هل تلجأ روسيا لبيع النفط في الأسواق الموازية؟

بالرغم من الخفض الطوعي لانتاج النفط، والذي يعد أكبر خفض تقرره السعودية منذ سنوات، بالإضافة إلى اتفاق أشمل لتحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا للحد من المعروض في مسعى لدعم أسعار الخام إلا أن الأسعار انخفضت وتخلت عن معظم مكاسبها التي حققتها عقب يومين من القرار.

وعقب الإعلان عن التوصل للاتفاق، شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعا بالأسعار، حيث وصل برميل خام برنت إلى أكثر من 78 دولارا أمريكيا، بزيادة قدرها أكثر من دولارين.

ويأتي انخفاض الأسعار وسط أنباء عن عدم التزام روسيا بالخفض الطوعي الذي أعلنت عنه إضافة إلى بيعها للنفط في الأسواق الآسيوية بخصومات كبيرة.

وناقشت حلقة، الجمعة، من برنامج “ستديو أخبار الآن”، أهمية قرارات “أوبك بلس” وانعكاساتها على السوق الدولي.

مصلحة روسيا

من ناحيته قال نهاد إسماعيل خبير اقتصاديات النفط والطاقة إن روسيا تسبب إرباكا لمنظمة “أوبك بلس” لعدم التزامها، ولكنها مستمرة في المنظمة لمصلحتها الخاصة، كما أن تحالفها نظريًا أو اسميًا مهم جدًا في صراعها مع الغرب وهي تريد أن تكون لها صلة بالمنظمة النفطية.

 

وأضاف إسماعيل في حواره مع “ستديو أخبار الآن” أن روسيا حصلت في أبريل الماضي على ما يصل إلى 15 مليار دولار من بيع النفط بالرغم من العقوبات، وهي الآن تبيع أكثر مما كانت تبيع عام 2019 .

وأشار إلى وجود ثغرات في قوانين أوبك لكن اتخذت في المؤتمر الأخير في فيينا قرارات مهمة جدا منها إزالة التشويهات في نسب التخفيض، وهناك خطوط أساس يبنى عليها نسبة الخفض لكل عضو.

انخفاض الأسعار

قال الدكتور عبدالمنعم السيد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إن سبب عدم ارتفاع أسعار النفط رغم تخفيض الانتاج هو انخفاض الناتج المحلي في أوروبا وهذا يسري على أغلب دول العالم بسبب تباطؤ سلاسل الإمداد.

لماذا انخفضت أسعار النفط بالرغم من قرارات "أوبك+"؟

وأشار في حواره مع “ستديو أخبار الآن” إلى أن وجود ما يسمى نفط الظل بشكل كبير من روسيا وعدد من دول أمريكا اللاتينية ويتم بيعه خارج المنظومة المتعارف عليها وهذا يجعل مستوى الأسعار العالمية منخفض.

وأوضح أن روسيا أعلنت خفضا طوعيا بمقدار 500 ألف برميل يوميا وربما هذا العدد يباع خارج السوق الرسمية. مبينًا أن الطلب على النفط يزادد في شهر سبتمبر.

أوبك+ تقرر خفض الانتاج

اتفق المشاركون في الاجتماع الوزاري الخامس والثلاثين لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” وغير الأعضاء فيها “أوبك+” الذي عقد في فيينا على تعديل مستوى إجمالي إنتاج الخام إلى 40.46 مليون برميل في اليوم بدءًا من الأول من يناير 2024 حتى 31 ديسمبر 2024.

كما اتفق المشاركون في الاجتماع على إعادة تأكيد وتمديد ولاية لجنة الرصد الوزارية المشتركة وأعضائها لإجراء استعراض دقيق لظروف سوق النفط العالمية ومستويات إنتاج النفط ومستوى التوافق.

و أكد المشاركون الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة التامة وتأييد مفهوم التعويض من جانب البلدان التي تنتج أعلى من مستوى الإنتاج المطلوب وفقا إلى مستويات إنتاجها المقررة بالفعل.
وأقر المشاركون عقد الاجتماع الوزاري السادس والثلاثين لأوبك وخارجها الموافق يوم 26 نوفمبر 2023 في فيينا.

وجاء هذا الاتفاق في ضوء الالتزام المستمر للبلدان المشاركة في أوبك وغير الأعضاء فيها في إعلان التعاون لتحقيق وإدامة سوق نفط مستقر وتقديم إرشادات طويلة الأجل للسوق وتماشياً مع النهج الناجح المتمثل في توخي الحذر والاستباقية والذي اعتمدته باستمرار أوبك والبلدان المشاركة من خارجها في إعلان التعاون.