لأسباب أمنية.. كندا تعلن إعادة 4 نساء و10 أطفال من مخيم الهول

لايزال مخيم الهول، أحد أخطر المخيمات في العالم إذ يبعث بتهديدات حقيقية، ويشكل مخاطر أمنية وسياسية، فضلاً عن معضلات إنسانية وقانونية متفاوتة.

وبعد تنصل دول كثيرة عربية وغربية من مسؤولياتها باسترداد رعاياها لأسباب تتعلق بالقوانين والأنظمة تارة، ولأسباب أمنية تارة أخرى، أعلنت الحكومة الكندية إعادة أربع نساء و10 أطفال إلى البلاد، ما يمثل انفراجة قد تدفع دولاً أخرى إلى تغيير موقفها وإنقاذ الأطفال على الأقل من بيئة التطرف والعنف.

فالتوترات الأمنية داخل المخيم تتفاقم حيث ترتكب داخله جرائم اغتصاب الأطفال والنساء والقتل والذبح وقطع الرؤوس، ما يضع المجتمع الدولي بحسب مراقبين أمام مسؤولية كبيرة لحماية الأطفال وربما استعادتهم بدون أهاليهم.

فالهول ليس مجرد مخيم إيواء بل هو هاجس لحكومات المنطقة ودولها، على المستويين الأمني والسياسي، خاصة مع تنامي هجمات خلايا تنظيم داعش الإرهابي، التي يتم تنفيذها بين الحين والآخر، بهدف تحرير العناصر الإرهابية في الداخل، فما هي الاستراتيجية الأنسب لإنهاء ملف الهول؟ وماهو مستقبل ساكنيه؟.. هذا ما ناقشناه في حلقة “ستديو أخبار الآن”.

الاستراتيجية الأفضل لحل مُخيم الهول

وفي هذا الإطار، قال د. مخلد حازم، الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية خلال استضافته في برنامج “ستديو أخبار الآن” عبر تقنية “السكايب”، إن: “دول الغرب يجب أن تصل إلى نتيجة مفاداها أن يتم إعادة هؤلاء المعتقلين داخل مخيم الهول إلى بلدانهم”.

ولفت: “الدول تتخوف من إعادة مواطنيها مُجددًا خشية أن يتم محاكمة هؤلاء بصورة شكلية ومن ثم إطلاق سراحهم وبالتالي يؤثرون على المجتمع وقد يزرعون أفكارًا متطرفة وإرهابية وسط مجتمعاتهم وهو ما تتخوف منه الدول والحكومات ممن لديها مواطنين داخل هذا المُخيم”.

بعد تصاعد المخاطر الأمنية بسبب داعش.. ما الاستراتيجية الأنسب لإنهاء ملف مخيم الهول؟

وفيما يتعلق بالاستراتيجية الأنسب، قال د. حازم: “يجب إعادة هؤلاء وإخضاعهم لدوراتٍ تدريبية عالية المستوى وأن يتم إنهاء ملف مُخيم الهول، خاصة وأن هذا المُخيم يُشكل بالنسبة لداعش نواة لدويلة التنظيم الإرهابي بجيلٍ جديد، كما أنه يعطي شحنة معنوية لقيادات التنظيم بالخط الثاني والثالث خارج حدود المُخيم”.

وأضاف الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية: “لابد من وضع رؤية حقيقية من قبل المجتمع الدولي والمنظمات على أن يتم ترحيل هؤلاء ولو بإجبار هذه الدول على اتخاذ تلك الخطوة، خاصة وأن المُخيم مسؤول من الأمم المُتحدة”.

الرأي رأيكم

وحول هذا الموضوع، أجّرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “هل توافق على استعادة الدول لمواطنيها الموجودين في مخيمات الاعتقال بعد انضمامهم لداعش؟.. خصوصاً بعد إعلان كندا عن نيتها لاستعادة 14 مواطن كندي من مخيمات الاعتقال التابعة لتنظيم داعش في سوريا، وجاءت الإجابات على النحو التالي:

  • نعم: 27%
  • لا: 73%

بعد تصاعد المخاطر الأمنية بسبب داعش.. ما الاستراتيجية الأنسب لإنهاء ملف مخيم الهول؟

وعن هذه النتيجة، علّق د. حازم قائلًا: “واقع الحال يقول إن هؤلاء ينتمون إلى دولة وبالتالي إرجاعهم إلى دولهم هو الأفضل كون بقائهم في الخارج يُمكن أن يخلق أزمة وعداء تجاه هذه الدولة”.

وأضاف: “أث عن هذه الأزمة، خاصة وأن هؤلاء الذي يسكنون تلك المخيمات لديهم أهل وأقارب”.

ولفت: “كندا أعادت طفلة يتيمة الأب والأم من فترة من خلال دعوة أقيمت في كندا من خلال أحد أقاربها”.

أوضاع الأطفال

من ناحيته، قال الصحافي والمُحلل السياسي بهاء خليل، خلال استضافته عبر “الزووم” في برنامج “ستديو أخبار الآن”، إنه يُمكن إعادة واستعادة الأطفال في البداية بمفردهم قبل أن يتم إلحاق أسّرهم وعائلاتهم بهم بعد إعادة تأهيليهم.

وأضاف: “هؤلاء الأطفال في خطرٍ حقيقي كونهم قد يكتسبوا الأفكار المتطرفة ولذلك يُمكن إنقاذهم عبر استعادتهم وفي المُستقبل يتم تحديد مصير أهاليهم”.

بعد تصاعد المخاطر الأمنية بسبب داعش.. ما الاستراتيجية الأنسب لإنهاء ملف مخيم الهول؟

وشدد: “وجود هؤلاء الأطفال يُمثل كارثة في المستقبل فربما يكونوا مقاتلين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي، وسيكون المجتمع الدولي هو المسؤول الأول على بناء جيل من الإرهابيين، لتركهم في ظروف تهيئهم لأن يصبحوا أصحاب فكر متطرف”.