انتخابات لبنان.. ما هو مستقبل الطائفة السنية؟

  • المرحلة الثانية كانت مخصّصة للمغتربين اللبنانيّين في 48 دولة
  • علي حمادة: هناك “وعي جديد وجد طريقه إلى عقول اللبنانيين”

اتجهت الأنظار إلى المرحلة الثانية من انتخابات لبنان النيابية، الأحد، في 48 دولة، على أن تليها المرحلة الثالثة في 12 من مايو الجاري باقتراع الموظّفين، وصولاً إلى محطة الفصل والحسْم، في 15 من الشهر نفسه، على مستوى الدوائر الــ 15 في لبنان.

وكانت المرحلة الثانية الأخيرة من انتخابات لبنان، مخصّصة للمغتربين اللبنانيّين في 48 دولة، تعتمد الأحد إجازة أسبوعيّة، وكانت بمثابة “تجربة” إضافيّة لاقتراع الداخل في 15 من مايو الجاري.

وناقشت حلقة اليوم من “ستديو الآن”، والتي قدمها سيف الدين ونوس، كواليس انتخابات لبنان، وما تكشفه التطورات في المشهد اللبناني، حيث انطلقت الانتخابات النيابية اللبنانية للمغتربين وسط آمال بالتغيير، إذ تعد انتخابات لبنان في المهجر المؤشر الأول للعملية الانتخابية، ليس فقط على صعيد جاهزية المؤسسات اللبنانية، بل لمعرفة توجهات الناخبين وأعدادهم وخياراتهم.

ويمضي لبنان بإنجاز الانتخابات في الخارج التي يعول عليها كثيرون للخروج من حالة الجمود السياسي، التي عرقلت تنفيذ الإصلاحات، في وقت لم يوضع به البلد بعد على طريق الخروج من أزماته الاقتصادية والمالية الخانقة.

وطرحت حلقة اليوم من “ستديو الآن” والتي قدمها سيف الدين ونوس السؤال اللافت، وهو  مستقبل السُّنة في ظل “عزوف” رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن المشاركة في العملية السياسية، لا سيما وأن كثيراً من القوى اللبنانية تسعى لأن تكون الانتخابات المرتقبة، خطوة أولى على طريق إنهاء الهيمنة التي تفرضها ميليشيا حزب الله الإرهابية منذ عقود على الكثير من مؤسسات الدولة.

وما بين مضامين هذه الوقائع، كلامٌ عن أنّ المعارك الانتخابيّة التي شهدتها دول الاغتراب، هي امتدادٌ لمعارك الداخل، مع الإشارة إلى طغيان القضايا المعيشيّة والخدماتيّة على ملفّات الداخل، فيما تبدّلت الأولويّات بالنسبة إلى “لبنان المغترِب”، ومفادها: هل سيكون ما بعد 15 مايو غير ما قبله؟ وهل سيعود لبنان يوماً لنعود إليه؟.. أسئلة موجعة طرحها المغتربون.

وتعدّدت القراءات لاستشراف المراحل اللاحقة، بعدما قدّمت مجموعة الصناديق التي أقفلت، الجمعة والأحد، صورة عن مشهديّة لن تخلو نتائجها من المفاجآت، وفق ما يتردّد، وخصوصاً أنّ تجربة اقتراع المغتربين في الخارج، في نسختها الثانية، بعد دورة 2018، اكتسبت دلالات بارزة، بدأت بالحجم الكبير للذين سجّلوا للإدلاء بأصواتهم، مقارنةً بالدورة السابقة، ولم تنتهِ بالواقع المتحرّر للناخبين المغتربين، الذي جعلهم أقرب إلى ترجمة الاتجاهات التغييرية والمعارِضة للسلطة في صناديق الاقتراع، ذلك أنّ الأصوات الاغترابية، وبحسب تأكيد مصادر سياسية معارِضة، لـ «البيان»، لا بدّ أن تبدّل معادلة الداخل.

وفي حواره مع “ستديو الآن”، والذي يقدمه سيف الدين ونوس، قال الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة إن هناك “وعي جديد وجد طريقه إلى عقول اللبنانيين، لكن التغيير لن يحدث بسرعة، إنما هو تغيير تراكمي يحتاج عدة جولات انتخابية”.

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي إنه رغم اعتكاف رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، إلا أن الطائفة السنية -تاريخيًا- لا تجلس على مقاعد المتفرجين، في إشارة إلى انتخابات لبنان النيابية التي تجرى حاليا.

ويتوقع مراقبون “معركة قاسية” في الداخل، رغم تعدّد اللوائح، مع خشية من دخول البلد في بازار مفتوح على التشنّجات في إطار المعركة الانتخابية، فيما يبدو واضحاً أنّ كلّ الأزمات والملفات المتصلة بالواقع الداخلي وانهياراته، باتت عرضة للتوظيف السياسي والانتخابي، بما يطلق العنان لسيناريوهات استباقية لنتائج الانتخابات، مع ما يعنيه الأمر من كوْن صندوق الاقتراع يبدو الحدث والبوصلة في آن، إذْ للمرّة الأولى في تاريخ لبنان، ربّما، لا تتعلّق الانتخابات بمفاهيم الربح والخسارة، وإنّما بمستقبل البلد.