ما علاقة إيران بانهيار الدينار العراقي أمام الدولار؟

لا تبدو أزمة ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي في طريقها إلى الانحسار قريباً، العملة المحلية تواصل انخفاضها القياسي، إثر ضغوط البنك الفيدرالي الأمريكي وعدم اتخاذ الحكومة العراقية إجراءات حقيقية إزاءها، وهو الأمر الذي ينذر مخاطر كبيرة تصيب اقتصاد البلاد، فأزمة الدينار لا تنحصر في سياق الآثار الاقتصادية خصوصاً أن جذورها تتعلق بعمليات فساد كبرى وتهريب أموال إلى إيران وحلفائها في المنطقة، وهو السبب الرئيس الذي دفع واشنطن للتحرك، وتسببت القيود التي فرضها البنك الفيدرالي الأمريكي في ملف الدولار، والبدء بإدخال التحول المالي العراقي ضمن نظام سويفت، بسلسلة من الأزمات أدت إلى انكماش السوق العراقية وتراجع القدرة الشرائية لأغلب العراقيين خلال الأسابيع الماضية.

هذا الموضوع طُرح على طاولة النقاش في حلقة الجمعة من برنامج ستديو الآن.

في هذا السياق قال نائب رئيس مؤسسة رؤى للدراسات والبحوث الاستراتيجية والمستقبلية الدكتور رعد العزاوي: “استطاعت إيران تنظيم شبكة عنكبوتية للهيمنة على قوى سياسية واقتصادية”.

وتابع: “الولايات المتحدة تريد تقويض إرادة إيران من خلال تطبيق الإجراءات العقابية إليها”.

وأردف: “إيران وجدت العراق وسيلة لإنعاش اقتصادها”.

أزمة الدينار العراقي مقابل الدولار .. عجز حكومي يهدد معيشة المواطنين

وأضاف أن “واشنطن ستحد من تهريب العملة لإيران”.

وتابع: “الحل لا يتعلق بقدرة الحكومة العراقية ولكن الكرة الآن في ملعب الشعب العراقي وعليه تنظيف العراق من الهيمنة الإيرانية”.

بدوره، قال الخبير والباحث الاقتصادي الدكتور أحمد صدام: “لا أعتقد أن السلطة النقدية بالعراق ستوزع الرواتب بالدولار لأنها ستواجه انتقادات”.

أزمة الدينار العراقي مقابل الدولار .. عجز حكومي يهدد معيشة المواطنين

وتابع: “من الممكن أن يشكل توزيع الرواتب بالدولار هدر مالي كبير للعملة الصعبة”.

وأشار إلى أنه “لو طبق توزيع الرواتب بالدولار من الممكن أن يخفض من مستوى سعر صرف الدولار”.

ورأى أنه “يفترض أن يكون هناك إجراءات تساند البنك المركزي”.

وأضاف: “يجب أن تكون هناك قرارات من شأنها أن تجر مكاتب الصرافة لأن تتواءم مع أداء السياسة النقدية في العراق من خلال تحديد سقف محدد”.

تظاهر الآلاف بالقرب من مقر البنك المركزي في بغداد الأربعاء للاحتجاج على هبوط قيمة الدينار العراقي مؤخرًا أمام الدولار، والذي استتبع ارتفاعًا في أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة.

وهتف المتظاهرون، الذين اكتظ بهم شارع الرشيد وساحة الرصافي في محيط البنك المركزي العراقي، بشعارات تطالب إدارة البنك المركزي العراقي بالعمل على ضبط سعر صرف الدولار عند مستويات لا تنعكس سلباً على أسعار السلع الغذائية، التي سجلت ارتفاعاً كبيراً خلال الأشهر الماضية.