مواقع التواصل الاجتماعي باتت مصدراً للمحتوى المسيء بغرض الربح

حالةُ كبيرة من الغضبِ على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أثارتها البلوغر التي تدعى “أم زياد“، بعدما زعمت إقامة نجلها علاقة مع شقيقته وظهرت في الفيديو مع أبنائها مُستشهدة بهم.

وهو ما نتج عنه جدل كبير حول استغلال الأطفال في تحقيقِ الأرباح عبر الانترنت، مما استدعى تدخل السلطات المصرية، وأمرت النيابة العامة بسرعةٍ ضبط اليوتيوبر المذكورة، صاحبة قناة “أم زياد وهبه”.

وتلقت النيابة العامة بلاغا من المجلس القومي للطفولة والأمومة جاء فيه أنها تُثيرُ شبهةَ جريمةِ هتكِ العِرضِ والِاتجارِ بالبشرِ باستغلالِ الأطفالِ لجذبِ المشاهدينَ، وتحقيقِ الربحِ من رفعِ نسَبِ المشاهدةِ مما يعرضُهُم للخطرِ، وقد طالبَ المجلسُ في كتابِهِ باتخاذِ الإجراءاتِ القانونيةِ قِبَلَ المتهمةِ.

وبعد هذه الواقعة ومع ارتفاع موجةِ الفيديوهات المُسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي بغرضِ الربح يدفعنا للسؤال عن كيفية استغلال هذه المواقع التي أصبحت سلاحاً ذو حدين فهناك من يستخدم هذه المواقع بشكل إيجابي وفعال وأدرك قوتها، والبعض الأخر يُـسيء استغلالها ويستخدمها للوصول إلى زيادةِ عدد المشاهدات والتربح .

وقالت السيدة في المقطع المتداول إنها شاهدت محادثة بين ابنها وآخر عبر هاتفه المحمول تتضمن “رغبته في إقامة علاقة جنسية معها، وتستنطق صغيرين من أشقائهما على رؤيتهما الواقعة”، وفقا لبيان لـ”النيابة العامة“.

وحول هذا الموضوع يقول الدكتور محمد حجازي  استشاري تشريعات التحول الرقمي والابتكار والملكية الفردية، ورئيس لجنة التشريعات والقوانين السابق بوزارة الاتصالات المصرية: “استغلال الأطفال بكل أشكاله مجرم في القانون المصري، لكن القضية الأكبر هي الوعي”.

وتايع : “العديد من الأسر لا تدرك أنها عندما تقوم بتصوير أطفالها في بعض الوضعيات بغاية المشاهدات والربح ونشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض نفسها للمساءلة القانونية، من خلال قانون حماية الطفل وأيضاً قد تصل إلى قانون الاتجار بالبشر والعقوبة قد تصل إلى 25 سنة سجن”.

ارتفاع موجة الفيديوهات المسيئة على مواقع التواصل للربح.. هل من قانون يتصدى لها؟

ويضيف: “يجب التفريق بين أمرين هناك محتوى مخالف للقانون وهناك محتوى مخالف للأعراف والتقاليد، والفيديو الذي تم نشره يعتبر جريمة في قانون العقوبات المصري لأنه يحتوي على نوع من التحريض على الرذيلة بالإضافة إلى الإساءة للأطفال”.

من جهته، يقول الدكتور حسين الخزاعي الأكاديمي والخبير في علم الاجتماع: ” الخطورة تمكن أن هذا الضرر لن يشمل فقط أسرة هذه السيدة بل كافة المتابعين لها، وللأسف من يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي وينشرون مثل هذه المقاطع غير واعين للأخطار النفسية لها”.

ارتفاع موجة الفيديوهات المسيئة على مواقع التواصل للربح.. هل من قانون يتصدى لها؟

 

ويضيف: “عندما يتحول الهدف إلى مادي من خلال محاولة كسب المشاهدات، والتنافس غير الشريف بين اليوتيوبر في الوطن العربي على حساب المصلحة العامة، هناك ضرورة لوجود تشريعات شديدة وصارمة لمواجهة مثل هذه السلوكيات السلبية”.