أبرز محطات الصراع في السودان في العام 2023

منذ أبريل/ نيسان الماضي، انزلق السودان إلى صراع سياسي وعسكري بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان من جهة وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

ومع تواصل المعارك والنزاع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، يخشى خبراء أن يتكرر في السودان “السيناريو الليبي”، في إشارة الى الفوضى التي تعمّ الجار الشمالي الغربي حيث تتنازع حكومتان السلطة، إحداهما في طرابلس معترف بها من الأمم المتحدة والثانية في الشرق يقودها الجنرال خليفة حفتر المدعوم من أطراف إقليمية.

وتشهد أحياء وقرى جنوب ولاية الجزيرة وغرب ولاية سنار، معارك عنيفة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” لليوم الثالث على التوالي؛ إذ تحاول الثانية التقدم إلى ولاية سنار جنوب شرقي البلاد، بعد أيام من سيطرتها على ولاية الجزيرة في الوسط عقب انسحاب الجيش منها.

وتزامن اتساع القتال مع تقارير صدرت عن منظمات حقوقية عن وقوع سلسلة جرائم خطيرة ارتكبتها طرفا الصراع بما في ذلك أعمال  قتل وجرائم الاغتصاب وأعمال سرقة، فيما أفاد بعض الناجين بأنهم شاهدوا تجميع بعض الرجال ثم جرى إطلاق النار عليهم بشكل جماعي، فضلا عن أعمال قتل بالفؤوس والمناجل.

وحول المسؤولية عن هذه الانتهاكات يقول أحمد عبدالله إسماعيل رئيس منظمة شباب من أجل دارفور: ” تتحمل قوات الدعم السريع المسؤولية عن هذه الانتهاكات، والشعب السوداني يفر من مناطق القتال إلى مناطق تواجد هذه الميليشيا”.

وتابع: ” نحن كجهات حكومية ومدنية نوثق هذه الانتهاكات، وفي ولاية الجزيرة وحدها عندما دخلت الدعم السريع فر جميع المواطنين إلى مناطق القوات المسلحة، ولم نسجل حتى اليوم أي شكوى من أي مواطن سوداني حول انتهاكات قام بها الجيش”.

الأزمة مرشحة للتفاقم في 2024

وحذرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرها من أن أزمة السودان من المتوقع أن تستمر في عام 2024. وتوقعت أن الحرب الأهلية المدمرة، التي اتسمت بعدد لا يحصى من الفظائع وتقارير عن جرائم حرب، قد تؤدي إلى انهيار الدولة الهشة بالفعل كما ستفاقم الأزمات الإنسانية المتصاعدة.

ويقدر مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها، وهي مجموعة لرسم خرائط الأزمات مقرها ويسكونسن، أن 12190 شخصا قتلوا، بحسب الصحيفة التي أوضحت أن هذا من المحتمل أن يكون أقل من العدد الحقيقي نظرا لأن العديد من المناطق التي يدور فيها القتال لا يمكن للمراقبين المستقلين الوصول إليها.

سقوط الجزيرة واختفاء حميدتي.. حرب جنرالات السودان تدخل منعطفاً جديداً في 2023

وحول احتمالية عقد لقاء بين البرهان وحميدتي لوضع حد لهذا الصراع يقول العميد الركن متقاعد نجم الدين عبد المحمود محمد مدير مكتب وزير الدفاع السوداني سابقا : لا أعتقد أن هذا اللقاء يمكن أن يحصل لعدة أسباب حيث تقول الأخبار أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو قتل في بداية الحرب، وهذا يفسر عدم ظهوره لعدة شهور رغم الأحداث الكبيرة التي حصلت في السودان”.

وتابع: “الرأي العام وسط الشعب والقوات المسلحة أن هذه الميليشيا لن تقوم لها قائمة بعدما فعلته في البلاد طيلة هذه التسعة أشهر، لذلك لا جدوى من الاتفاق معهم بحيث بتم بقاءهم على الأرض، لهذا اعتقد أن هذه الميليشيا لن تقبل للجلوس إلى التفاوض، حيث أن بند التفاوض الرئيسي هو نزع سلاح هذه الميليشيا وحلّها”.

وفي وقت سابق من ديسمبر الجاري، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المناطق التي مزقتها الحرب قد تواجه “مجاعة كارثية”، بحلول مايو المقبل، ما لم يتم وصول المزيد من المساعدات الغذائية، وفقا للصحيفة.

سقوط الجزيرة واختفاء حميدتي.. حرب جنرالات السودان تدخل منعطفاً جديداً في 2023

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 30 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي السكان، يحتاجون للمساعدة في السودان، وهو مثلي العدد قبل اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل، وفقا لوكالة “رويترز”.

ووفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، يحتاج نحو 18 مليون شخص بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية غذائية، وهو أعلى رقم مسجل لموسم الحصاد الأكثر وفرة في البلاد.