محلل سياسي: الفساد للآسف ينخر في جسد ليبيا بشكلٍ كبير

ربما تستمر تبعات الفيضانات في ليبيا لسنوات، وتحديدًا الصحية، فالجثث التي ابتلعها البحر وأعادتها الأمواج أو التي دفنت تحت الأنقاض على خلفية إعصار دانيال، ربما تكون السبب الرئيسي لانتشار الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا، وإيبولا خلال الفترة القادمة مع عدم وجود إمكانيات لحصر عدد الجثث ودفنها وفق الطرق الصحيحة.

في المقابل، نفت منظمة الصحة العالمية هذا الحديث، مؤكدة أن الأموات لا ينقلون الأمراض إلا في حالات نادرة وعلى العكس الأحياء الناجون هم الأكثر عرضة لنقلها.

فهل ليبيا أمام كارثة صحية حقيقية أم تطمينات الصحة العالمية كافية بتخفيف الذعر الذي يعيشه أهالي درنة؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن“.

أوضاع القطاع الصحي

وحول هذا الموضوع، وفيما يخص الأوضاع الصحية، والقطاع الطبي، قال رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة في ليبيا، إسماعيل الغيضة، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إنه: “مُنذ اليوم الأول لوقوع الكارثة، تواجدت الأطقم الطبية من جميع أنحاء ليبيا في درنة والمناطق المنكوبة في شرق ليبيا من أجل تلبية نداء الواجب”.

بين مساعدات إنسانية وطواقم طبية.. كيف ساند العالم ليبيا بعد كارثة الفيضانات؟

وأشار: “أعداد العناصر الطبية التي جاءت إلى المناطق المدمرة والمنكوبة بفعل إعصار دانيال، فاق أكثر من 650 عُنصرٍ طبي، لدرجة أننا عجزنا إداريًا في البداية، في تنسيق تلك العناصر، حتى تمكنا الآن من توجيهها إلى عملها بشكل أفضل”.

كما لفت الغيضة في معرض حديثه إلى أن: “الدول الصديقة والعربية ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس وأيضًا اليونان، قامت كذلك بإرسال العديد من الأطقم الطبية من أجل مواجهة تداعيات كارثة الفيضانات”.


>

مخاوف من استغلال المساعدات

ومن ناحيتها، قال الكاتب والمحلل السياسي، إسلام الحاجي، خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن“، إن: “ليبيا، ورغم ثروتها الكبيرة وكونها دولة غنية، إلا أن الفساد للآسف ينخر في الجسد الليبي بشكلٍ كبير”.

بين مساعدات إنسانية وطواقم طبية.. كيف ساند العالم ليبيا بعد كارثة الفيضانات؟

وتابع الحاجي في معرض حديثه: “الانقسام السياسي والصراع الذي تشهده ليبيا، ساهم بشكل كبير وبكل تأكيد في مفاقمة تداعيات كارثة الفيضانات التي حلّت بالدولة”، مشيرًا إلى أن: “هناك بعض المناطق لم تصلها المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلا أمس السبت فقط”.

ولفت: “هناك مخاوف من استغلال المساعدات الإنسانية المُقدمة من العديد من الدول إلى ليبيا، لدعمها في مواجهة الأزمة، ومخاوف من نهبها وسوء التنظيم لإيصالها إلى المناطق التي بحاجة إليها”.

>

ومن ناحيته، قال المُهتم بالشأن الليبي، خالد سكران، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن” عبر “زووم”، إن: “المستشفى المركزي في درنة مفتوح منذ اللحظات الأولى، بكل الإمكانيات سواء الموجودة أو تلك التي أُرسلت إلى ليبيا من قبل العديد من الدول”.

وأشار سكران إلى وصول مستشفى ميداني فرنسي وآخر تركي أمس السبت، كما قدمت مصر أيضًا حاملة طائرات كمستشفى ميداني.

بين مساعدات إنسانية وطواقم طبية.. كيف ساند العالم ليبيا بعد كارثة الفيضانات؟

وأضاف: “هناك أيضًا الفرق التابعة للأمم المتحدة، والتي تقدم الدعم الفني والمساعدة، بجانب أبناء الشعب الليبي جميعًان كما أن العناصر الطبية متوفرة بشكل كبير جدًا”.

ولفت سكران إلى أن هناك حملة تطعيمات ستطلق على نطاقٍ واسع، لمن يتعاملون مع الجثث والجثامين من أجل حمايتهم من الإصابة بالأوبئة والأمراض، مضيفًا: “الشركات الخاصة في بنغازي بدأت حملة تعقيم في المستشفيات”.

>

تداعيات إعصار دانيال

ضربت العاصفة دانيال ليل الأحد الإثنين شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وموقعة آلاف القتلى.

وتركت المياه خلفها مشاهد خراب وتبدو أجزاء كبيرة من المدينة من جانبي النهر وكأن زلزالا قويا ضربها، على ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس، متحدثًا عن مبان كاملة جرفتها المياه وأخرى نصف مدمرة وسيارات تحطمت على الجدران.

بين مساعدات إنسانية وطواقم طبية.. كيف ساند العالم ليبيا بعد كارثة الفيضانات؟

أعلام فرنسا والاتحاد الأوروبي بجانب مستشفى ميداني في درنة. (رويترز)

وأعلن وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، مساء السبت تسجيل 3252 قتيلًا، بزيادة 86 قتيلا عن الحصيلة السابقة قبل 24 ساعة.

وأكد مجددا متحدثا للصحافيين في درنة، أن وزارته وحدها مخولة إصدار أعداد القتلى، مشددا على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى لا مصداقية لها.

لكن تقريرا للأمم المتحدة نُشر الأحد أفاد أن حصيلة الضحايا في درنة وحدها ارتفعت إلى 11,300 قتيل.