الشعب السوداني رهينة وسط استمرار الحرب الطاحنة

طرح قائد الدعم السريع في السودان حميدتي مبادرة تتضمن وقف إطلاق النار وتأسيس دولة فيدرالية وتأسيس جيش جديد، لكن سرعان ما رفضها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان من دون تردد.

في وقت تزداد المعارك ضراوة في أكثر من مكان، آخرها الحرب الإعلامية التي رافقت الصواريخ فيما يتعلق بالسيطرة على كتيبة المدرعات على أطراف العاصمة الخرطوم.

وتأتي هذه الأحداث في ظل وضع مأساوي يعيشه السودانيون في ظل نقص حاد بالمواد الغذائية والعلاج والادوية وخروج أغلب مستشفيات العاصمة عن الخدمة.

هذا ما ناقشتهن حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن”

مبادرة حميدتي

من جهته قال المحلل السياسي والأمني إبراهيم مطر إن “من حق حميدتي أن يقدم مبادرته الخاصة، ويطرح رؤيته ولكن توقيتها يؤكد أنه في حالة ضعف وانكسار”.

وأضاف في حواره مع “أخبار الآن” أن الشعب السوداني لم يعد يثق به بسبب أفعاله المتكررة والانتهاكات التي ارتكبها بحقه.

فقر ونزوح.. السودان بين مبادرة حميدتي ورفض البرهان

وأشار إلى أن قيادة حميدتي لهذا التمرد يثبت للشعب السوداني أنه بعيد كل البعد عن الديمقراطية وهو يفضل استخدام البنادق. موضحًا أن “الأطراف السوادنية بالتأكيد لن تقبل هذه المبادرة وحتى المجتمع الدولي لن يقبل بأن يقدم المتمرد مبادرة لصالحه”.

 

 

من ناحيته قال عبدالرحيم أبا يزيد القيادي في تجمع السودانيين في الخارج إن “الحكومات الديكتاتورية لا تتعامل بشفافية مع شعوبها ولا ندري لماذا اختبأ البرهان كل هذه الفترة والآن قرر الخروج”.

وأضاف في حواره مع “أخبار الآن” أن “هناك أزمة في السودان من نقص المواد الغذائية والأدوية والمؤن جميعها نفذت فهناك معاناة يجب تسليط الضوء عليها”.

فقر ونزوح.. السودان بين مبادرة حميدتي ورفض البرهان

وبيّن أن البرهان يحاول أن يظهر بشكل بطولي أو حميدتي الذي يستجدي عطف الناس بأنه أجبر البرهان على الاختباء لمدة نحو أربعة أشهر، لذلك عليهم أن يعملا على وقف الحرب ويتجها إلى السلام.

وأوضح أبايزيد أن الحرب ليست بين بلد وآخر وإنما هي بين فريقين سودانيين

 

تحركات البرهان

وفي سياق منفصل، وصل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الثلاثاء، إلى مطار مدينة العلمين الساحلية في شمال مصر حيث استقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في زيارة هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر.

في السودان، قُتل 39 شخصا، غالبيتهم من المدنيين في قصف في نيالا في ولاية جنوب دارفور، وفق مصدر طبي وشهود.

وأفاد بيان صدر عن المجلس السيادي السوداني أن البرهان “وصل الى مطار العلمين الدولي” وكان في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقال البرهان في تصريحات لقناة “القاهرة” الإخبارية المصرية: “قصدنا (من الزيارة) أن نضع القيادة المصرية في الصورة الصحيحة، وإطلاعها على تطورات الموقف”.

فقر ونزوح.. السودان بين مبادرة حميدتي ورفض البرهان

وأضاف: “نحن حريصون على أن نضع حدا لهذه الحرب ونسعى لإقامة فترة انتقالية يستطيع بعدها الشعب أن يؤسس دولة من خلال انتخابات حرة نزيهة”.

ونفى رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، “كل ما يُروج له بشأن عودة النظام السابق” مؤكدا أنه لا نية لديه للسيطرة على السلطة.

وأشار البرهان إلى استعراض ملف الجالية السودانية الكبيرة في مصر خلال الاجتماع مع السيسي، خصوصا بعد أن انضم إليها عدد كبير من الوافدين منذ اندلاع الحرب.

ودخل مصر منذ بدء الحرب في السودان، بحسب إحصاءات الحكومة المصرية والأمم المتحدة، نحو 290 ألف شخص.