إيران.. الانتفاضة الشعبية متواصلة وتحرك دولي لوقف حملة الإعدامات بحق المحتجين

يتواصل الغضب الغربي تجاه النظام الإيراني وحملة الإعدامات التي ينفذها لقمع الانتفاضة الشعبية المتواصلة في البلاد منذ مقل الشابة مهسا أميني.

واستدعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والإتحاد الأوروبي سفراء النظام الإيراني لديها، في أعقاب الموجة الأخيرة من عمليات الإعدام على خلفية الاحتجاجات في البلاد

صرّحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها القبرصي يوانيس كاسوليدس، الاثنين في برلين: “إن القمع والقمع والإرهاب الوحشي لشعب إيران وعمليات الإعدام الأخيرة لن تبقى بدون عواقب”.

وقال بربوك إن الاتحاد الأوروبي يعتزم استهداف أفراد من النظام الإيراني بشكل أفضل من أجل “الضغط على نظام يرهب شعبه”.

ضغط دبلوماسي وشعبي.. العالم ينتفض في وجه إعدامات خامنئي

 

كما استدعى الاتحاد الأوروبي السفير الإيراني لدى الاتحاد الأوروبي، حسين دهقاني، بشأن إعدام محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، اللذين شاركا في احتجاجات مناهضة للنظام العام الماضي في إيران.

استدعى وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفري، القائم بالأعمال الإيراني في المملكة المتحدة، قائلاً في بيان إن عمليات الإعدام الأخيرة في إيران “مقيتة”، ودعا السلطات في طهران إلى إنهاء استخدام عقوبة الإعدام.

كما استدعت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في فرنسا، لإدانة عمليات القتل و “القمع” الأخيرة في إيران.

وحول هذا الموضوع يقول عمار تسايي الكاتب والباحث في الشأن الإيراني: ” الأدلة التي يسوقها النظام لإعدام هؤلاء الشباب هي أدلة ملفقة، والمحامون اللذين يتم اختيارهم ليسوا من اختيالر ذوي المعتقلين وإنما يتم فرضهم من قبل الحكومة، وقبل ذلك أعلنت السلطة القضائية الإيرانية أنها تسمح فقط بتوكيل المحامين الذين تؤيدهم، لكنها تراجعت في قرارها ولم تسمح لهم باختيار المحامي.

أحكام الإعدام التي تم تنفيذها تخالف أيضاً القانون الإيراني ولاتتوفر فيها الشروط اللازمة، وخلال تنفيذ حكمي الإعدام الأخيرين لم يسمح للشابين بلقاء ذويهم، كما لم يسمح بالمدة القانونية الواجب انقضائها بعد صدور حكم الإعدام من أجل مراجعته، وهناك إشكالات كثيرة منها شرعية ومنها قانونية.

ويكمل: ” أعتقد أن النظام الإيراني ماضٍ في استخدام عقوبة الإعدام للترهيب وبث الرعب والهلع في نفوس المتظاهرين”.

ضغط دبلوماسي وشعبي.. العالم ينتفض في وجه إعدامات خامنئي

وحول العقوبات الأوروبية المنتظرة على إيران مع مواصلة قمع الانتفاضة الشعبية وتنفيذ أحكام الإعدام ترى الكاتبة والباحثة في الشأن الإيراني سمية عسلة أن التهديدات الأوروبية تجاه إيران هي واحدة على مدار السنوات الماضية ولم تتغير.

وتقول: التهديدات بفرض عقوبات على النظام الإيرانية روتين لم يتم تغيره، لكن على أرض الواقع لانرى تفعيلاً لهذه العقوبات، كما أن التهديد بالانسحاب من مفاوضات فيينا النووية بقي مجرد تهديد ولم نرى ضغطاً أوروبياً واضحاً وفاعلاً تجاه النظام الإيراني.

ضغط دبلوماسي وشعبي.. العالم ينتفض في وجه إعدامات خامنئي

وتتابع:” الاتحاد الأوروبي يقف عاجز أمام النظام الإيراني لأن طهران تمتلك أكثر من ورقة للضغط على بروكسل مثل الخلايا الإرهابية والنائمة التي تم زرعها من قبل إيران داخل المجتمع الأوروبي، ووصلت إلى درجة أن هناك دبلوماسيين إيرانيين كانوا متهمين بقضايا تخابر وإرهاب داخل أوروبا، ولدينا أيضاً مسألة أن الجانب الأوروبي لم يف بالتزاماته المالية للنظام الإيران، إضافة إلى ورقة حروب الممرات المائية واستخدام النظام الإيراني لميليشيات الحوثي من أجل تهديد طرق الملاحة الدولية”.

 

ولم تهدأ شوارع ايران بعد سلسلة الإعدامات التي كان آخرها إعدام شابين يوم السبت وهما محمد مهدي كرامي ومحمد حسيني.

ويتجمع المتظاهرون خارج سجن رجائي شهر غرب طهران في محاولة لمنع إعدام وشيك لشابين أدينا بدهس ضابط شرطة في سيارة خلال احتجاجات في نوفمبر والدة أحدهما وهو محمد غوبادلو البالغ من العمر 22 عاما ظهرت خارج السجن مؤكدة ثبوت عدم تواجد ابنها في مكان الحادث عندما توفي ضابط الشرطة فيما أكد محامون أن الإجراءات القانونية الواجبة غير مسموح بها مما يحول عمليات الإعدام إلى جريمة قتل علنية.

كما أكد المحامون أن غوبادلو وزميله السجين محمد بروغاني نقلا إلى الحبس الانفرادي والذي غالبًا ما يكون خطوة أولية قبل الإعدام مشددين على انهما يحتاجان لإعادة المحاكمة في المحكمة العليا

كذلك تسبب ارتفاع عدد اللذين تم إعدامهم منذ بدء الانتفاضة الشعبية بموجة احتجاجات للإيرانيين في جميع أنحاء العالم لحث المجتمع الدولي على وقف تلك الإعدامات

ونظم الإيرانيون مظاهرات متزامنة في أكثر من 12 مدينة في أوروبا وأمريكا وأستراليا، وأعربوا عن غضبهم من إعدام الشابين هاتفين بالموت لخامنئي.