هل تنجح عملية الجزيرة في إنهاء تواجد داعش في شمال شرقي سوريا؟

تصاعدت حدة التوترات في شمال شرقي سوريا خلال الساعات الماضية وخاصة بعد تنفيذ تنظيم داعش الإرهابي عملية عسكرية ضد مقاتلين أكراد.

وعقب هذه العملية ما كان من قوات سوريا الديمقراطية إلا أن أعلنت عن شن عملية عسكرية موسعة سعياً للقصاء على أوصال التنظيم الإرهابي.

ولم يمر من عام 2022 مرور الكرام على تنظيم داعش الإرهابي حيث فقد اثنين من زعماءه في ضربات متلاحقة، الأمر الذي أحدث هزة في الهيكلة التنظيمية وأفقده مصداقيته أمام أتباعه بعد أن تعمد مراراً إخفاء خسائره والكشف عنها، ما انعكس معنوياً على مقاتليه وأنصاره.

ومع تعيينه لخليفة خفي جديد يحاول داعش إثبات أنه لايزال على قيد الحياة من خلال هجمات متفرقة يشنها ضد القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب محاولاتها إحياء فروعه النائية في شرق آسيا وأفريقيا، آخر الهجمات للتنظيم شهدتها مدينة الرقة المعقل الرئيسي السابق له في سوريا.

ويبدو من خلال طبيعة الهجوم أن التنظيم يحاول التركيز على تحرير معتقليه في سجون قوات سوريا الديمقراطية، تماما كما حاول سابقاً عندما هاجم سجن غويران في الحسكة، وبعد هجوم الرقة أعلنت قوات سوريا الديمقراطية إطلاق عملية عسكرية ضد خلايا داعش في الجزيرة السورية، فهل لايزال التنظيم يشكل خطراً حقيقياً في المناطق التي تنشط فيها خلاياه؟، وهل لايزال يمتلك القدرة على شن هجمات كبيرة؟، وما هي نقاط الضعف التي يستغلها داعش لمواصلة تهديداته شرق سوريا؟.

وفي هذا السياق قال حسين عمر الكاتب والمحلل السياسي “هدف داعش من هجماته في الرقة هو إظهار قوات روسيا الديمقراطية ضعيفة ولا تقدر على حماية المنطقة”.

بعد خسارة كبار قادته.. داعش يحاول إثبات وجوده شمال شرق سوريا

وأضاف فلول داعش هربت إلى المناطق التي تحتلها تركيا، حيث تدربت هناك من جديد وانضمت إلى المجموعات الإرهابية المرتزقة الموجودة في المنطقة التابعة لتركيا”.

وأوضح حسين في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “لابد من وجود تحالف دولي لإنهاء ملف مخيم الهول”.

وفي ذات السياق قال زانا عمر الكاتب والصحفي المختص بشؤون الجماعات الإرهابية “يجب تجفيف منابع تمويل التنظيم الإرهابي”.

وأضاف “لابد من تكثيف الجهد العسكري ضد خلايا تنظيم داعش”.

بعد خسارة كبار قادته.. داعش يحاول إثبات وجوده شمال شرق سوريا

كما أوضح زانا في تصريحاته لبرنامج ستديو الآن “التنظيم يستغل المناطق البرية شرق سوريا وله خلايا نائمة داخل المدن”.

تأتي عملية قوات سوريا الديمقراطية ضدّ عناصر داعش بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وذلك بعد ثلاثة أيام من هجوم أودى بحياة مقاتلين أكراد في شمال سوريا.

وأطلقت “صاعقة الجزيرة” فجر الخميس “بمشاركة قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا وقوات التحالف الدولي”، بحسب ما جاء في بيان على الموقع الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية.

والهدف منها هو “القضاء على خلايا داعش الإرهابية وتطهير المناطق التي تتواجد فيها البؤر الإرهابية”، وفق المصدر عينه.

ولم يؤكّد التحالف الدولي في الحال مشاركته في العملية.

ومن المسوّغات المقدّمة لشن “صاعقة الجزيرة”، الهجوم الأخير المنفذ على سجن فيه عناصر من داعش “في مدينة الرقة ومركز لقوى الأمن الداخلي المكلفة بحماية المنطقة، وكذلك ثماني محاولات للهجوم على مخيم الهول ومناطق في دير الزور والحسكة” (شمال شرق سوريا).

ويُعد هجوم الرقة الأخير الأكبر ضد سجن منذ الهجوم الذي شنه العشرات من مقاتلي التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة في يناير 2022، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين.

وطال هجوم الرقة مربعا أمنيا يضم مراكز أمنية وعسكرية عدة، فضلا عن سجن للاستخبارات التابعة لقوات سوريا الديموقراطية التي يعدّ الأكراد عمودها الفقري.