الكونغرس الأمريكي يقيل رئيسه لأول مرة في التاريخ

صوّت أعضاء مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء، بالأغلبية على عزل رئيس المجلس كيفن مكارثي من منصبه، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة.

وتمت الإطاحة بمكارثي، العضو في الحزب الجمهوري، بعد مذكرة طرحها الجناح المتشدد في حزبه تنص على اعتبار “منصب رئيس مجلس النواب شاغرا”.

وجاء عزل عضو الكونغرس مكارثي من زعامة الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، بعد تصويت 216 لصالح حجب الثقة مقابل معارضة 210.

وصوّت المتشددون في الحزب الجمهوري ضد مكارثي بعدما تعاون مع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة، يضمن تمديد التمويل الفيدرالي حتى 17 من نوفمبر/تشرين الثاني، من أجل تجنب أي إغلاق حكومي.

تبعات  عزل ماكرثي على مؤشر أمريكا الائتماني قد تكون سلبية جدا والدعم الأمريكي لأوكرانيا على حافة الهاوية.

لماذا لجأ الجمهوريون للتخلي عن مكارثي؟ هل هي عقوبة بسبب تعاونه مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق الموازنة تجنبا للاغلاق؟ أم لأسباب أخرى وهل وقتها مناسب؟

كانت هذه النقاط محور نقاش حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”

بداية الانهيار

حول هذا الموضوع قال الكاتب والمحلل السياسي البروفيسور كامل حواش ” أولا أذكر أن آخر شيء فعله مكارثي كان العمل على تمرير الميزانية التي أبقت على الحكومة قائمة، بالنسبة للمصاريف التي لديها لغاية شهر 11، وتخيل كيف كان الوضع لو أتى التصويت قبل ذلك”.

ملف دعم أوكرانيا يلقي بظلاله على الخلافات داخل الكونغرس

وأضاف ” مكارثي كان جزء من إرادة هؤلاء الأعضاء الموالين لترمب، وأرادوا أن تكون لهم الكلمة الأخيرة بالنسبة للميزانية وبالذات لموضوع تمويل أوكرانيا الذي بدأ بإحداث شرخ داخل الحزب الجمهوي، وهناك أسابيع قليلة يمكن خلالها للتصويت لرئيس جديد للبرلمان، لكن في يناير أخذ الموضوع 15 جولة، وليس هناك اسم يبدو أن عليه توافق”.

التعاون مع الديمقراطيين

قال الدكتور عاطف عبد الجواد الباحث المختص بالشأن الأمريكي ” هناك أسباب أخرى عديدة، لكن سألخصها كالآتي، أولا منذ البداية لم يكن مكارثي المرشح المفضل لدى زملاءه الجمهوريين من الجناح المتشدد المعرف باسم (ماغا) وثانياً هم يقولون أن الإنفاق الحكومي في ظل حكم بايدن وصل الآن إلى 33 تريليون دولار، وهذا المبلغ أكبر من حجم الاقتصاد الأمريكي برمته”.

ملف دعم أوكرانيا يلقي بظلاله على الخلافات داخل الكونغرس

وأضاف “أرادو تخفيضاً بحجم الانفاق بنسبة 30% وجاء مكارثي وتعاون مع الديمقراطيين وتمت صفقة بين الطرفين، وهذه الصفقة تقول إنه سيتنازل عن مطالب تخفيض الحكومي بنسبة 30% وأنتم تتوقفون عن دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً، وتمت هذه الصفقة بصورة مؤقتة وتم الاتفاق على تمرير ميزانية مؤقتة حتى منتصف الشهر المقبل وسنعود مرة أخرى لهذه الأزمة وإذا اتفق الطرفان ستكون لدينا ميزانية مستديمة لبقية العام وإذا لم يتفق الطرفان سيعود لنقطة البداية”.

استخدم النائب الجمهوري مات غايتس من فلوريدا – وهو حليف لترامب – أداة إجرائية نادرا ما تُستخدم تعرف باسم “اقتراح إخلاء” من أجل الإطاحة بمكارثي.

واتهم غايتس رئيس مجلس النواب بعقد اتفاق سري مع البيت الأبيض لمواصلة تمويل أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وسط مفاوضات لتجنب إغلاق جزئي للحكومة في نهاية الأسبوع، وهو ما ينفيه مكارثي.

وفي اجتماع خاص للمشرعين الجمهوريين، عُقد مساء الثلاثاء بعد الإطاحة برئيس مجلس النواب، أخبر مكارثي زملاءه أنه لا يعتزم الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب مرة أخرى، حتى وإن كان النظام الداخلي لمجلس النواب يسمح له بذلك.