نساء وفتيات في السودان يكافحن للحصول على حبوب منع الحمل والإجهاض

الرصاص أرحم من الاغتصاب عبارة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، كتبتها فتاة سودانية على منصة إكس لخصت من خلالها معاناة النساء في بلد مزقته الحرب المتواصلة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.

https://twitter.com/jenbae96/status/1737044663066837095

وبينما تحاول النساء في السودان البحث عن الخلاص من وصمة عار قد تلاحقهن مدى الحياة، ترتفع الأصوات والنداءات على مواقع التواصل الاجتماعي للتدخل سريعاً وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ماذا يجري في مدن السودان وما سر تزايد الطلب على حبوب منع الحمل؟

وخلال الأيام الماضية تصدّر هاشتاج «انقذوا السودان، واحموا النساء من الاغتصاب» التريند على موقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع إعلان الجيش السوداني انسحاب قواته من مواقعها في مدينة ود مدني، المدينة المكتظة بالنازحين، والتي تمثل مركزا للمساعدات حيث سيطرت عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتقع ود مدني على بعد 170 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعا متفاقما.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان، إن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من الولاية منذ اندلاع الاشتباكات قبل أربعة أيام.

"الرصاص أرحم من الاغتصاب".. نساء سودانيات يكافحن للحصول على حبوب منع الحمل

حنان إدريس، أم لطفلين تبلغ من العمر 22 عامًا، وهي إحدى الناجيات من جرائم الاغتصاب خلال المعارك في دارفور. أرشيف رويترز

"الرصاص أرحم من الاغتصاب".. نساء سودانيات يكافحن للحصول على حبوب منع الحمل

لكن ماسر هذه الحملة ولماذا التخوف إلى هذه الدرجة؟

ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في وقت سابق، أن قوات الدعم السريع، وميليشيات متحالفة معها في السودان اغتصبت عشرات النساء والفتيات في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.

ووفقًا لبيان مشترك أصدرته هيئات الأمم المتحدة، فإنها تلقت تقارير مروعة عن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك الاغتصاب، حيث ذكر البيان أن العنف الجنسي بات يستخدم كتكتيك من أساليب الحرب.

تحذير أممي من "توقف وشيك" لمساعداتها الغذائية في تشاد وسط تدفق لاجئين سودانيين

نساء سودانيات فروا من الصراع في السودان إلى تشاد. (رويترز)

وفي سبتمبر الماضي، كشفت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بالسودان سليمى إسحق، أرقامًا صادمة عن جرائم اغتصاب وقعت في الخرطوم وغرب وجنوب دارفور، بالإضافة إلى حالات استرقاق جنسي لنسوة وفتيات في العاصمة.

ومؤخراً أكدت سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية بيث فان تعرض النساء والفتيات في السودان للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي”.

وأشارت إلى أنه “غالبا ما تكون الناجيات غير قادرات على الوصول إلى أي نوع من الرعاية الطبية أو الدعم النفسي”.

وفي نفس السياق وثقت المنظمات النسائية أكثر من 120 حالة اغتصاب مؤكدة حتى أكتوبر 2023.

فيما كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 4 ملايين امرأة وفتاة يتعرضن لخطر العنف الجنسي في جميع أنحاء السودان.

سوق لبيع النساء في السودان.. الميليشيات توغل في انتهاكاتها

أرشيفية لنساء في السودان. (أ ف ب)

كيف تتعامل النساء مع الوضع الحالي؟

في تقرير للغارديان البريطانية تكافح النساء والفتيات في السودان للحصول على وسائل منع الحمل الطارئة وأدوية الإجهاض، وهن في أمس الحاجة إليها

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي منذ سيطرة قوات الدعم على ود مدني، مشاركات من النساء حول تخوفهن من التعرض للاغتصاب.

"الرصاص أرحم من الاغتصاب".. نساء سودانيات يكافحن للحصول على حبوب منع الحمل

الناجون من العنف الجنسي، الذين فروا من الصراع في الجنينة، غرب دارفور، يسيرون معًا خارج ملاجئ مؤقتة للاجئين في أدري، تشاد، في 1 أغسطس 2023. رويترز

فيما يبحث قطاع كبير منهن عن أماكن لشراء حبوب منع الحمل وحبوب الإجهاض، كما يتداولن طرق التعامل مع الاغتصاب.

ونقلت الغارديان عن ناشطة سودانية قولها : “العديد من النساء يلجأن إلى الأساليب التقليدية مثل الغسول المهبلي بالأعشاب، أعرف امرأة تعرضت للاغتصاب من قبل 3 رجال، وهي لا تعرف ما إذا كانت حاملا أم لا، لم تكن قادرة على الحصول على الدواء المناسب”.

وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، وتركت العاصمة أطلالا، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة، وأتاحت الفرصة لتصاعد موجات القتل بدوافع عرقية في دارفور.