً، وكان ينتظر عشاقه هذا السباق.

سباق جائزة هولندا الكبرى، ومن أولى من ابن البلد بإحرازها؟

تفوّق ماكس فيرشتابن الشاب على الغريم الذي كسّر كل الأرقام لويس هاميلتون، ويبدو أن هذا التفوق قد يعيد ريد بول إلى منصة التتويج الذهبية.

الشاب نضج

نلمس نضجاً وصلابة متغيّرة في العقلية بين فيرشتابن الشاب المتهوّر الذي عهدته حلبات الفورمولا 1 وفيرشتابن الشاب الرصين ذي الشخصية المنفردة اليوم.

يريد أن يفوز، يجاذف ويغامر كالعادة، لكن مزيداً من الوعي أصبح حاضراً عند فيرشتابن.

صاحب القلب القوي، الذي يذكّر كثيرين بمايكل شوماخر في اندفاعه وأدائه، نراه اليوم ما عاد “الشاب” الذي يقارع الكبار، بل “الكبير” مع الكبار.

 

عام مفصلي

نجح ماكس فيرشتابن، رغم بعض الصعوبات والحوادث التي تعرّض لها هذا الموسم، في إحراز أكبر عدد من الجوائز الكبرى.

في 13 سباقاً، فاز “الأسد الهولندي” بسبعة منها وصعد منصة التتويج في ثلاث مناسبات أخرى.. وما تبقّى تعرفونه ممّا تعرّض له من مطبّات..

فيرشتابن اليوم يتصدّر الترتيب وتقف بينه وبين الأسطورة هاميلتون 3 نقاط فقط؛ أمّا المفاجأة فيحملها باقي الترتيب، حيث يقع فالتيري بوتاس الثالث على بعد 98 نقطة من المركز الثاني.. ما يعني أن الفوز هذا الموسم محصور باسمين، لا ثالث بينهما.

 

منافسة شرسة

شرسٌ منافس فيرشتابن؛ ليس أي سائق، إنه لويس هاميلتون.

هاميلتون لا ينكسر، لا يستسلم ولا يعرف حدوداً.

عادل أسطورة الفيراري والفورمولا 1 مايكل شوماخر بعدد ألقاب بطولة العالم، وهو اليوم يقف خلف “الأسد الهولندي” بفارق 3 نقاط فقط.

صاحب الـ175 بوديوم وسائق محرّك ميرسيدس الأكثر تطوّراً وقوّة، لن يتنازل عن اللقب بسهولة.

 

 

هذا الشاب جمع محبّين حول العالم، وعشاق من كلّ صوب.. يعد ماكس فيرشتابن بإرجاع منصات التتويج لفريق ريد بول، الذي تُرفع له القبّعة لما عدّل وطوّر في محرّكه وإستراتيجيّته.

اليوم، صاحب الـ52 بوديوم يتوق إلى النصر أكثر من أي وقت مضى، فهل يفعلها فيرشتابن؟