“ليس هناك من بيعة”.. بهذه الكلمات أجاب سهيل شاهين، الناطق باسم طالبان على سؤال “أخبار الآن“، حول بيعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري لزعيم الجماعة هبة الله أخوند زاده.

وقال سهيل شاهين: “كلا، لا وجود لأيّ بيعة، من قال إنّ هناك بيعة؟ ليس هناك من أيّ بيعة. هذه إحدى المزاعم التي يطلقونها ويستخدمونها لدعم أهدافهم. ولكن في الحقيقة ليس هناك من بيعة”.

طالبان ترفض بيعة الظواهري وتعبّر عن ازدرائها للقاعدة | ستديو الآن 08/05

الناطق باسم طالبان سهيل شاهين لأخبار الآن – حصري

تكمن المشكلة في أنّ الظواهري بايع أخوند زاده في رسالة نشرت في يونيو/ حزيران 2016. في الواقع سارع الظواهري بإعلان البيعة وهو المعروف بأنّه يأخذ وقته في العادة في التصاريح، وأعلنها حرفياً بعد بضعة أسابيع على تولّي أخوند زاده زعامة طالبان.

فما الذي يحصل فعلاً؟ بادىء ذي بدء ليس من المستغرب أن تنفي مجموعات متطرفة مثل طالبان، وقائع واضحة وتطلق الأكاذيب عندما يخدم ذلك مصالحها. ولكن المشكلة هي أبعد من ذلك: لم تقبل الجماعة قط بيعة الظواهري علناً أو اعترفت بها حتى، وهذا بمثابة صفعة لزعيم القاعدة. فالجماعة المنشغلة بتحقيق طموحاتها السياسية الكبيرة تنظر بوضوح إلى القاعدة كمصدر للمتاعب وبكلّ بساطة لا تستحق العناء.

ولطالما كان الوضع على هذا المنوال، لكنه أصبح جليّاً أكثر خلال محادثات السلام. فبنظر قيادة الجماعة التي تستحوذ على اهتمام العالم حالياً، والترف المغالى فيه في الدوحة، القاعدة هي لا شيء، والظواهري لا أحد.

لذلك ليس من المفاجىء البتّة أن يمضي قدماً سهيل شاهين، الناطق باسم هذه الجماعة المتطرفة، في مقابلته الحصرية مع “أخبار الآن” في إنكار أيّ وجود للقاعدة في المناطق الأفغانية الريفية الشاسعة التي تقع تحت سيطرة الجماعة.

وقال سهيل شاهين: ليس هناك من وجود للقاعدة في أفغانستان. فليس للقاعدة ولا لأي أفراد آخرين أي مركز تجنيد أو مركز لجمع التبرعات أو مركز تدريب في كافة أنحاء أفغانستان.

طالبان ترفض بيعة الظواهري وتعبّر عن ازدرائها للقاعدة | ستديو الآن 08/05

الناطق باسم طالبان سهيل شاهين لأخبار الآن – حصري

يلاحظ هنا أنّ سهيل شاهين  ذكر مراراً وتكراراً محادثات الدوحة، وشدّد في معرض حديثه على أنّهم ملتزمون بمنع أيّ اعتداء يُشنُّ من أفغانستان على الولايات المتحدة الأميركية أو حلفائها. بمعنى آخر، أكّد الناطق باسم طالبان على أكثر السيناريوهات محاكاةً للمنطق، وهو أنّ طالبان منشغلة حالياً بإطباق سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية، ولا تريد أن يكون الظواهري أو تنظيمُه المتفكك، عالةً عليها.

ومن هنا يضع تصريح الناطق باسم طالبان لـ”أخبار الآن” الظواهري في حيرة من أمره: فإمّا عليه أن يتراجع عن إيديولوجيا العنف التي يعمل بها، إمّا أن يمضي قدماً ويلغي مبايعته لطالبان. فهل يتحلّى الظواهري بالشجاعة الكافية ليدينَ اتفاق السلام الأفغاني على الملأ؟ فإنْ فعل ذلك، سيدمِر نفسه بالكامل، لذلك لا يبقى أمامه سوى احتمال وحيد، وهو حلّ تنظيم القاعدة.

وبالتالي تجعل مقابلة الناطق باسم طالبان مع “أخبار الآن” ذلك، واضحاً وضوح الشمس بالنسبة لأيّ شخص لا يحاول أن يخذل نفسه.

من جهته قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية فاضل أبو رغيف ان الانسحاب الأمريكي المبكر من أفغانستان سيدخل المنطقة في حالة من القلق المستمر.