هل تنجح المفاوضات الإيرانية الأمريكية في الحد من برنامج إيران النووي؟

أحاديث كثيرة وتصريحات متضاربة بين النفي والتأكيد عن وصول الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق مبدأي خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فبحسب مسؤولون إيرانيون وغربيون إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إيران لرسم خطوات يمكن أن تؤدي للحد من البرنامج النووي الإيراني، وإطلاق سراح بعض المواطنين الأميركيين المحتجزين وإنهاء تجميد بعض الأصول الإيرانية في الخارج.

وبالعودة إلى يوم الثلاثاء الثالث عشر من يونيو الماضي، ظهرت تقرير تؤكد موافقة الولايات المتحدة، على تحرير 2.7 مليارات يورو من الأموال الإيرانية المجمّدة جراء العقوبات الأمريكية في البنوك العراقية، والقادمة من واردات الغاز والكهرباء الإيرانية.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أكّد عملية النقل، بالقول: “لقد وافقنا على صفقة، تتفق مع المعاملات السابقة التي تمت الموافقة عليها، للسماح لإيران بالوصول إلى الأموال المودَعة في حسابات في العراق للمعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات”.

وهو تأكيد لما تم نفيه سابقاً عن مباحثات أمريكية إيرانية غير مباشرة، بهدف التوصل إلى اتفاق مؤقت. فبحسب موقع أكسيوس، عقد مسؤولون أمريكيون وإيرانيون محادثات غير مباشرة في أيار/ مايو الماضي، في العاصمة العُمانية مسقط، بهدف التهدئة في برنامج إيران النووي وسلوكها المزعزع في المنطقة وتورطها في الحرب الأوكرانية، يمكن البناء عليه لاحقاً كأساس لمحادثات مستقبلية حول اتفاق نووي جديد بين الطرفين.

فإيران بحسب التقارير تريد العودة إلى اتفاق 2015 وتريد تعهدا أمريكيا بعدم الانسحاب منه بعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وفي المقابل تريد أمريكا اتفاقًا جديدًا مؤقتًا تتلافى فيه أخطاء وشروط الاتفاق السابق، وهنا يكمن الخلاف بين الطرفين.

فهل سيقبل الطرفان بتقديم بعض التنازلات من أجل الوصول إلى صيغة جديدة للاتفاق، وهل  ستقبل الدول الأوروبية أن تكون شريكًا فيه، أم سيصبح الاتفاق أمريكي إيراني فقط، وفي حالة الوصول إلى صيغة جديدة بين الطرفين، هل ستلزم الجانب الإسرائيلي بالتهدئة أم لا؟

هذه التساؤلات كانت محور حلقتنا اليوم من برنامجنا “ستوديو أخبار الآن” والذي سألنا فيه

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد يوسف عن هل من الممكن أن تتنازل إيران عن حلمها في الحصول على سلاحها النووي؟

وفي تعليقه عن السؤال أجاب قائلًا: أن الخبراء يرجحون أن تتمكن إيران من تصنيع قنبلتها النووية في غضون 12 يومًا.

بادرة أمريكية لإثبات حسن النية.. هل نشهد تطورا جديدا في برنامج إيران النووي؟

وأتبع: “أن إيران لن تتنازل أبدًا عن هذا الهدف، فهي تسعى للحصول على سلاحها النووي منذ عدة عقود، كما إنها تحملت العقوبات التي فرضت عليها لفترة من الزمن، ودخلت في عديد المفاوضات التي امتدت لما يقارب العقدين، لذلك إيران لن تتنازل عن هذا الحلم”.

هل نشهد تطورا جديدا في برنامج إيران النووي؟

صورة عبر الأقمار الاصطناعية لمنشأة نظنز النووية لتخصيب اليورانيوم. (BBC)

وأكمل حديثه قائلًا: “أن التقارب الإيراني الخليجي هو وسيلة للضغط على الولايات المتحدة، وخاصة التقارب الإيراني السعودي أدى إلى زيادة الضغوط على الولايات المتحدة ما تسبب في إحداث تزلزل كبير جدًا في موقفها، لذلك تسعى أمريكا في الحصول على أرضٍ جديدةٍ في هذا الاتفاق الجديد، كما تسعى إيران إلى مزيد من الضغط للتخلص من العقوبات التي أثقلت ظهرها طوال الفترة الماضية”.

أما فيما يخص الجانب الإسرائيلي من هذا الاتفاق، فسألت “أخبار الآن” ضيفنا الثاني عبد الوهاب بدرخان المحلل السياسي والمختص في الشؤون العربية والدولية، عن أما سيكون هذا الاتفاق ملزمًا لإسرائيل وأنها ستقبل به.

بادرة أمريكية لإثبات حسن النية.. هل نشهد تطورا جديدا في برنامج إيران النووي؟

وفي تعقيبه عن هذا الأمر، قال عبد الوهاب أن “أي اتفاق لن يوقف البرنامج النووي الإيراني لن يكون ملزمًا لها، وأن أي تهديد عسكري لإيران سيكون غير مجديًا لها وذلك لأنه لن يحدث دون الموافقة الأمريكية.

وأتبع: “أن إسرائيل ستبحث عما تستطيع أن تكسبه من هذا الاتفاق”.

وأكمل: “أن إسرائيل تعلم جيدًا أن الولايات المتحدة تعمل على تجميد البرنامج النووي الإيراني حيث هو، وأن الولايات المتحدة تعمل على إبعاد أي خطر يلاحق إسرائيل جراء هذا البرنامج”.

وبسؤاله عن كيف يرى العودة إلى الاتفاق السابق وهل يُمكن أن يكون اتفاق طويل الأمد كما تُريد إيران – أجاب قائلًا: “أن الولايات المتحدة سبق وان صرحت ان هذا غير مقبول تمامًا”.

وفي نفس السياق كان الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد نفى في لقائه الصحفي والذي اقيم في يوم الإثنين 12 من يونيو الماضي، أي تفاوض للتوصل إلى اتفاق مؤقت، عادّاً أن “الأخبار التي أثيرت حول الاتفاق المرحلي هي في الغالب تكهنات إعلامية أو ربما أخبار تفيد بأن بعض الأطراف ذات دوافع سياسية أو تسعى إلى تعطيل عملية التفاوض الحالية”، مشيراً إلى أن محادثات مسقط ليست سرّيةً، وأن الحديث مع واشنطن قائم “من خلال وسطاء” و”تبادل الرسائل مستمر بين الطرفين”.

كما أكد عبد الوهاب بدرخان المحلل السياسي والمختص في الشؤون العربية والدولية لـ”ستوديو اخبار الآن” أن “إيران تسعى للوصول إلى سلاحها النووي على الأقل مؤقتًا لطمأنة دول الجوار، وبالتالي رفع العقوبات عنها ولو كان ذلك تتدريجيًا، مع رفع الحظر عن أموالها المجمدة”.