سيف العدل ومصطفى حامد يكثفان العمل على جهاد طروادة

تحاول إيران استغلال حالة التوتر والسخونة التي عمت أرجاء المنطقة لخدمة مخططاتها الخارجية.

أفضل طريق لتقييم مصداقية أي دعوى هو عرضها على الواقع، وهنا يتضح لنا عدم وجود أي علاقة بين الشعار والواقع، لأن السياسة الفعلية للإيرانيين هي نشر الفوضى والدمار في جميع أنحاء العالم الإسلامي تحت لافتات براقة تخاطب المشاعر الدينية والإنسانية.

ومن خلال دمج مدرستي الفوضى المختلفتين المتمثلتين في فكر الخميني وسيد قطب، يمارس سيف العدل، الزعيم الفعلي للقاعدة، وصهره مصطفى حامد التحريض ضد الحكومات العربية ضمن مخطط إيراني لغزو العالم السني من الداخل عن طريق رعاية إيران لتنظيم القاعدة واستخدامه كحصان طروادة لاختراق المجتمعات العربية السنية.

ويمكن قراءة استراتيجية إيران بوضوح من خلال نشرات القيادة العليا للقاعدة، ومقالات مؤرخ التنظيم، مصطفى حامد، وكلاهما يعمل من طهران تحت رعاية وسيطرة أجهزة الأمن الإيرانية.

حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن أفردت المساحة للنقاش في هذه التفاصيل.

من ناحيته، قال الباحث في الشأن الإيراني إسلام المنسي إن “فروع تنظيم القاعدة ليس لديها فكرة عن استخدام إيران لها، ولهم تصوراتهم وسردياتهم التي تتفق مع عقيدتهم”.

وأضاف في حواره مع “ستديو أخبار الآن” أن “الممارسة العملية على أرض الواقع تؤكد أن إيران لديها خطة لتوريط مثل هذه الحركات والجماعات والأفراد الذين لا ينتمون للتنظيمات في عمليات تنأى طهران بنفسها عنها، وأيضاً عن أذرعها المباشرة لدفعها عن المخاطرة بالقيام ببعض العمليات”.

كما أكد أن “أبرز الشواهد هو ما شهدناه في بعض الدول، حيث يتم استخدام أفراد ليسوا من إيران في عمليات يبدو ألا علاقة لها بأهداف التنظيمات التي تنفذها وإنما تخدم المشروع الإيراني”.

ولفت إلى أنه “لا يمكن استيضاح مسألة مقتل قائد داعش خراسان، وأعتقد أن طالبان لديها مصلحة أكيدة في القضاء على داعش لأنه يمثل أكبر تهديد لسلطتها الداخلية وأذية لصورتها الخارجية”.

جهاد طروادة.. إيران تستخدم تنظيم القاعدة وتحرك خيوط قياداته

أوضح أن “طالبان ترى أن هذا التنظيم المخترق ربما يمثل أداة خارجية لاستهدافها”.

وبيـّن على أن “داعش خراسان ما زال بعيداً عن مسألة التلاشي أو الاختفاء، وهو باق ويتمدد داخل أفغانستان ولكن تحت الضربات التي وجهتها له طالبان.

وأردف: “سيف العدل أتاح لإيران اختراق التنظيم من رأسه.. وهو في ضيافة الحرس الثوري الإيراني منذ أكثر من عقدين”.

وشدد على أن “هناك اختلاف بين فروع تنظيم القاعدة حول مدى ارتباطها بتنظيم القاعدة”.

وتابع: “دور مصطفى حامد اليوم تنظيري أكثر منه تنظيمي وهو دور خطير.. مصطفى حامد يقدم السردية والرواية ويلعب على فكرة التصورات من أجل إنشاء المشروع بصفته مؤرخ القاعدة”.

وأشار إلى أن “مصطفى حامد يحاول الإنفاق من الرصيد القديم، لإعادة صياغة الماضي، مثل الحرب السوفييتية في أفغانستان، كما أنه يعيد تعريف تنظيم القاعدة ويضع التحالف مع إيران في إطار مقبول بالنسبة لأبناء التيار الجهادي ، وهو باختصار يقدم أهداف إيران بلغة يقبلها الجهاديون”.

ولفت المنسي إلى أن “تنظيم القاعدة يحاول استغلال الوضع الحالي في أفغانستان لإعادة بناء قدراته”.

وأكمل حديثه: “اتضح أن طالبان لن تفيد القاعدة في إعادة بناء التنظيم”.

من جانبه رأى الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان أن “الجهاديين لديهم رؤية خاصة بهم ترفض التعاون مع الشيعة الإمامية تحديداً لاختلافات عقدية”.

وأضاف: “يقول الأصوليون إن شيعة إيران هم متلبسون بالردة وفقاً لتنظيم القاعدة”.

وأردف: “مسألة التعاون مع إيران هي خطيرة ودقيقة، وسيف العدل حاول التنظير لهذه المسألة نتيجة ضعف التنظيم، وألا خيار آخر لديه من أجل التعاون لإنشاء قواعد عملياتية جديدة لتنظيم القاعدة”.

 

أكمل حديثه: “في الواقع هناك جهاديون يرفضون هذا ومن ضمن أبرز الانتقادات هي لهاني السباعي الشهير لدى الجهاديين، وأبو محمد المقدسي الذين يجدون أن وجود سيف العدل في إيران في هذا يعني أن الحرس الثوري هو المتحكم بالتنظيم وبالتالي سينعكس ذلك على أفرعه”.

ولفت إلى أنه “هناك خلاف حول تولي سيف العدل إمارة تنظيم القاعدة لأن اللائحة الداخلية للتنظيم تنص على أنه من يتولى إمارة التنظيم لا بد أن يكون في خراسان أو أي فرع آخر وليس في إيران”.

وواصل: “حتى الآن لم يعلن تنظيم القاعدة أن سيف العدل هو الأمير، وهذا يعطينا لمحة إضافية عن حجم التعقيدات والخلافات الداخلية بشأن وجود قيادات القاعدة في إيران”.

جهاد طروادة.. إيران تستخدم تنظيم القاعدة وتحرك خيوط قياداته

ورأى سلطان أن “علاقات تنظيم القاعدة بطالبان لم تنته أبداً حتى في ظل وجود القوات الأمريكية هناك”.

وأوضح: “بعض قادة القاعدة ظلوا في أفغانستان في ظل وجود القوات الأمريكية وواصلوا تدريب عناصر طالبان”.

وبيـّن أن “تنظيم القاعدة يستغل التباينات في طالبان ويرتبط بشكل وثيق مع شبكة حقاني ويستفيد من هذه الصلات لإعادة بناء قدراته”.

وأشار إلى أن “تنظيم القاعدة فقد ملاذاته في كل من العراق وسوريا لأسباب مختلفة”.

وأردف: “أفغانستان أصبحت متنفساً جديداً لتنظيم القاعدة حيث يهدف للوصول إلى حالة من القوة لشن هجمات خارجية”.

وشدد على أن “تنظيم القاعدة لم يستطع أن يتحول إلى إطار أوسع من الإطار الذي نشأ فيه”.

من جهته أكد الباحث في شؤون الجماعات الراديكالية محمد بن فيصل أن “التعاون بين القاعدة والحوثيين لم يبدأ بالطيران المسير وإنما أثمر إلى أن امتلك التنظيم طيران مسير بتعاون وتمويل من الحوثيين”.

وأضاف: “تنظيم القاعدة يملك طيراناً مسيراً بخبرات حوثية إيرانية ويستعملها ضد القوات العسكرية في شبوة”.

وأكد أن “تنظيم القاعدة استفاد من الحوثيين بدورات مكثفة في تعليم قيادة الطيران المسير وها هو اليوم يستخدمه ويشتمل على أساليب تستخدمها ميليشيا الحوثي.. الواقع يقول ذلك والمصادر تؤكد هذا الشيء”.

جهاد طروادة.. إيران تستخدم تنظيم القاعدة وتحرك خيوط قياداته

كما لفت إلى أن “إيران استطاعت اختراق تنظيم القاعدة في اليمن وذلك منذ إرسال نجل سيف العدل إلى اليمن والدور الذي قام به في التوغل وتكوين علاقات مقربة جداً ولا سيما مع باطرفي”.

وأوضح أن “العروض دائماً ما يتلقاها تنظيم القاعدة من الحوثيين، وتقرير مجلس الأمن أشار إلى أزمة مالية لتنظيم القاعدة وهو ما يدفعه إلى الاختطاف والنصب وأيضاً قبول عروض من الحوثيين”.

وواصل القول: “اليوم تنظيم القاعدة لديه حجة تعطي الشرعية له من أجل التقارب مع الحوثيين، وهو ما سعى له سيف العدل سابقاً”.

إلى ذلك وعقب مقتل 3 من الجيش الأمريكي وإصابة 35 آخرين، وكالعادة نفت طهران، الإثنين، ضلوعها في الهجوم على القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، وتبرأت بعثها في الأمم المتحدة من الحادث قائلة إن الصراع يدور بين الجيش الأمريكي و”قوات المقاومة” ولا علاقة لإيران به، في إنكار لحقيقة تبعية هذه الميليشيات للحرس الثوري الإيراني.

ولا يشكل هذا الهجوم الجديد مفاجأة، إذ نرى منذ بداية حرب غزة أن إيران تستخدم ميليشياتها في المنطقة لإشعال صراع أوسع نطاقاً، مع التركيز بشكل خاص على مصر والأردن باعتبارهما الهدف الرئيسي لنشر الفوضى والدمار.

ونرى هذه الخطة بتفاصيلها في كتابات مصطفى حامد، صهر زعيم القاعدة، وصاحب موقع “مافا” الإيراني، الذي يشن حربًا دعائية لمساعدة الحرس الثوري في اختراق تنظيم القاعدة واختطاف تيارات العنف والإرهاب وتسخيرها لخدمة المشروع الإيراني.