إيكواس تحاول لململة آثار انسحاب 3 دول منها

أعلنت دول النيجر ومالي وبوركينا فاسو انسحابها بمفعول فوري من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس. ووفق البيان الذي تلي على وسائل الإعلام الرسمية، فإن قادة الدول المذكورة الخاضعة لحكم مجالس عسكرية إثر انقلابات متوالية اتخذوا قرارهم “استجابة لتوقعات وتطلعات شعوبهم”.

يذكر أن البلدان الثلاثة تعاني منذ سنوات ترديا في وضعها الأمني وانتشارا كبيرا للجماعات المسلحة الإرهابية، وتتهم إيكواس بعدم مساعدتها في مواجهة الإرهابيين الذين صعدوا من هجماتهم في المنطقة منذ 2012.

وجاء في البيان الذي تلي على وسائل الإعلام الرسمية أن قادة دول الساحل الثلاث “مع تحملهم كافة مسؤولياتهم أمام التاريخ واستجابة لتوقعات وتطلعات شعوبهم، يقررون بسيادة كاملة الانسحاب الفوري لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا”.

تبعات هذا الانسحاب ومعناه السياسي والاقتصادي كان محوراً للنقاش في حلقة اليوم من برنامج ستديو أخبار الآن.

من ناحيته، قال أستاذ التاريخ السياسي والعلاقات الدولية د. أحمد عبدالدايم: “هناك لغة خطاب سياسي تدغدغ مشاعر الشارع في الدول الثلاث”.

وأضاف: “المفروض أن كل دولة تعتزم الانسحاب من إيكواس أن تقدم طلباً رسمياً للانسحاب ويتم مناقشة هذا الطلب خلال السنة”.

كما لفت إلى أن “ما حدث لدى الدول الثلاث هو اتفاق، وأعلن من خلال التلفزيونات الثلاث في توقيت واحد”.

وأوضح أن “إيكواس في الواقع لم تتلق أي خطاب، وهو ما صدر في بيانها، وهم أعلنوا أنهم سيتفاوضون مع الدول الثلاث، للحفاظ على مستقبل المجموعة”.

إيكواس وتبعات انسحاب 3 دول.. هل ستتجاوز ذلك؟

وأكد أن “قرار الانسحاب يمكن أن يكون وراءه قوى خفية، وهذه الخطوة الكبيرة لموقف الدول الثلاث داخل المجموعة الاقتصادية قد يكون الروس على ارتباط بها”.

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم زين كونجي أن “تعامل إيكواس مع الدول الثلاث التي شهدت انقلابات كان غير إيجابي وبعيد عن المصلحة المنطقة”.

إيكواس وتبعات انسحاب 3 دول.. هل ستتجاوز ذلك؟

وأضاف: “الإجراءات التي اتبعتها إيكواس لم تكن نابعة منها، وهي إملاءات خارجية، وبالتحديد من فرنسا وبالتالي هذه الدول انتفضت ضد التواجد الفرنسي”.

كما أردف: “المستعمرات الإفريقية لفرنسا وصلت لمرحلة من التذمر والوعي خلال وجود فرنسا، والتي تسيء معاملة هذه الدول”.

وبيـّن أن “الأفارقة لا تعنيهم المسميات، وإنما يعنيهم من الحاكم الذي يعي مصلحة الوطن قبل أن يقدم الخدمات للفرنسيين”.

بدوره قال الخبير الاقتصادي علي حمودي: “بالتأكيد سيكون هناك تأثير لانسحاب الدول الثلاث وعليها تحديداً أكثر من باقي دول المجموعة”.

إيكواس وتبعات انسحاب 3 دول.. هل ستتجاوز ذلك؟

وأضاف: “ستواجه الشركات في الدول الثلاث مصاعب في الوصول للأسواق ضمن دول إيكواس وهذا سيؤثر على المعيشة الاقتصادية والعلاقات الاقتصادية”.

وأردف: “بالأرقام هذه الدول المنسحبة مجمل الإنتاج الاقتصادي لها لا يتجاوز الـ 70 مليار دولار وبالمقارنة مع نيجيريا مثلاً، هي دول صغيرة وأرقامها التجارية قليلة”.

وتواجه الدول الثلاث انعداما للأمن وعنفا ترتكبه جماعات إرهابية وأوضاعا اجتماعية متردية، وتوترت علاقاتها مع “إيكواس” منذ أن استولى الجيش على السلطة في مالي عام 2020، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023.

وتحاول “إيكواس” وقف موجة الانقلابات والضغط من أجل عودة المدنيين إلى السلطة في أسرع وقت، وفرضت عقوبات شديدة على مالي والنيجر، وذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء الانقلابين النيجريين، وعلقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها.

طردت الدول الثلاث سابقا سفراء فرنسا وقواتها العسكرية وتقاربت سياسيا وعسكريا مع روسيا، كما شكلت تحالفا ثلاثيا تحت شعار تكريس السيادة والوحدة الأفريقية.

ولفتت السلطات العسكرية الحاكمة في البيان المشترك إلى أن بلدانها شاركت في تأسيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عام 1975.