سوريا تحولت إلى مصدر رئيس لمخدر الكبتاغون إلى دول الجوار

في العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة قانون مكافحة الكبتاغون لعام 2022، الذي ربط تجارته بالنظام السوري ووصفه بأنه “تهديد أمني عابر للحدود الوطنية”.

وأثار تهديد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بتنفيذ بلاده عملا عسكريا داخل سوريا لمنع تهريب المخدرات الذي عدّه “تهديدا خطيرا”؛ جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه جاء متزامنا مع قرار عربي بعودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية.

وتعرضت تجارة المخدرات السورية، وهي تجارة ضخمة عابرة للحدود، لضربة قوية، بعد مقتل التاجر البارز مرعي الرمثان، بضربة جوية مع عائلته في منزله بريف السويداء الشرقي.

ووفقا لرويترز والمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الطيران الأردني قد يكون الجهة التي نفذت الضربة.

حلقة اليوم من ستوديو أخبار الآن ناقشت أزمة المخدرات في سوريا وكيف ستؤثر عودتها إلى الجامعة العربية على إدارة الملف، في ضوء الضربة الاردنية واستهداف أكبر مهرب للمخدرات في سوريا، وعمليات ضبط محاولات تهريب شحنات المخدرات إلى الدول العربية، وماذا يتوجب على دمشق فعله لتعزيز الحد من إجازة وتصدير المخدرات.

 

اعتبارات سياسية

وفيما يتعلق باستهداف مرعي الرمثان في سوريا يقول رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات الدكتور موسى داوود الطريفي:” أعتقد أن هذه الضربة جاءت متأخرة لاعتبارات سياسية، فعملية مكافحة تهريب المخدرات في الأردن مرت بعدة مراحل ومنها التعامل الطبيعي لحماية حدود المملكة، لكن تم تغيير قواعد الاشتباك في اللحظة التي تم فيها نقلة نوعية في طرق التهريب فأصبح هناك خطر على مرتبات الجيش في المناطق الشمالية، حيث سقط شهداء في تلك المنطقة”.

وأضاف: “خطر المخدرات وتحديداً الكبتاغون من قبل الميليشيات المسيطرة على الجنوب السوري ليس فقط على الأردن وما يلي الأردن، حيث يتم تهديب المخدرات لتمر لدول الجوار أيضاً”.

ويكمل: “الأردن يقوم بجهد كبير بالنيابة عن جيرانه من الدول الشقيقة لمكافحة تهريب المخدرات”

"الكبتاغون".. هل عودة دمشق إلى الجامعة العربية تضع حداً لإتجار النظام بالمخدرات؟

 

ويكمل الطريفي بالقول: “من المنظور القومي هناك فوائد عدة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن في موضوع المخدرات  إذا كان هناك رغبة حقيقية وإرادة سورية سيادة في هذا الموضوع يجب على النظام السوري أن يفي بالتزاماته بحماية حدوده مع الأردن ودول الجوار”.

وتابع: “وجود النظام السوري ضمن منظومة الجامعة العربية سيسهم في زيادة رغبته بتحمل مسؤولياته تجاه جيرانه وضبط حدوده، ووقف مصانع إنتاج الكبتاغون وتهريبها، لكن المشكلة إذا كان لا يستطيع ضبط كامل الحدود”.

مكافحة تهريب المخدرات

من جهته، يرى أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبد الله العساف حول إمكانية استهداف تجار المخدرات في سوريا أن: ” السعودية لايمكن أن تلجأ إلى مثل هذا الإجراء، لكن لديها الكثير من المتعاونين معها في كل مكان وأجهزتها الخاصة، فضلاً عن تكثيف عمليات الرقابة والتفتيش والمتابعة وعقد الشراكات الاستراتيجية الأمنية مع عدد من الدول”.

ويكمل: “مهربو المخدرات لايستهدفون بلدنا فقط عن طريق سوريا مروراً بالأردن، هناك ما يصلنا من أفريقيا، وحمولات تأتي من دول أوروبية، لكن اليوم السعودية لديها الكثير من الأجهزة التقنية والبشرية التي تساعدها في حماية المملكة والدول، وهناك معاهدات مع عدة دول منها العراق لمكافحة تهريب المخدرات”.

"الكبتاغون".. هل عودة دمشق إلى الجامعة العربية تضع حداً لإتجار النظام بالمخدرات؟

وتُعد حبوب الكبتاغون اليوم أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وفق تقديرات مبنية على إحصاءات جمعتها وكالة فرانس برس، وتوثق الحبوب المصادرة خلال العامين الماضيين.

وباتت سوريا مركزاً أساسياً لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول إفريقية وأوروبية.